مثل إعلان حزب “مصر العروبة”، ترشيح الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، والمقرر لها مارس المقبل، مفاجأة لكثيرين، لا سيما أنه يأتي بعد أيام من انسحاب الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، من السباق الرئاسي.
ما أثار تكهنات بإمكانية تكرار سيناريو شفيق مع عنان بالتراجع عن ترشحه، من خلال تعرضه لضغوط، كما حدث في الانتخابات التي جرت في 2014، حين تم وقتها إقناعه بالانسحاب، لصالح عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع وقتها، والذي فاز بها باكتساح.
وفي انتخابات 2014، أعلن عنان خوضه الانتخابات الرئاسية، إلا أنه تراجع بعد 29 يومًا من إعلانه، مبررًا قراره بأنه جاء “إعلاًء للمصلحة الوطنية، وبسبب المخاطر التي تحيط بالبلاد”، وهو ما لم يقتنع به كثيرين وقتها، مرجحين أن ثمة مفاوضات أُجريت معه لإثنائه عن القرار.
أمين إسكندر، القيادي بحزب “الكرامة”، قال إن “عنان كان رئيسًا لأركان الجيش المصري، وكان يرتبط بعلاقات جيدة بالولايات المتحدة، إضافة إلى أنه في الغالب يرى في قراره نفسه بأنه الأحق باعتلاء كرسي الرئاسة، وليس الرئيس السيسي”، مرجحًا أن ذلك هو ما دفع حزب “مصر العروبة” لإعلان ترشيحه لخوض الانتخابات، مع ترحيبه هو بالقرار.
وفي تصريح إلى “المصريون”، أضاف إسكندر، أن “هناك مفاوضات تجري حاليًا مع عنان من أجل إقناعه بالتراجع عن قراره الأخير”، مستبعدًا أن يتكرر معه ما حدث مع شفيق، من أجل دفعه إلى الانسحاب من السباق مبكرًا، لأن “شفيق لم يكن مقاتلًا مثل عنان، فضلًا عن أن شخصية رئيس الأركان الأسبق مختلفة، ولا تقبل بالرضوخ بسهولة”.
وتابع: “إذا استمر عنان في المنافسة، فلن ينجح، وسيخسر المعركة أمام السيسي؛ لأن السيسي هو من خطط الملعب السياسي الموجود الآن، وله قدر من الوجود أكبر”.
إلى ذلك، رأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن “عنان، ليس لديه إمكانيات كافية تؤهله لمنافسة الرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، لأنه يتمتع بشعبية فقط داخل الجيش، وليس له تأييد واسع بين المواطنين”.
مع ذلك قال صادق لـ”المصريون”، إن “ترشح عنان يصب في مصلحة النظام الحالي، لا سيما أنه يُوحي بأن هناك شخصية قوية تنافس “السيسي”، في حين أن الواقع غير ذلك تمامًا”.
وأشار إلى أن “السلطة الحالية لن تسعى إلى تشويه “عنان” أو إجباره على التراجع”؛ مبررًا ذلك بأن وجوده ونزول المحامي الحقوقي خالد علي، وكذلك محمد أنور السادات عضو مجلس النواب السابق، في مصلحتها ولن يضررها.
وقال إن “ما حدث مع عنان عام 2014 لن تكرر الآن؛ لأن النظام لن يجري معه مفاوضات لإثنائه عن القرار، إضافة إلى أنه لا يمثل أي خطر حقيقي عليها، بل يحتاجه المنظر أو المشهد العام”.
وعنان من مواليد فبراير 1948 في قرية “سلامون القماش” مركز المنصورة، محافظة الدقهلية، واسمه بالكامل سامي حافظ عنان.
درس في كلية أركان الحرب في فرنسا، وحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا، وتدرج في مناصب الجيش المصري، حيث تولى منصب رئيس فرع العمليات في يوليو عام 1998، ورئيس أركان قوات الدفاع الجوي في يناير عام 2000، ثم قائدا لقوات الدفاع الجوي عام 2001، وبعدها أصدر الرئيس الأسبق حسني مبارك قرارًا بتعيينه رئيسًا للأركان عام 2005 برتبة فريق.
وأقيل في 12 أغسطس 2012 بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي، وصدر قرار بتعيينه مستشارًا لرئيس الجمهورية. وفي أوائل العام 2014 أعلن عنان ترشحه لانتخابات الرئاسة، إلا أنه انسحب بعدها بأيام.