في مقاطعة جنوب فلوريدا، يعيش مجتمع “مرتكبي الجرائم الجنسية”، من الذين أدينوا بالعنف الجنسي مع الأطفال وأحيانا أبناءهم، أو الذين أدينوا بممارسة الجنس مع صديقاتهم القُصر، أو مشاهدة المواد الإباحية، يعيشوا في هذه البلدة بعد خرجوهم من السجن، وبعضهم لا يزال تحت المراقبة، في وصمة عار تظل تلاحقهم طوال حياتهم.
الجرائم الجنسية في فلوريدا ليست كأي جريمة، فعندما يخرج شخص مدان بارتكاب جرائم جنسية من السجن، فإن مشكلته لم تنته بعد، وبموجب قوانين فلوريدا المحلية، يحظر على هؤلاء الأشخاص المدارس أو الحدائق أو حتى محطة للحافلات لأن الأطفال قد يتجمعون هناك، حتى إذا وجد الجناة تواجدهم في المنازل هو الحل، عادة ما يرفض أصحاب العقارات استئجارها لهم، فوجودهم في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية يجعلهم غير قادرين على العيش بشكل طبيعي، لذلك يعتقد أن المئات من مرتكبي الجرائم الجنسية في فلوريدا بلا مأوى، ويعيشون تحت الجسور أو في الشارع.
“قرية المعجزة – Miracle Village”، نشأن لهؤلاء المجرمين، للعيش بأكبر قدر ممكن من الإنسانية دون انتهاك قوانين الإقامة الصارم للولاية، وكان يعيش في هذه القرية عمال قصب السكر، وفي عام 2009 قام قس إنجيلي المحلي “دَايك ويثيرو”، فإنشاء قرية “المعجزة”، وكان مدان أيضًا بالاغتصاب لصديقته البالغة من العمر 14 عاما، وكانت حامل إلا أن القاضي سمح لهم بالزواج.
اليوم، توفر هذه القرية “ملاذا آمنا” للمجرمين جنسيا، حيث يصل نحو 20 طلبا للسكن هناك كل أسبوع، والتي يتم فرزها لاستبعاد الأشخاص الذين لديهم تاريخ من العنف أو المخدرات، أو أولئك الذين تم اعتمادهم كمولعين جنسيا بالأطفال، لحماية الأشخاص الذين يعيشون بالفعل هناك، ولا يسمح أيضا للأشخاص الذين لديهم أطفال.
تخضع القرية لنظام إداري ذاتي، يذهب الكثير إلى دروس الكتاب المقدس في الكنيسة، وبرامج العلاج النفسي، بعض الجناة حتى لديهم وظائف في المدن المحلية الأخرى.