في الذكرى السابعة.. ماذا تبقى من ثورة 25يناير؟

Janer-25-Revelation9

 

“خبّئ قصائدك القديمة كلها واكتب لمصر اليوم شِعرًا مثلها لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه فاكتب سلامًا نيل مصر وأهلها”.. بهذه الكلمات عبّر الشاعر هشام الجخ، عن ثورة الخامس والعشرين من يناير، معلنًا بدء عهد جديد فى تاريخ مصر، ليكون فيه الشعب صاحبَ الكلمة العليا فى صناعة قراراته من أجل تحقيق مطالب “العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”.

ولكن بعد مرور سبع سنوات على ثورة يناير، تغيّرت الكثير من الأمور بالبلاد وتبدّلت المقاعد بشكل كبير؛ ففي الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى الثورة نجد مفارقات عديدة أبرزها وجود الكثير من الثوار خلف القضبان، فضلًا عن براءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ورجاله من معظم القضايا المتهمين فيها.

Janer-25-RevelationJaner-25-Revelation

وعلى الرغم مما طال الثورة من عثرات وتشويهات وإخفاقات خلال السنوات الماضية، لا تزال مع احتفالنا بذكراها السابعة تمثل نبراسًا يضئ لكل الثوار فى كل مكان، لتؤكد أن التضحيات التي قدمها هذا الشعب العظيم ستؤتى ثمارها في يوم ما، وأن الصبر دائمًا وتمسك الشعوب بأحلامها هو الأمل الذي يجعل الثورة تنبض دائمًا في نفوس المصريين، وفى السطور التالية نرصد أهم الأحداث في الملحمة الخالدة في وجدان أحفاد الفراعنة، والتي سطّرت بطولات هذا الشعب العظيم.

بوعزيزي وخالد سعيد.. وجهان لـ”ثورة” واحدة

Janer-25-Revelation1

الشرارة الأولى كانت في تونس، عندما قامت الشرطية فادية حمدي، والعاملة بشرطة البلدية التونسية، بصفع البائع المتجول  محمد بوعزيزي؛ بسبب اعتراضه على مصادرة عربته  التي  كان يبيع عليها الفواكه والخضر مما أشعره بالإهانة.

ففي أواخر ديسمبر 2010 قام بوعزيزى بحرق نفسه وسط مدينة سيدي أبو زيد، خاصة أنه أحس أنه فقد الأمل في حياته الطبيعية، مما أدى إلى وفاته؛ بسبب الحروق التي تعرض لها، لكنه أعطى الأمل لجيلٍ آخر من الشباب التونسي والعربي بأجمعه؛ فأصبحت كلمة “ارحل” التى قالتها له الشرطية، شعار الثورة ضد النظام التي قالت لنظام بن علي “ارحل”.

وفى مصر وبالتحديد في الإسكندرية، كان مقتل الشاب خالد سعيد، الذي قُتل على يد 2 من مخبري الشرطة، مرتدين ملابس مدنية وقت وقوع الجريمة، وأرادا تفتيشه وتعديا عليه حتى قتل في يديهما وألقيا به بعد ذلك عند منزله مرة أخرى، والذى تم اتهامه من قبل الداخلية بأنه يتعاطى البانجو مما تسبب فى وفاته.

وانتشرت صور له على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح رمزًا لظلم واستبداد السلطة الأمنية في مصر، ومن خلال ذلك قام بعض الشباب بتفعيل صفحة على الفيس بوك تحمل اسم “كلنا خالد سعيد”، والتي دعت لمظاهرة ضد الشرطة في عيدها “25يناير”، حتى تحثها على تصويب الخطأ والإطاحة بوزير داخليتها، ولكن مع تفاعل الشرطة “الغاشم” أمام المحتجين سقط قتيل، ومنها تحولت التظاهرة إلى ثورة كبرى أطاحت بالنظام.

يوميات الثورة:

Janer-25-Revelation2

أول شهيد بالأربعين

فى 25 من يناير 2011، اندلعت التظاهرات في كل مكان بمصر وبشكل خاص في القاهرة بميدان التحرير، ثم انطلقت في عدة محافظات بحي الأربعين والإسكندرية بميدان مسجد القائد إبراهيم، وحي سيدي جابر والمحلة الكبرى والإسماعيلية، وكانت هتافات المواطنين للمطالبة بالقصاص من وزارة الداخلية، بعد مقتل الشاب خالد سعيد، مطالبة بالعدالة الاجتماعية ومنددة بالظروف الاقتصادية الطاحنة، واعتبرت قوات الأمن وقتئذ تلك التظاهرات والاعتصامات أنها غير شرعية ومخالفة للقانون، ويجب مناهضتها، فأُصدرت تعليمات آنذاك بفضّها باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والدروع الواقية والعصي والرصاص الحي؛ حيث سقط أولى الضحايا في عصر ذلك اليوم من المدنيين في السويس مصطفى رجب بلغ عمره حين توفى 21 عامًا.

28 يناير.. جمعة الغضب

Janer-25-Revelation3

وجاءت أولى جُمع الثورة  والتي عمّت فيها حالة من الغضب، فى28يناير، حيث أصابت قوات الأمن المتظاهرين في القاهرة والسويس والإسكندرية عقب صلاة الجمعة، وكان كوبري قصر النيل البطل الصامد في هذا اليوم عند بداية الكوبري من ناحية التحرير بدأت الشرطة في إطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف، وضرب طلقات الخرطوش بشكل عشوائي والصورة الشهيرة لمصفحة الشرطة التي أطلقت خراطيم المياه باتجاه المتظاهرين وكانوا يؤدون صلاة الجمعة، مما أدى إلى إصابة المئات من المتظاهرين وعليه قطعت الحكومة الاتصالات وخدمات الإنترنت وأمر مبارك حينها القوات المسلحة بالنزول إلى الشارع بالدبابات لحماية البلاد في ترحيب تام من المتظاهرين، وتم إعلان حظر التجوال وقبل ذلك شهدت العاصمة أعمال عنف من حرق لمقر الحزب الوطني الكائن أمام كورنيش النيل، فضلاً عن هروب أعداد كبيرة من السجناء إلى خارج السجون والشرطة رفعت يدها في تلك اللحظة فألقى مبارك أولى خطاباته في المساء أعلن فيه إقالة حكومة أحمد نظيف و380 شخصًا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات وحتى ذلك اليوم.

29 يناير.. قرارات سياسية وسلب ونهب

Janer-25-Revelation4

وفى يوم 29 يناير، تحدى آلاف المتظاهرين أوامر حظر التجوال، وكلف  الرئيس مبارك الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني برئاسة حكومة نظيف خلال خطاب ألقاه مساء ذلك اليوم بتشكيل حكومة جديدة ويعين عمر سلميان مدير المخابرات العامة نائبًا له وهو أول شخص يتولى منصب نائب الرئيس في عهد مبارك، وحاصر البلطجية شوارع وميادين القاهرة والمحافظات وبدأت أعمال سلب ونهب في المحال والفنادق ذلك عقب انسحاب قوات الأمن بشكل مفاجئ وتشكلت اللجان الشعبية للوقوف أمام المنازل لحمايتها من البلطجية، وحماية الشوارع والمحال وأعلن رئيس البورصة تجميد التداول بالبورصة؛ بسبب مظاهرات الغضب في مصر، وأعلن البنك المركزي تعطيل العمل بالمصرف بالكامل في المدة نفسها التي حددتها البورصة.

الخطاب الثاني

Janer-25-Revelation5

وفى 1 فبراير وجه الرئيس مبارك خطابه الثاني للمتظاهرين، رفض فيه الاستجابة لمطالب المحتجين وبعض القوى السياسية بالرحيل الفوري عن الحكم، وأكد أنه على الشعب أن يختار بين الفوضى والاستقرار وأكد أنه كلف الحكومة الجديدة بالتجاوب مع مطالب الشباب.

2 فبراير.. موقعة الجمل

Janer-25-Revelation6

فى 2 فبراير دعا النظام المحتجين إلى مغادرة الشوارع، وجرى تقليل ساعات حظر التجوال لكن تجمعت حشود في ميدان التحرير لليوم التاسع من الاحتجاجات استجابة لدعوات إطلاق المسيرة المليونية، ورفضًا لخطاب مبارك وتعالت الهتافات مطالبة الرئيس بالتنحي عن الحكم، وتجمع مؤيدو مبارك بميدان مصطفى محمود، لتأييده في الاستمرار فى الحكم بينما توجه مجموعة من مؤيدي مبارك مصطحبين بعض البلطجية وأصحاب السوابق الجنائية بالخيول والجمال حاملين العصي والأسلحة البيضاء والهراوات صوب ميدان التحرير واقتحموا الميدان بالقوة في محاولة منهم لإخراج المحتجين من هناك، وتحول قلب ميدان التحرير إلى مستشفى ميداني يعج بالجرحى، فضلاً عن إنشاء المستشفى الآخر داخل قاعة مناسبات مسجد عمر مكرم، وقرر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، منع كل من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وأحمد المغربي، وزير الإسكان، وزهير جرانة وزير السياحة السابق، إضافة إلى أحمد عز أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، من السفر وآخرين، وتجميد حساباتهم في البنوك.

الخطاب الثالث

Janer-25-Revelation7

فى 10 فبراير، وجه مبارك خطابه الثالث وفــاجأ الجميع برفض التنحي، وأعلن تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان، ووجه كلمة للشباب المحتجين في ميدان التحرير وفي كل الميادين، مشيرًا إلى أنه يعتز بهم كرمز لجيل مصري جديد، وشدد على أن دماء شهدائهم لن تضيع هدرًا، فرفض المتظاهرون في ميدان التحرير خـطاب مبارك، عندما شرع في القول بأنه قد أفنى عمره دفاعًا عن أرض مصر، وقد رفع بعض المتظاهرين أحذيتهم ولوّحوا بها أمام الشاشة التي كانت تبث الخطاب، ومن جانب آخر خرج الآلاف إلى الميادين في حي الأربعين بالسويس وميدان القائد إبراهيم  بالإسكندرية.

11 فبراير.. قرار التنحى

Janer-25-Revelation8

شارك أكثر من مليون مصري، في احتجاجات حاشدة بميدان التحرير ومدن المحافظات، تحت مسمى جمعة الزحف، مما دفع حسنى مبارك للتنحي من خلال الخطاب الشهير، الذي ألقاه اللواء عمر سليمان، على التلفزيون الرسمي؛ حيث أكد أن مبارك تخلى عن منصبه وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

وبعدها انطلقت احتفالات المصريين في الشوارع ورحبت الكثير من الدول الغربية بهذا الخبر.

بيان تنحي مبارك عن الحكم

في السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011، أعلن نائب الرئيس وقتها اللواء عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي مبارك من منصبه وكان نص القرار: “بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. والله الموفق والمستعان”.

يأتي البيان عندما ضاق الوقت على النظام وأصبح لا مفر سوى التنحي عن الحكم، خاصة مع استمرار خروج الملايين من الناس في الشوارع بميادين التحرير ومختلف المحافظات المصرية، وقد أدى تنحي مبارك عن الحكم إلى تجميد أرصدة بعض الوزراء وكبار المسئولين وبعض رجال الأعمال ومن أهمهم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وأحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني، وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق”.

“الفنجري” وتحية لشهداء الثورة

Janer-25-Revelation9

بعد إعلان اللواء “عمر سليمان” خطاب التنحي وتحديدًا في الثامنة مساء يوم الجمعة 11فبراير، أعلن اللواء  محسن الفنجري، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب، مقدمًا التحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا خلال الفترة الماضية، مؤديًا التحية العسكرية لشهداء الثورة في مشهد حسم الكثير وقتها من الجدل المثار بين الثوار حول توجه المؤسسة العسكرية .

وأثناء إعلان البيان وجه المتحدث الرسمي الشكر والتحية إلى الرئيس حسنى مبارك لما قدمه للبلاد حربًا وسلمًا، معلنًا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يستعين بالله للوصول إلى تحقيق آمال هذا الشعب العظيم، وأكد “الفنجري” أنه سيتم لاحقاً إصدار بيان يحدد الخطوات والإجراءات التي ستتبع مستقبلاً، مختتمًا بتوجيه التحية والإعزاز لأروح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وكل أفراد الشعب المصري العظيم.

شهداء ومصابو الثورة:

أعلنت وزارة الصحة، أن عدد شهداء ثورة 25 يناير بلغ 365 شخصًا؛ بينما ذكر موقع “ويكي ثورة” أنه سقط 1022 شهيدًا مدنيًا و49 شهيدًا من الشرطة و4 شهداء من الجيش.

الثوار..

وائل غنيم

Janer-25-Revelation10

من أول الوجوه الشبابية التي ظهرت باعتبارها إحدى أيقونات الثورة، ومن أهم الشخصيات التي سادت على تحريك الشباب باعتباره مؤسس الصفحة الرسمية للشباب السكندري “خالد سعيد”، الذي كان شرارة غضب الثوار في الـ25 من يناير، وكان غنيم هو صاحب فكرة الدعوة للتظاهرات في عيد الشرطة 25 يناير، لتنطلق الثورة.

ظهر وائل إعلاميًا بعد أن قامت قوات الشرطة باعتقاله منذ بداية الثورة وحتى خروجه يوم 8 فبراير 2011 قبل سقوط النظام بثلاثة أيام، ولم يتم التعرف على مكان تواجده طوال 12 يومًا، لحين خروجه وكشفه عما حدث له وأسباب اعتقاله كل هذا الوقت، من خلال ظهوره الشهير مع الإعلامية مني الشاذلي خلال برنامجها العشرة مساءً.

في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي كان وائل معارضًا للنظام، وقد وجّه أكثر من رسالة للرئيس مرسي عبر حسابه على تويتر، رفضًا لسياساته، على الرغم من إعلان تأييده له خلال الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة عام 2012، ضد منافسه الفريق أحمد شفيق حينها، لكنَّه اعترض على سياساته مرارًا، حتى أيد مظاهرات 30 يونيو 2013، لكنَّهُ ومنذ الإطاحة بمرسي، أعلن أنَّهُ سيعتزل السياسة تمامًا مفضلًا الصَّمت، وحتَّى الآن لا يشارك وائل غنيم في أي مشاركات سياسية، سواء من خلال تغريدات وتدوينات على بعض القضايا والأمور التي تخص الشأن المصري، بعد تفرغه لعمله الأساسي باعتباره أحد أهم العاملين في شركة جوجل العالمية، بالولايات المتحدة الأمريكية.

أحمد دومة

Janer-25-Revelation11

سجين كل العصور، يصفه الشباب الثوري بأنه رمز النضال، هو أحمد دومة الشاب الثلاثيني الذي شارك في ثورة يناير، وكان من أهم الشباب الذين أشعلوا شرارة الثورات في مصر وأيقونة قوية يثق فيه الشباب ملبين دعواته للنزول والانضمام إلى التظاهرات، لقب السجين الدائم لم يأتِ من فراغ؛ حيث حكم عليه في القضايا المتهم فيها بما يقرب من 31 سنة وذلك نتيجة اتهامه في “خرق قانون التظاهر، وإهانة الهيئة القضائية، وحرق المجمع العلمي بأحداث مجلس الوزراء”، ولكن تم الاستئناف على هذا الحكم وقررت محكمة النقض إعادة المحاكمة من جديد.

فلا يسعنا أن نقول عنه سوى معتقل كل العصور بداية من عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث تم اعتقاله على خلفية اتهامه “بالتحريض” في أحداث مجلس الوزراء وتم سجنه بسجن طنطا، وأُفرج عنه في أبريل 2012م، تمت إعاقته ومنعه أكثر من مرة من تأدية امتحاناته في كلية الحقوق قبل وأثناء وبعد اعتقاله على خلفية “أحداث مجلس الوزراء”.

وعن أحكام دومة فيقضي عقوبة الحكم عليه بالمؤبد على الغرم من قرار المحكمة بقبول النقض وإعادة محاكمته، إلا أنه تم تأجيل القضية لأكثر من مرة آخرها الجلسة الخاصة به في 20 يناير الجاري، في قضية حرق المجتمع العلمي، وصدر في حقه حكم آخر خلال جلسة من جلسات قضية “مجلس الوزراء” بثلاث سنوات أخرى و10 آلاف جنيه بتهمة إهانة القضاء وذالك أثناء تأدية العقوبة في القضية الأولى دون صدور حكم في القضية الثانية.

Janer-25-Revelation12

هو العام الأول له، منذ حصوله على الحرية بعد قضائه 3 سنوات خلف أسوار السجن بتهمة خرق قانون التظاهر، ليقضي عامه الأول في الذكرى السابعة للثورة، وهو مراقب، يكمل العقوبة الذي قضي بها القضاء المصري، قبل 3 سنوات، هو أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل، التي كانت الشرارة القوية التي خرج من أجلها الشعب خلال الثورة، بعد الاحتجاجات التي حدثت في المحلة وكانت 6 إبريل هي إحدى مقومات نجاحها.

إنه الماهر الذي هزم اليأس والإحباط بالابتسامة، لم يستطع «الذل والمعاناة وجدران الزنزانة» أن يسيطر عليه ويخفى ويطوى ابتسامته المعتادة، التي كانت في وقت من الأوقات سيفًا لمواجهة “القمع والاستبداد والديكتاتورية” في عز مجد حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

ماهر ساعد على خروج المئات من الشباب إلى النور بعد أن أعلن انضمامه لحركة 6 إبريل؛ للبحث عن “الحرية والعدالة والكرامة” التي غابت لسنوات عدة عن الشعب المصري ليكون هذا العام من تدشين الحركة هو بداية انطلاقته السياسية القوية خاصة بعد نجاح اعتصام المحلة الكبرى، مشاركة 6 إبريل في الإضراب الذي قام به العاملون في ذلك الوقت للحصول على مستحقاتهم.

علاء عبدالفتاح

Janer-25-Revelation13

يذكر اسم علاء عبدالفتاح في العديد من المحافل الدولية والحقوقية، التي تنادي بضرورة أن يقوم النظام بالإفراج عنه، سواء بعفو رئاسي، أو من خلال سير المحاكم والقضاء في إطار يدفع بإخلاء سبيله، حتى ولو بعفو رئاسي من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال القوائم التي يتم إعدادها.

وعلى الرغم من كل ذلك يتم التنكيل بعبدالفتاح، داخل محبسه مرارًا وتكرارًا، وذلك بحسب ما تصدره أسرته من بيانات تندد بالانتهاكات التي تحدث له داخل محبسه بسجن طره، بالإضافة إلى التنكيل به بحبسه انفراديًا طوال مدته العقوبة التي قضاها لمدة الـ3 سنوات الماضية.

كان عبدالفتاح من أهم الإيقونات الثورية التي كانت محركًا أساسيًا للشباب المشارك في الثورة عبر السوشيال ميديا من خلال صفحات الفيس بوك وتويتر خلال الأيام الـ18 لثورة الـ25 من يناير، وذلك باعتباره نجل المحامي والمناضل أحمد سيف الإسلام.

زيزو عبده

Janer-25-Revelation14

كان من أقوى الأصوات شدّة وقوة في الهتاف خلال ثورة الـ25 من يناير، ليلقبه الثوار من بعدها بهتيف الثورة “عبدالعظيم فهمي” أو الشهير بزيزو عبده، فكان من ضمن الأيقونات التي شارك في يناير من خلال انضمامه لحركة شباب 6 إبريل، وكان بمثابة أحد القيادات الثورية المحركة للشباب من خلال الهتافات.

ومع مرور السنوات، وفي ذكرى يناير السابعة، كان على موعد من قصف الأصوات؛ حيث اختفى عبده من الساحة السياسية المعارضة بشكل مؤقت؛ حيث إنه غاب عن فضاء السوشيال ميديا، لحين أن يتم الانتهاء من الإجراءات الاحترازية التي يعاني منها منذ عام تقريبًا؛ بسبب دعوته للتظاهر ضد اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، والتي بموجبها قامت الحكومة بالتنازل عن جزيرتي” تيران وصنافير” لصالح المملكة، وهو ما رفضه قطاع كبير من المعارضين السياسيين والثوريين، ليتم القبض على عبده مرتين بتهمة التظاهر، ومن بعدها بدأ في رحلة جديدة مع “التدابير الاحترازية”.

فنانون برتبة ثوار

بسمة

Janer-25-Revelation15

شاركت في أحداث ثورة 25 يناير منذ بدايتها كمواطنة، طالبت بإسقاط النظام، تميزت بموقفها الواحد منذ بداية الثورة على عكس كثير من الفنانين الذين تأرجحت آراؤهم ما بين المؤيد والمعارض، ما أعطى لها تأييدًا ونجاحًا جمهوريًا كناشطة سياسية بقدر نجاحها كفنانة.

جيهان فاضل

Janer-25-Revelation16

“ستظل أيام الثورة محفورة في ذهني”.. بهذه الكلمات لخّصت الفنانة جيهان فاضل مشاعرها اتجاه ثورة يناير التي شاركت في أحداثها منذ اليوم الأول، ورَوَت في حوار مع موقع “إيلاف” ذكرياتها مع الثورة، حين نزلت في “احتجاجات” بهدف الإصلاح وتم حصارها مع بضع مئات أمام دار القضاء كان أملهم هو الوصول إلى التحرير، قبل أن ينجحوا في فك الحصار واتجاه بعضهم إلى التحرير في “مظاهرة” تحوَّلت خلال بضع أيام إلى “ثورة شعبية”.

خالد الصاوي

Janer-25-Revelation17

تواجد في ميدان التحرير مع الثوار وطالب برحيل مبارك ونظامه، وعندما سُئل عن الوجبات والأموال التي توزع على الشباب كما زعم البعض، قال: ”والله يا جماعة أنا جيت ولا لقيت ولا كنتاكي ولا حاجة، وفضلت مستني الأجندات ملقتش حد وزع حاجة”، مضيفًا: “‘مش عايزين كلام أهبل مش معقولة تلاتين سنة بنشوف قمع، نهب، واستبداد ويضحك علينا بعد كل ده”.

خالد أبو النجا

Janer-25-Revelation18

واحد من بين الفنانين الذين انضموا لصفوف ثوار يناير منذ البداية، ووصف شباب الميدان بالواعي والمثقف، مشددًا على أن الشعب المصري طرد الخوف من قلبه، وكان من ضمن الداعين لمحاكمة مبارك ونظامه.

عمرو واكد

Janer-25-Revelation19

كان عمرو واكد من أوائل الفنانين المشاركين في ثورة 25 يناير، وطالب برحيل مبارك ونظامه، وظل مؤمنًا بأن التغيير قادم وأن من حق الشعب أن يحلم بالتغيير، من خلال الصمود والإصرار على تنفيذ مطالبهم برحيل النظام، وأصر على البقاء في الميدان، ووصف هجوم الفنانين على الثوار بالدنيء، مؤكدًا أن الفنان لابد أن يكون مرآة الشعب لا الساحرة الشريرة.

خالد يوسف

Janer-25-Revelation20

استدعى كثيرون مشاهد فيلمه ”دكان شحاتة” عندما ثار “المصريون”، وظهرت المدرعات والدبابات في الشوارع المصرية، مؤكدين أنه استشرف الثورة المصرية في فيلمه هذا وفي أفلام أخرى من بينها فيلم ”هى فوضى”، واختار خالد أن يكون في صف الثوار لا في صف السلطة ورجالها، ووصف ثورة يناير بأنها من أهم الأحداث التي شهدها التاريخ المصري.

ماذا قال السيسي عن ثورة يناير؟

Janer-25-Revelation21

خلال ترشحه للرئاسة، وفي حوار مع “سكاي نيوز عربية” أجاب “السيسي” عن سؤال عما تمثله له ثورة 25 يناير، فقال: “انطلاقة لتغيير حقيقي قادم ستشهده مصر”.

ومن أشهر الصور التي تم تداولها كانت للرئيس السيسى مع الثوار، وكان معه أحمد ماهر، وأسماء محفوظ، ووائل غنيم، وخالد السيد، وعمرو سلامة،  في مايو عام 2014، وأثناء حواره مع الإعلاميين قال السيسي ردًا على سؤال البعض عن الهجوم الممنهج من قبل الإعلام لـ”ثورة يناير” قال: “إحنا بنعيش حالة شك في كل حاجة كويسة، وده مش كويس، يعني هي ماكنش ينفع أبدًا تبقى 25 وجنبها 30؟ مش دي كانت إرادة تغيير من المصريين، وصوبت في 30؟”.

وفي عام 2015 وأثناء الاحتفال بالذكرى الخامسة أصر السيسي، على ربط ثورة 25 يناير بتظاهرات 30 يونيو، حيث قال: “ثورة يناير جاءت من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، ثم حدث انحراف لمسار الثورة عن إرادة الشعب”.

وقد أشار “السيسى” إلى جماعة الإخوان المسلمين دون ذكرها حيث قال، “إن ثورة يناير حاول البعض أن ينسبها لنفسه عنوة ولكن الشعب صوب المسار، وصحح المسيرة بثورة 30 يونيو”.

وقال الرئيس في إحدى جلسات اللقاء الدوري الثالث لمؤتمر الشباب المنعقد في الإسماعيلية في أبريل عام 2017: “الناس تخوفت على مدى أكتر من خمسين سنة، أنها تأخذ إجراءات لبناء دولة حقيقية تقف على رجلها وتبص لمستقبلها، خافوا من رد الفعل اللي موجود عندنا ده، وعشان كدا ماعملوش الإصلاحات، وفضلت الأمور تتراكم، وتتراكم، ولما الناس اتحركت في 2011 كان جزءًا من التوصيف مش حقيقي، والتوصيف لمشكلة مصر خلال الـ30 سنة إللي فاتوا ماكنش حقيقي، كان خداعا، كان وعيًا زائفًا ليكم”.

براءات بالجملة لرجال مبارك

Janer-25-Revelation22

حصل رجال مبارك على العديد من أحكام البراءة من القضاء، في قضايا متعددة اتهموا فيها بالتربح، والكسب غير المشروع، وقتل المتظاهرين، فكان آخر هذه البراءات هي قضاء محكمة جنح مستأنف العجوزة، برئاسة المستشار محمد الحلواني، ببراءة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في المعارضة الاستئنافية على حكم حبسه شهرًا من تهمة عدم تنفيذ حكم قضائي بعودة أحد ضباط الشرطة إلى العمل ووقف قرار خروجه للمعاش مبكرًا في ديسمبر الماضي.

فيما أصدر القضاء أيضًا قرارًا ببراءة احمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، في قضية اتهامه باستغلال النفوذ ومنصبه السابق، وارتكاب جرائم الكسب غير المشروع، وسببت المحكمة هذا الحكم أن أوراق القضية خلت من الدليل اليقيني الذي تطمئن إليه المحكمة ليؤكد أن المتهم استغل وظيفته وما طوعتها له من سلطات في الحصول على كسب غير المشروع أدى إلى زيادة ثروته كما أن المحكمة لا تطمئن لما جاء بتحريات الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة ولا إلى ما جاء على لسان مجريها الشاهدين الأول والثاني لعدم قيام دليل تستند إليه وتناقضهما مع بعضهما البعض.

وفي 10 أكتوبر 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، في موقعة الجمل، وفي 23 أكتوبر 2012، قضت محكمة جنح مستأنف جنوب القاهرة بإخلاء سبيل فتحي سرور، في قضية الكسب غير المشروع.

واختار سرور العودة للحياة العامة بعد خروجه من السجن، بنفس طريقته القديمة المتمثلة حضور المؤتمرات التي تناقش قضايا قانونية، حيث حضر مؤتمر صحفي للجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء للحديث عن الدستور، وبعدها ظهر سرور داخل مجمع محاكم المحلة، بصفته محامى للدفاع عن أحد المتهمين فى قضايا القتل بالغربية وهو الظهور الأبرز والأهم له منذ خروجه من السجن، مع إجراءه حوار صحفي قوى مع إحدى الصحف اليومية.

وفي مارس 2016 صدر حكم ببراءة أنس الفقي، وزير الإعلام في عهد مبارك، من تهمة الكسب غير المشروع، وبعد براءته وجه أنس الفقي الشكر لكل من سانده في تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وكان أول ظهور له أثناء تقديم واجب العزاء في وفاة الصحفي محمد حمدى، مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام.

وفي 13 فبراير 2013، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس قبول التظلم المقدم من الدكتور زكريا عزمى، الرئيس السابق لديوان رئاسة الجمهورية، لإخلاء سبيله من محبسه الاحتياطي، فى ضوء الحكم الصادر من محكمة النقض بإعادة محاكمته فى قضية اتهامه بالكسب غير المشروع.

Janer-25-Revelation9

Check Also

تتوالى الضربات على أبرز أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا على إثر اتهام شخصيات بارزة من …