كشفت مجلة زينث “zenith” الألمانية، الستار عن دخول آلاف من اليهود في الإسلام أثناء الحرب العالمية الثانية، مرجعة ذلك إلى أحتمال تؤثر الزعيم النازي، أدولف هتلر، بالإسلام وقراءته المستمرة عنه، والذي كان يهدف من خلالها التأثير على القادة المسلمين في المنطقة العربية، وكسب حلفاء له ضد بريطانيا وأمريكا آنذاك، إذ وصف “هتلر” الاسلام بـ”الدين العملي القوي”، في المقابل كان يرى أن الكاثوليكية ديانة “ضعيفة”، مستشهدة بروايات المؤرخ الألماني، ديفيد موتاديل، صاحب كتاب ” للرسول والقائد- العالم الإسلامي والمملكة الثالثة” .
وفي مقابل مع المجلة، زعم المؤرخ الألماني، ديفيد موتاديل، أن “هتلر” كان مفتونًا بالإسلام، في حين أن الكاثوليكية تمثل ديانة ضعيفة، وأشاد بشكل واضح بالإسلام كدين محارب قوي، وقال “هتلر”: “مذهب النبي محمد، كان يلهمني لارتقاء السماوات”.
وقال زعيم حزب العمال الثوري هاينريش هيملر لمسئولين في الحزب النازي، إنه “لا يعترض على الإسلام”، بعد كل شيء، “فالإسلام يعد بالجنة بعد الموت في ساحة المعركة”، واصفًا إياه بـ”دين عملي وجذاب للجنود” ولكن بيانه كان ساخًرا إلى حد ما.
وعند السؤال عن “لماذا يهتم النازيون بالإسلام؟”، أوضح “موتاديل”، أن الأمر كان له أسباب عملية في المقام الأول، بعد أن احتل الفيرماخت مناطق واسعة من الاتحاد السوفييتي، البلقان وشمال أفريقيا، عاش العديد من المسلمين تحت الحكم الألماني، وفي الوقت نفسه، تفاقم الوضع العسكري، مما دفع الألمان إلى توطيد العلاقات مع المسلمين، لكسبهم كجبهة في الحرب الدائرة.
وبشأن “العبارات التي استخدمها هتلر عن الإسلام”، أشار “موتاديل” إلى أن خلال الحرب، علق “هتلر” مرارًا وتكرارًا على تاريخ الإسلام، وخاصة في “محادثات الطاولة”، وعلى وجه الخصوص، فإن تقدم الجيوش الإسلامية إلى إسبانيا في العصور الوسطى أثار إعجابه – كما فعل الانتصار العالمي بأسره للإسلام.
في كتاب “كفاحي”، الذي يحكي قصة حياة “هتلر”، أشار إلى أن كل محاولات اختراق التبشيرية المسيحية لدين الإسلامي في أفريقيا وآسيا لقي نجاحًا “متواضعًا” جدًا، ولفت المؤرخ إلى أن معرفتنا المتداولة عن الأيديولوجية الإسلامية للنخبة النازية تأتي أساسا من مذكرات وشهادات ما بعد الحرب الذي يجب أن تقرأ بحذر، بطبيعة الحال.
ولكن هذه التقارير تعطي صورة متماسكة بشكل ملحوظ للمفاهيم الأيديولوجية الإيجابية للإسلام التي سادت داخل النخبة القيادية النازية، والإعجاب بالإسلام لم يقتصر بأي حال على المناقشات الداخلية في هذه الدوائر، فقد نجد وجهات نظر مماثلة في سلسلة كاملة من الكتب والمقالات الأيديولوجية المنشورة في ألمانيا خلال الثلاثينيات والأربعينيات.
وعن دخول آلاف اليهود إلى الإسلام خلال الحرب العالمية الثانية، أكد المؤرخ الألماني، أن العديد من اليهود، وخاصة في البلقان، تحولت إلى الإسلام خلال الحرب، على أمل الهروب من الاضطهاد النازي.
على سبيل المثال، في الأشهر القليلة الأولى بعد هجوم الألمان على الاتحاد السوفييتي، أطلق أحد القادة النار على الآلاف من المسلمين بسبب ختانهم، ثم استنتجوا أنهم كانوا يهود، وهناك جزء كبير من سكان الروما في المناطق الشرقية وفي البلقان مسلمون، وقتل بعضهم – ولكن الكثير منهم لم يدخروا.
ونتيجة لذلك، تحول الغجر غير المسلمين إلى الإسلام للهرب من الاضطهاد النازي، والرومان ليسوا الوحيدين فهناك العديد من اليهود، وخاصة في البلقان، تحولت أيضا إلى الإسلام خلال الحرب، على أمل الهروب من اضطهاد “هتلر” .
وفي سراييفو وحدها، تحول نحو 20 %من السكان اليهود إلى الإسلام أثناء الحرب، وإلى المسيحية جزئيا.
ونوهت المجلة بأن النظام النازي سعى لتقديم نفسه كحاكم للإسلام، لدرجة أن العلماء الألمان كانوا يتناقشون في النصوص القرآنية.
أقراء المقال من مصدرة باللغة الألمانية بالضغط هنا