تدخل الحرب والمأساة السورية عامها الثامن، حيث تحولت الاحتجاجات السلمية التي انطلقت عام 2011 إلى صراع دموى أدى بحياة مئات الآلاف، وأجبر الملايين على النزوح ولجوء مئات الآلاف إلى أوروبا.
في 15 مارس 2011، اندلعت الاحتجاجات في سوريا ضد نظام آلـ الأسد، الذي يحكم سوريا منذ نحو 47 عاما. الحراك في سوريا جاء عقب الانتفاضات في تونس وليبيا ومصر، وهو ما عرف بثورات “الربيع العربي”.
التسلسل الزمني للأحداث حتى الحرب الراهنة:
القصة بدأت باحتجاجاتٍ سلمية واجهتها الحكومة بالعنف، في العاصمة دمشق ومحافظة درعا في جنوب سوريا. بعدها انتقل بعض المتظاهرين إلى مرحلة التسلح وتشكيل جماعات متمردة، كان أكبرها “الجيش السوري الحر”. مطالب المتظاهرين في البداية كانت تتعلق بالإصلاح والحرية والديمقراطية، لكن قوات الحكومة ردت بعنف وقمعت الاحتجاجات السلمية بقسوة شديدة.
أبرز التواريخ:
في عام 2012 استعادت السلطات السورية السيطرة على مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية
في عام 2013 قالت الأمم المتحدة إن الحكومة استخدمت غاز السارين السام ضد المدنيين في محيط دمشق.
في عام 2014 سيطر تنظيم الدولة الإرهابى “داعش”، على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وأعلنت مدينة الرقة عاصمتها.
في عام 2015 بدأت روسيا في الدخول على خط الحرب بشكل مباشر، وشاركت في عمليات القصف إلى جانب حليفها “النظام السوري”.
في أكتوبر 2017 هزم تنظيم داعش في “الرقة”.
مع استمرار الحرب أصبح النزاع في سوريا حربا بالوكالة، حيث تدخلت العديد من الدول لتأمين مصالحها الخاصة، حيث امتلكت روسيا قاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية كبيرة في حميميم بمحافظة اللاذقية. وقدمت إيران دعما ماليا وعسكريا كبيرا لنظام الأسد والحيلوة دون سقوطه. بينما بدأت تركيا، التي تدعم المتمردين الإسلاميين ضد الأكراد في سوريا، عملية في مدينة عفرين شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية في يناير 2018. بحجة القضاء على حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب الكردي (YPG).
من جهتها دعمت السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى أيضا جماعات مسلحة ضد نظام الأسد. بينما تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري والتي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
أزمة اللجوء
في السنوات الثماني الماضية، خلف الصراع السوري أكثر من350 ألف قتيل. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كانت هناك، بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2017، حوالي 5,5 مليون لاجئ سوري مسجل في العالم. كما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك 6.5 مليون نازح داخل سوريا. ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا. هناك مليون في لبنان، و 660 ألف لاجئ في الأردن ، و 242 ألف لاجئ في العراق، و 122 ألف في مصر.
لماذا نزح السوريون عن ديارهم؟
هناك عوامل عديدة دفعت السوريين لمغادرة البلاد، أبرزها عدم رغبة الشباب المعارضين في الالتحاق بجيش النظام السوري، كما أن الاضطهاد الذي تعرضت له بعض الأقليات الدينية مثل المسيحيين والإيزيديين والعلويين وجماعات أخرى خاصة من قبل الجماعات المتطرفة بما في ذلك “الدولة الإسلامية” أو الجماعات الجهادية الأخرى مثل جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، أجبر هؤلاء على الفرار بحثا عن الأمان في أجزاء أخرى من البلاد أو الدول المجاورة، ومنهم من قرر اللجوء إلى دول أوروبية مثل ألمانيا. وبحسب الأرقام، فإن الكثير من السوريين الذين لجؤوا إلى دول الجوار السوري مثل لبنان والأردن وتركيا يغادرون تلك الدول إلى أوروبا. وهذا يرجع جزئيا إلى سوء الحالة الاقتصادية للاجئين في تلك الدول، ففي لبنان، على سبيل المثال غالباً ما يكون من الصعب على السوريين أن يعملوا وقد يتم ترحيل بعضهم أيضاً إلى سوريا، بينما 90 في المئة من اللاجئين السوريين في تركيا “يعملون في عمل غير رسمي خارج المخيمات، وغالبا في ظروف غير مستقرة”.
وفقا لموقع “ريليف ويب” الذي يديره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، فإن عددا كبيرا من اللاجئين الذين كانوا في دول الجوار السوري وصلوا إلى أوروبا عن طريق البلقان، من تركيا إلى اليونان وعبر مقدونيا وكوسوفو وصربيا وهنغاريا وكرواتيا إلى النمسا وألمانيا، حتى مارس 2016، عندما تم إغلاق هذا الطريق.
ورغم الانخفاض الكبير في عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي، لا يزال السوريون يشكلون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا. وفي فبراير 2018، كان أكثر من 20 بالمئة من طالبي اللجوء في ألمانيا من سوريا، بينما كان العراقيون ثاني أكبر مجموعة، وفي عام 2017 تقدم 98 ألف سوري بطلبات لجوء في أوروبا.