مشروع بلغة الأم “أمل برلين” يعطي أملاً للصحفيين اللاجئين الجدد

Aml-Barlin-Jornalist-Por

 

يحتفل مشروع “أمل برلين” الإعلامي بمرور عام على انطلاقه، ويعتبر المشروع من المشاريع الرائدة التي قدمت فرصة للصحفيين اللاجئين للعمل في ألمانيا بلغاتهم الأم، فأين أصبح المشروع بعد عام؟

على القرب من محطة “حديقة الحيوان” في برلين، وفي بناء أثري ضخم، خصصت المدرسة الإنجيلية للصحافة غرفتين لمشروع “أمل برلين”، في محاولةٍ لبثّ القليل من الأمل في الحياة الجديدة لعشر صحفيين لاجئين من يعملون باللغتين العربية والفارسية،  وذلك ضمن منصةٍ تقدم برلين بعيون المهاجرين للقادمين الجدد.

يوليا غيرلاخ مديرة المشروع تجلس في الغرفة مع الصحفيين. ويناقشون جميعهم أهم العناوين والأخبار التي قد تهم قراء الموقع، وتوكل المهام لكتابة الأخبار باللغتين العربية والفارسية.

وعلى الرغم من أن المشروع يعتبر صغيرًا بالنسبة للمشاريع الإعلامية في برلين إلا أنه استطاع أن يجد مكاناً له حسبما تؤكد غيرلاخ مضيفة بالقول “من خلال هذا المشروع أصبح لدى المهاجرين الجدد منصة يتعرفون بها على ما يجري حولهم في ألمانيا بشكل عام وبرلين بشكل خاص والأهم أن هذا المشروع مكّن عشر صحفيين من الحصول على فرصة عمل وجعلتهم يتخلون عن تلقي المساعدات”.

فرصة كبيرة

عبد الرحمن عمرين صحفي سوري وهو يعمل في مشروع أمل برلين منذ بداية انطلاقه، يقول “لقد منحني المشروع فرصةً لا تقدر بثمن فالعمل كصحفي يفرض علي إتقان اللغة الألمانية بشكل تام، جداً، لكن مشروع  “أمل برلين” سمح لي ممارسة  العمل الصحفي بلغتي، وساعدني على اكتساب خبرات جديدة على الصعيد المهني”. وعن أهم الخبرات التي اكتسبها يقول عمرين “بدأت أتعرف على الطريقة الألمانية في التعامل مع حقوق الملكية الفكرية مثلًا، طبيعة العمل مختلفة عما اعتدت عليه، السلطوية الفردية في العمل هنا أقل من سوريا، باختصار بيئة العمل مختلفة”.

أما نيجين بهكم ، فتعتبر أن تجربتها مع أمل برلين مختلفة. فالصحفية الإيرانية تعمل ومنذ زمن مع عدة وسائل إعلام إيرانية من خارج بلدها. وتقول “سابقا كنت أنجز تقارير صحفية تتعلق ببلدي إيران من ألمانيا. أما الآن، فأركز في عملي الصحفي على إنجاز تقارير لجمهور وصل حديثا إلى هنا، إذ أقدم له معلومات عن أشياء تهمه لكن بلغته، وهذا شيء مميز، لأنه يساعد على تقريب القادمين الجدد من المجتمع الألماني بشكل أسرع”.

تعتبر يوليا أن مشروع “أمل برلين” “منصة لتقديم الصحفيين الذين قدموا حديثا إلى ألمانيا إلى عالم الإعلام في ألمانيا، فهناك العديد من وسائل الإعلام التي تقوم بنشر تقارير من موقعنا وبعضهم يطلب من الصحفيين إنجاز  تقارير خاصة، وهذا مفيد بالنسبة لهم”.

تمويلنا من الكنيسة الإنجيلية لا يؤثر على الحيادية

وتعرضت منصة “أمل برلين” لانتقادات من قبل صحفيين سوريين في ألمانيا، نظراً لأنها تتلقى تمويلها من قبل الكنيسة الإنجيلية، لكن غيرلاخ ترد على هذه الانتقادات بالقول “نحن لا نقوم بأي مشروع تبشيري، كذلك الكنيسة لا تتدخل في عملنا”.

Aml-Barlin-Jornalist-Porich

لاجئون سوريون في ألمانيا

مضى عام على إطلاق منصة “أمل برلين” وحتى الأن ما زالت الكنيسة تمولها، على عكس العديد من المشاريع التي كانت موجهة للاجئين، وتم إيقاف تمويلها، على اعتبار أنه وبعد ثلاث سنوات تقريباً أصبح اللاجئون قادرون على التواصل بالألمانية، وعليهم التوجه إلى الإعلام الألماني لتحقيق نتائج اندماج أفضل.

يقول عبد الرحمن “اعتقد أن استمرار هكذا مشروع باللغة العربية ليس أمراً خاطئاً، فنحن لا نزال نكتشف المجتمع الألماني مع القراء وهذا يتطلب لغتنا الأم وإلا سيتقوقع المهاجرون على أنفسهم”

وتوافق نيجين عبد الرحمن بذلك وتضيف بالقول “حتى أنا أتقن الألمانية بشكل جيد، لكني أحياناً أتوجه إلى المواقع الألمانية التي تكتب باللغة الفارسية لقراءة أخبار ألمانيا، فالناس تستسهل القراءة باللغة الأم، فضلا عن أن هناك الكثير ممن يتحدثون الفارسية يأتون إلى ألمانيا باستمرار كلاجئين أو للدراسة أو العمل، ما يجعل هذا المنبر مهم لهم”.

وهو ما تراه  يوليا غيرلاخ أيضا “عندما يأتي المهاجر إلى هنا يكون من السهل أن يقع ضحية شائعات، لذا هدفنا هو تعريف الناس بالمجتمع الذي يعيشون فيه، فضلا عن أننا نجعل الناس تبني القيم الألمانية بالتدريج، مثل الديمقراطية نحاول أن نقدمها بأخبار وتقارير مختلفة لنجعل الناس يشكلون قناعاتهم الخاصة، وعندما يعرفون المجتمع أكثر سيرغبون بالتواصل معه وسيتعلمون اللغة”.

وتأمل يوليا أن تتاح لهم إمكانية ترجمة جميع مواضيعهم إلى اللغة الألمانية، ما يساهم في تقريب المسافة بين القراء والمجتمع الألماني.

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …