هل يجب أن يُنشئ السيسي حزبا سياسيا على غرار الحزب الوطنى المنحل؟

Sisi-Partei

 

يتردد حاليًا بقوة داخل الأوساط السياسية، أحاديث عن أن النظام يبحث جديًا خلال تلك المرحلة الراهنة، فى تشكيل حزب سياسي، يترأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل تكوين قاعدة شعبية وظهير قوى للرئيس خلال الفترة القادمة، لا سيما أن نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لم تكن مرضية لكثيرين.

تلك الأحاديث أثارت جدلًا واسعًا، وتساؤلات عديدة، حول مدى إمكانية تنفيذ ذلك، وتأثيره على الحياة الحزبية فى مصر، وكذلك هل يكون على غرار الحزب الوطنى المنحل، أم أنه سيكون مختلفًا؟.

وكان المهندس محمد السويدى، رئيس اتئلاف «دعم مصر»، ائتلاف الأغلبية تحت قبة البرلمان، قال “إن غياب حزب الأغلبية خلق فراغًا سياسيًا غير طبيعي”، مضيفًا: “نحن نشعر بأننا فى حاجة للتحول لحزب، ولكن لا نعلم ميعاد ذلك، وهو فى المقام الأول قرار من المكتب السياسى للحزب، وجار الإعداد لتكوين الكيان الإدارى لتأسيس حزب”.

وخلال حوار تليفزيونى له، أضاف السويدى، “أن إنشاء مقار ائتلاف دعم مصر بالمحافظات، للشعب وليس للنواب، حيث إن أى مشكلة تُحل بتعديل فى لائحة أو قرار وزارى أو تعديل قانون”.

وتابع: “نحاول أن نجعل المواطن شريكًا فى حلول الأزمات والتحديات التى تواجهها الدولة، وحينما نشرح للمواطن يقتنع بأن الخير قادم”.

السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن مصر فشلت خلال الخمسين عامًا الماضية فى تشكيل حزب سياسى قوي، يستطيع الوقوف بقوة على قدميه، منوهًا بأن حزب “الوفد”، والذى يُعد من أقدم وأعرق الأحزاب فى مصر “مش قادر يقف على رجليه” –على حد وصفه.

وخلال حديثه لـ”المصريون”، طالب بيومى، بإنشاء حزب سياسى قوى، بغض النظر عن من يرأسه، سواء الرئيس السيسى أو أحد غيره، لافتًا إلى أنه لا يُحبذ أن يُشكل الرئيس حزبًا سياسيًا باسمه.

مساعد وزير الخارجية الأسبق، لفت إلى ضرورة دمج الأحزاب المصرية المنتشرة على الساحة السياسة لـ4 أحزاب فقط، ومن ضمنها ذلك الحزب الكبير والقوي، مشيرًا إلى أن تلك الأحزاب لم تُقدم ما يرغب فيه الكثير، وكانت أشبه بالـ”صورية”، ومن ثم لا فائدة من وجودها بهذا العدد الضخم.

وبرأى بيومى، فإنه من الواجب البدء فى تشكيل ذلك الحزب، والإعداد له، لافتًا إلى أن ترأس الرئيس لذلك الحزب، لا إشكالية فيها، لكن الأفضل عدم حدوث ذلك؛ حتى لا يُقال أنه تم الاعتماد على سلطة الرئيس.

واختتم حديثه، قائلًا: “لو تم تشكليه على غرار وسياسات الحزب الوطنى المنحل، فكدا التاريخ يُعيد نفسه مرة أخرى، لابد أن يكون له أهدافه وسياساته المختلفة عن كل ما سبق”.

أما، الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فرأى أن تلك الخطوة، ليست ذات أهمية، لا سيما أنها لن تضر ولن تفيد، معللًا ذلك بأن السلطة تقوم بما تشاء وقتما تشاء، دون مراعاة للدساتير والقوانين والأعراف أو أى شيء آخر.

وفى تصريحه لـ”المصريون”، تساءل دراج: “الرئيس قال إنه مش سياسي، ومش بتاع كلام، طيب ازاى يتم تشكيل حزب سياسى وهو يترأسه؟”، غير أنه عاد وقال إن الرئيس يمكن أن يُعيد النظر مرة أخرى، ويُشكل حزبًا، فليس هناك استقرار واضح على أى شىء.

الخبير السياسى، أضاف أنه حال تطبيق ذلك الطرح، فإنه سيتم تشكيل الحزب، ممن وقفوا ورقصوا أمام اللجان، مستكملًا: “هيسموا بقى الحزب حزب السيسى أو حزب مصر أو حزب دعم مصر، ميهمشى الاسم”.

بينما، قال الدكتور إبراهيم حجازي، عضو مجلس النواب، إنه لا يُفضل أن يتم تشكيل حزب سياسى يترٍأسه الرئيس؛ حتى لا يُعاد ويتم تكرار سيناريو الحزب الوطنى، والاتحاد الاشتراكى؛ وحتى لا يذوق الشعب المصرى نفس المعاناة.

حجازى أضاف لـ”المصريون”، أن تحويل ائتلاف “دعم مصر”، لحزب سياسى قوي، مسألة جيدة، بل ولابد من ذلك، أما أن يرأس الرئيس السيسى لحزب “دعم مصر” فلا.

عضو مجلس النواب، لفت إلى أن الرئيس استطاع خلال الأربع سنوات الأولى أو مدته الرئاسية الأولى، إدارة البلاد بجدارة، بشخصه وخططه، ودون حزب سياسى، ومن ثم لابد من تكرار ذلك خلال المدة الثانية.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …