أنيقتان ممشوقتا القامة تقفان داخل أفخم صالات الأعراس في دبي، هما لارا ترمب وأميرة سجواني، كلتاهما كانت ترتدي ملابس زهرية اللون؛ إحداهما زوجة نجل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أما الأخرى -وهي “العروس” صاحبة المناسبة- فهي ابنة رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني، شريك ترمب الأول في هذه البقعة من الأرض.
على الرغم من أنهما تتحدثان لغتين مختلفتين، فإن أمراً واحداً يجمعهما؛ وهو “المال”، فثروة والد سجواني تقدّر بـ5 مليارات، وترمب أيضاً لا تختلف أرقام ثروته كثيراً عن هذا الرقم.
لم تكن لارا ترمب التي نشرت هذه الصورة وحدها من حضر زفاف أميرة؛ بل جاءت مع نجلي دونالد ترمب الكبيرين.
كل شيء كان فخماً، فالصور التي نشرها رجل الأعمال الإماراتي حسين لزفاف ابنته كانت كافية، الديكور والمكان، وحتى الحضور الذين كان من ضمنهم نجلا ترمب؛ إريك ترمب وزوجته لارا، ودونالد ترمب جونيور، إضافة إلى الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد نائب حاكم دبي، وغيرهما من أفراد العائلة الحاكمة، يحتفلون جميعهم في زفاف أميرة، التي تشغل منصب المسؤول المالي الأول بشركات داماك التي يمتلكها والدها.
وفي الوقت الذي نشرت فيه صحف الإمارات المحلية خبر الزفاف وركَّزت على حضور نجلي ترمب، الذي لم يكن أمراً غير عادي، خاصة أن رجل الأعمال هذا شريك قديم للرئيس الأميركي، وآخر المشاريع التي جمعتهما كان عندما تولت شركته بناء نادي ترمب للغولف بدبي والذي افتُتح في فبراير/شباط 2017.
وقد وصف سجواني، البليونير العامل في مجال التطوير العقاري، أفراد عائلة ترمب بأنهم “أصدقاء أعزاء وشركاء عمل”.
للصحف الغربية روايتها المختلفة عن هذا الزفاف، فقد ركزت على تكاليف رحلة ابني دونالد ترمب الكبيرين إلى الشرق الأوسط فقد كلفت دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 73 ألف دولار.
وذكرت قناة CBS الإخبارية، يوم الأحد 8 أبريل/نيسان 2018، أن النفقات تشمل الخدمة السرية والغرف الفندقية والسيارات في الفترة من 26 مارس/آذار 2018 إلى 8 أبريل/نيسان 2018، حين قام ابنا ترمب بزيارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد اطلعت قناة CBS الإخبارية على النفقات التي تجاوزت 73 ألف دولار، بعد أن حصلت على أوامر الشراء من خلال أحد المصادر السرية.
فضيحة مالية قادمة
وربما يؤدي الكشف عن حجم ذلك الإنفاق إلى فضيحة مالية أخرى تصيب عالم ترمب، بعدما شاعت التساؤلات عن عادات الإنفاق لدى رئيس جهاز حماية البيئة، سكوت بروت.
وقد كشفت وكالة أنباء أسوشييتد برس، مؤخراً، أن بروت قد أنفق الملايين من أموال دافعي الضرائب على الإجراءات الأمنية الخاصة به والانتقالات في أثناء ترؤسه جهاز حماية البيئة، ما أثار جدلاً كبيراً مع العلم بأنه كان يقيم في منزل أحد أصحاب النفوذ بواشنطن مقابل 50 دولاراً في الليلة الواحدة.
وأكد جهاز الخدمة السرية في وقت لاحق، أن الجهاز كان يجري “عملية وقائية” في الدولة الغنية بالنفط، ولكنه رفض تقديم المزيد من التفاصيل عن الرحلة.
وبينما لا يزال الرئيس يحتفظ بملكية مؤسسة ترمب، فقد ترك إدارة العمليات اليومية لأبنائه. وتعهّد ترمب بعدم الشروع في تنفيذ أي مشروعات أجنبية في أثناء فترة خدمته، بينما يتم حالياً إقامة ملعب غولف يحمل العلامة التجارية لمؤسسة ترمب في دبي على أراضٍ تمتلكها شركة داماك.