أقر يوم السبت الماضى الموافق 27 يناير 2018 المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس، الذي تعرّض لانتقادات أوروبية وعالمية بعد تشكيله لائتلاف الحاكم مع حزب اليمين المتطرف “FPÖ”، بـ “مسؤولية تاريخية” لبلاده في الإبادة الجماعية لليهود أتناء الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال إحياء ذكرى المحرقة السنوى فى فيينا
وكان كورتس تطرق إلى ماضي بلاده، مع اقتراب الذكرى الثمانين لضم ألمانيا النازية إلى بلاده، داعيًا المواطنين إلى عدم نسيان “الأيام الحزينة والمخجلة في مارس 1938” عندما تم تنظيم استقبال حافل للقوات النازية.
أغانٍى تمجد المحرقة
كتب السبت المستشار النمساوي تغريدة على تويتر قال فيها إن “النمساويين كانوا مشاركين في جرائم المحرقة الشنيعة”. وتابع كورتز قائلًا: “نحن نتحمل مسؤولية تاريخية واضحة تعترف بها الحكومة بكل وضوح”.
المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز في برلين في 17 يناير 2018
قتل في المحرقة ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية، غالبيتهم في غرف الغاز في معسكرات الموت النازية. جاءت تصريحات كورتز على خلفية تزايد معادة السامية في النمسا قولًا وفعلًا.
وكان الإدعاء وجّه خلال هذا الأسبوع الاتهام إلى أربعة نازيين جدد لكتابتهم أغانيَ تحتوي على عبارات تمجّد المحرقة وأعمال وحشية نازية أخرى. من بين أعضاء الأخوية أودو لاندباور، وهو أحد المرشحين عن حزب الحرية اليميني المتطرف فى مقاطعة النمسا السفلى “NÖ”
نفى لاندباور، الذي تعرّض لضغوط سياسية، لعلمه بكلمات الأغاني. وقال إنه كان طفلًا عندما نشرت. وأدى ذلك إلى موجة إدانات في مختلف أنحاء البلاد.
لا تزال حية
وقد رفع مشاركون في تظاهرة يوم الجمعة الماضى في فيينا لافتات ضد اليمين المتطرف وصورًا لكورتس وزعيم حزب الحرية هاينز كريستيان إشتراخه على إشارات منع المرور ولافتات تندد بالنازية والعنصرية.
قال المستشار السابق كريستيان كيرن زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي إن “ما شهده أخيرًا يشكل تذكيرًا بأن الذكرى العالمية للمحرقة لم تفقد معناها”. ووقد أدان نائب المستشار وزعيم حزب الحرية المتطرف هاينز كريستيان شتراخه فى لقاء تلفزيونى كل أشكال معاداة السامية.
وفي 2007، اختارت الأمم المتحدة يوم 27 يناير يومًا عالميًا لذكرى تحرير معسكر أوشفيتز، أكبر معسكرات الموت النازية.
مع العلم أن يهود النمسا قد قاطعوا الاحتفال الرسمي بالذكرى في البرلمان، لرفضهم مقابلة قادة حزب الحرية الذي تأسس على يد نازيين سابقين.