أنا 26 سنة متزوجة من سنة ونص، وقت الخطوبة كان جوزى شخص ملتزم وبيعرف ربنا، لكن اتصدمت فيه ، رغم انه طيب وبيخاف عليا وبيحبنى أوى لكن بدأ يطلب منى أشياء حرام بعد الجواز، ودايما برفض وبيزعل منى واشتكانى لأمي وأحرجها جداً، وقال انى لا أعطيه حقوقه الشرعية، وكل شوية أسيب البيت وافضل غضبانة عند أهلى..لكن قررت انى أحكى لحضرتك..هو دايما يطلب منى شيء حرام جدا وهو عن طريق الفم قبل الجماع، لكن انا عارفة انه حرام وكمان بيقرفنى جداً ولو أجبرنى بعدها أفضل أتقيأ، أصلا انا بقرف من الجماع نفسه فمبالك بـ….! انا عاوزة اتطلق رغم انى بحبه، لكن عشان مش عاوزة اعمل حاجة تغضب ربنا، هو بيقولى مش حرام أى شيء بين الزوجين إلا اللى ربنا حرمها، وأكيد ده حرام، ولما سألت أمى، رفضت تجاوب وقالت عيب تتكلمى معايا عن علاقتك الحميمة بجوزك، طلبت منها تعرف اخويا الكبير علشان يطلقنى منه، ورغم انه مسافر بالخارج، إلا انه ملتزم وبيفهم في الدين كويس وأكيد هيطلقنى فوراً، أمى رفضت تماماً تكلمه في الموضوع وقالتلى جوزك محترم وطيب واسمعى كلامه وانسي الطلاق، والمشكلة انى استحالة اقدر اصارح اخويا بالكلام ده لأنى اتربيت على كده..فهل تنصحينى انى اخلعه بدون مشورة أى شخص أم الموضوع له علاج عند حضرتك ممكن يتعالج منه؟ أرجوك لا تهملى رسالتى لأنى أرسلتها للمرة الثالثة بدون نشر، وأتمنى مشاركة رأى كل من يقرأها عشان جوزى بيتابع المصريون و صفحة حضرتك، وأكيد ممكن يفوق ويستفاد من رأى أى حد يرجعه لعقله ويتقي الله، نفسي ربنا يهديه واكمل حياتى معاه برضي ربنا انا عمرى ما كرهته لكن الموضوع ده بيكرهنى فنفسي..و شكركم اعلى كل نصيحة تقدموها لنا
الرد من الدكتورة أميمة
أود أن أوضح لك أنه ربما لم تصل رسالتك لبريد الباب، أو معذرة ربما تكون اختفت بين الرسائل بسبب كثرتها، لأننى غالباً كنت سأرد عليكِ عبر الإيميل كما أفعل عادة مع الأخوات في مشاكلهن الخاصة جداً والحساسة، ولكن في حال طلبك بنشرها، أو حينما ألاحظ تكرار الرسائل حول نفس المشكلة أو ما شابهها، كمضمون رسالتك هذه، فإننى أفضل نشرها ليستفيد عدد كبير ممن يعانون من نفس المشكلة..ومشكلتك هذه تكررت علىّ كثيراً في الأونة الأخيرة، مما دعانى أن أقوم بنشرها، وأتمنى أن تعي كلامى جيداً كل من تقرأه ومرت بها أو تعيش نفس القصة..
نأتى لمشكلتك..فمن أكد لك أن ما يطلبه زوجك منك من ممارسة الجنس الفموى هو قطعاً حرام شرعاً ويغضب الله؟؟!
حبيبتى..إطمئنى، فكل ما قاله لك زوجك الفاضل الطيب الذي تشهدين له بنفسك بالتزامه وأخلاقه، صحيح..فعلماؤنا الأفاضل ممن نثق في أرائهم وعلمهم، أفتونا بأن هذا الأمر ليس بحرام، وأن كل ما يدعو للاستمتاع بين الزوجين فهو حلال وجائز بل ومطلوب لتوطيد المحبة والمودة بينهما مالم يكونا على صيام أو أحدهما، إلا فيما حرم الله تعالى بنصوص صريحة، وهى الإتيان من الدبر أو أثناء حيض الزوجة أو نفاسها بعد الوضع..وهذه هى الحالات الثلاث التى تم فيها تحريم الوطء.. أما فيما عدا ذلك فهو حلال، إلا إذا كانت ممارسة ستتسبب في ضرر لأحد الزوجين وبإقرار رأى طبي، ومنها الجنس الفموى من أحد الزوجين للأخر، فمثلاً إن كان يعانى أحد الطرفين من مرض جلدى ولازال يعالج منه وسيترتب عليه العدوى للطرف الأخر فهنا لا يجوز، بنص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم:”لا ضرر ولا ضرار”..
وبالنسبة لحالكم هنا تحديداً، فأنت تسألينى عن ما إذا كان هناك علاج لزوجك حتى لا يطلب منك هذا الطلب؟!، ولكن في الواقع غاليتى أنت من تحتاجين إلى هذا العلاج النفسي، حتى لا يقع عليك ضرر وهو التقيوء والاشمئزاز والإرهاق النفسي الذي تتعرضين له عند القيام بفعل ما يطلبه منك زوجك، وحتى تستبعدى نهائياً فكرة الطلاق، وتستقر حياتك وعلاقتك الخاصة معه، عندما تُرضينه وتعفينه احتساباً لله تعالى، لأنك بالفعل في حاجة ماسة إلي زيارة استشاري نفسي كونك تتقززى من العلاقة الحميمية برمتها من الأساس، أما إن استصعبتِ أمر زيارة استشارى نفسي، فسوف أتابعك أنا إن شاء الله عن بُعد، بتعديل سلوكى من خلال نصائح و تدريبات سلوكية ونفسية سأرسلها لك عبر بريدك الإلكترونى ، وبإذن الله تعالى في وقت قصير سوف تجتازين محنتك النفسية هذه وتستقر حياتك مع زوجك الذي تحبينه والله المستعان..وإياكى أن تتركى بيت زوجك وأنت غاضبة لأى خلاف يحدث بينكما، فهذا ليس حلاً على الإطلاق بل يزيد المشكلة تعقيداً بتدخل الأهل، فأى خلاف بعد أن يهدأ الطرفين يُحل بينهما بحوار هادىء..
ثم حاولى أن تقرئى وتتطلعي لتثقفي نفسك كثيراً فيما يخص الحياة الزوجية والعلاقات الخاصة المستندة إلى الكتابات الفقهية السنية، عن طريق مصادر موثوق منها سواء من خلال الإنترنت أو الكتب الورقية، طالما تربيتك ونشأتك كانت متحفظة إلى هذه الدرجة ككثيرات مثيلاتك حبيبتى، والتى كان فيها دور الأم متقلص وشديد التحفظ مع أقرب القريبات إلى قلبها وهى ابنتها والتى هى مسئوليتها الفعلية..
* وهنا يتوجب علىّ أيضاً أن أوجه كلامى إلى جميع الأسر المصرية والعربية بأن أشير إلى أنه من الرائع حقاً تربية الأبناء والبنات على الفضيلة والعفة والحياة والالتزام، ولكن مع توعيتهم أيضاً، ملمين لهم بكل مناحى الحياة..
فللأسف جهل الفتاة قبل الزواج بأهم أمور الحياة الزوجية والمعيشية والعلاقة الخاصة بين الزوجين، يكون غالباً بسبب التحفظ الشديد من بعض الأمهات مع بناتهن، في حين أن من واجباتها توعية أبنائها وخاصة الفتيات عن كل شيء في الحياة، ومن الضروري أن تنقل لهم خبراتها، كذلك جميع الأمور الخاصة جداً والحساسة والتى لابد وأن تتعرف عليها كل فتاة من خلال مصدر الثقة والأمان لديها والمتمثل في الأم والأخت الكبيرة أو الخالة والعمة وكذلك الجدات، ومن الطبيعى جداً أن يتعاظم دور الأم أكثر مع ابنتها حينما تكون الأخيرة مقبلة على الزواج، وإن احتاجت منها أي نصيحة، فلا يجب أن تخجل وتحدثها على استحياء، فبعض الأمور الخاصة إن غضضنا عنها الطرف بسبب الخجل الزائد، أو تركناها لعبث بعض الفاسدين الجهلاء بالشرع والعلم والطب، قد توقع البعض فيما يغضب الله عز وجل، أو ربما أفشلت العديد من الزيجات التى يمكن لها أن تكون مستقرة أو أكثر استقراراً إن سأل فيها الزوجين أهل الذكر أو المتخصصين أوالموثق منهم من الأهل والمقربين.