جتكم ستين نيلة، الصعايدة سبب العشوائيات، ابن الزبال لا يصلح للقضاء، أبناء القضاة الأسياد وغيرهم العبيد»، تصريحات جاءت على لسان وزراء ومحافظين بالدولة، تسببت في إحداث حالة من الجدل والبلبلة داخل الشارع المصري، وكذلك في ردود فعل غاضبة، لاسيما أن الكثير اعتبرها بمثابة إهانة وتقليل من شأن المواطنين، غير أن معظم هؤلاء ظلوا في مناصبهم ولم يتم إقالتهم أو محاسبتهم على تلك الإهانات.
“جتكم ستين نيلة“
كانت آخر تلك التصريحات المهينة، ما جاء على لسان اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، حيث أساء فيها لكل من لم يُدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية التي جرت خلال الأيام الماضية.
وفي تصريحات تليفزيونية له، وجه “نصر”، حديثه لمقاطعي الانتخابات قائلًا: “اقعدوا في بيوتكم، وشوفوا اللي هيطبطب على قفاكم من ورا، جتكم ستين نيلة”.
وتابع المحافظ: “مصر محتاجة أصواتنا في الانتخابات الرئاسية، ومصر هتبقى أفضل إن شاء الله”، مستطردًا: “كنتم عند حسن ظني، وإحنا أولى محافظات مصر، وهنحافظ على هذا المستوى”.
“الصعايدة” سبب العشوائيات
أيضًا، اتهم اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية، “الصعايدة”، بأنهم سبب العشوائيات في العاصمة، ما أدى إلى إحداث حالة من الغليان داخل محافظات الصعيد، وعلى أثرها طالب نواب تلك المحافظات بإقالة الوزير.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين، ببرنامج “الحياة اليوم”، قال الجندي، إنه يستهدف تنمية الصعيد، من خلال تشجيع الاستثمار وإقامة المشروعات، وخاصة الصرف الصحي، مضيفًا: “سنشجع الاستثمار في الصعيد لخلق فرص عمل، ونبطل نخلى الصعايدة يركبوا القطر، ويجيوا القاهرة عشان يبحثوا عن فرص عمل، ويعملوا لنا هنا عشوائيات، وسنتعاون مع كل الوزراء والمحافظين”.
“برمي طلبات النواب في سلة القمامة“
«بجمع طلبات النواب ولما بروح المكتب برميها في سلة الزبالة»، تصريح صدر أيضًا، على لسان اللواء أبو بكر الجندي، ما اعتبره البعض بمثابة إهانة لنواب الشعب.
“ابن الزبال” لا يصلح للقضاء
أما المستشار محفوظ صابر، وزير العدل الأسبق، فقد أساء لفئة جامعي القمامة، حيث قال إن أبناءهم لا يصلحون للالتحاق بالسلك القضائي، ما تسبب في إقالته.
وأضاف في تصريحات له، قائلًا: “ابن عامل النظافة لا يمكن أن يُصبح قاضيًا أو يعمل بمجال القضاء؛ لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط بيئي واجتماعي مناسب لهذا العمل”.
أبناء القضاة الأسياد وغيرهم العبيد
المستشار أحمد الزند، وزير العدل الأسبق، كان من بين الذين أساءوا للشعب، حيث قال في تصريحات له، إن من حق أبناء القضاة أن يرثوا مناصب آبائهم، واصفًا إياهم بأنه «هم الأسياد وغيرهم العبيد».
وفي تصريحات أخرى له، والتي على أثرها تم إقالته، قال “الزند”: “سيسجن من يتطاول عليه حتى لو كان الرسول الكريم”، ما دفع الأزهر الشريف في النهاية إلى إصدار بيان طالب فيه بعدم التعرض لمقام النبوة في وسائل الإعلام.
إهانة وزير لإحدى الموظفات
بينما، أهان عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، أمينة متحف “محمود سعيد” بالإسكندرية، حيث وصفها بأنها “ممتلئة وتخينة” على حد تعبيره، ما أدى إلى تقديم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء حينها اعتذارًا على ما بدر من الوزير.
وبدأت الواقعة عندما طرحت عليه أمينة المتحف، مشكلة خاصة بها، غير أنها سخر من مظهرها أمام العاملين، قائلًا: “وأنا عندي مشكلة مع الناس التخينة” في إشارة إلى وزنها الزائد.
الشرطة أسياد الشعب
بينما، وصف مدير أمن البحيرة، خلال لقائه بمجموعة من ضباط الشرطة، بأنهم أسياد الشعب، ولن يستطيع أحد كائنًا من كان أن يمس رجلًا من رجال الشرطة، لافتًا إلى أنه لم يتم إحالة ضباط كبار للمحاكمة أو التحقيق كما يزعم البعض.
وأضاف: “من يخالف القانون هنحاسبه وكل من يغلط هنحاسبه وكل واحد غلط هيجي ويتعمل معاه إجراء قانوني ويتسجن”.