اختفاء يولينا هيبل ” Juliane Hippel” بعد اعتناقها الإسلام في ألمانيا

Madchen-Deutschland

نشرت جريدة هويتة النمساوية اليوم الخميس 11 من يناير ، أن الشرطة الألمانية فى مدينة هامبورج تكثف ، من جهودها للعثور على فتاة اعتنقت الإسلام، وغادرت منزلها عقب ذلك مباشرة .

وأثار إعلان الشرطة بحثها عن الفتاة، كثيراً من الجدل في البلاد، خاصة بعد أن كشفت وسائل إعلام ألمانية مختلفة أن الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاما، وكانت على علاقة عاطفية مع طالب لجوء جزائري رحّل عن ألمانيا مؤخرا بسبب رفض طلب لجوئه.

ووفقا لبيان الشرطة فإن الفتاة الألمانية واسمها يولينا هيبل شوهدت آخر مرة في الثاني من ديسمبر الماضي قبل أن تسجل العائلة اختفائها.

وذكرت والدة الفتاة أن يولينا اتصلت بها هاتفياً في الثامن من ديسمبر المنصرم إلا أنها لم ترد الإفصاح عن مكانها.

وأثار اعلان شرطة هامبورج عن اختفاء  الفتاة وطلب المساعدة في البحث عنها جدلا في ألمانيا، خاصة أن الشرطة  نشرت صورا لها وهي محجبة، وفيما  قال البعض إن الفتاة قد تكون هربت إلى الجزائر ، لتلحق بصديقها الذي رُحّل عن ألمانيا.

وأكدت شرطة هامبورج أن تحقيقاتها تشير إلى وجود الفتاة في محيط مدينتي هامبورج وهانوفر، كاشفة أن اسم الفتاة لم يظهر في أي من المعابر الحدودية، كما أن لديها معلومات قوية أن الفتاة ما زالت موجودة في ألمانيا.

وكانت صحيفة بيلد الألمانية قد نشرت تحقيقا عن الموضوع بعنوان “أحبت! غيرت دينها! اختفت!”. حيث أجرت الصحيفة الالمانية لقاء مع والد الفتاة المختفية جاء فيه أنه بعد ترحيل صديقها الجزائري الذي يدعى مرشد أمل أن تعود ابنته إلى سابق عهدها، إلا أنها اختفت بعد ذلك. وقال إن ابنته تركت مفتاح البيت وهاتفها المتنقل إلا أنها أخذت بعض المجوهرات المتعلقة بالعائلة بحسب الصحيفة.

من جهته اعتبر أنجيلو جيلزة  المتحدث باسم مجلس اللاجئين (Flüchtlingsrat – Hamburg )   في مدينة هامبورج أن ما تتداوله وسائل الإعلام بهذا الطرح يضر اللاجئين، وذلك تعليقا على تناول بعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن اللاجئين بعمومية ودون التطرق إلى أن اللاجئين متباينين وليسوا متشابهين.

وقال جيلزة ” للأسف أي موضوع سلبي، يتم تناقله من قبل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، دون التيقن من هذه الأمور، يولد موجة من الكراهية بخصوص اللاجئين في المجتمع”.

وفي ذات السياق استنكر مستشار وزارة الداخلية لشؤون مؤتمر “الإسلام الألماني” سامي شرشيرة أن التناول الإعلامي الذي ربط اختفاء الفتاة باعتناقها الإسلام معتبرا أن هذا الأمر كله يدخل في باب التوقعات فقط، وتابع شرشيرة ” لم يتم عمل لقاء مع الفتاة، ولم تعرف الملابسات بعد، ومع ذلك يتم التركيز على أن الفتاة اختفت بعد أن ارتدت الحجاب واسلمت وكأنه هو السبب الحقيقي فقط”.

وقال شرشيرة من الواضح إن هذا الخطاب الإعلامي يؤثر على المسلمين في ألمانيا، وذلك لربط أي حادثة مرتبطة بهم بالتطرف، وهو ما يؤدي إلى تقبل المجتمع لهذه الأقوال غير الصحيحة، وناشد الخبير شرشيرة الإعلام بتناول أفضل لهذه الأحداث التي تحصل يوميا في ألمانيا، وعدم ربطها فقط بموضوع اللجوء أو الإسلام، مؤكدا أن مثل هذا الطرح يؤدي إلى تأليب المجتمع ضد المسلمين”.

وتأتي هذه القصة بعد أيام قليلة فقط من نشر قناة كيكا المخصصة للأطفال، قصة حب بين اللاجئ السوري ضياء وبين المراهقة الألمانية مالفينا، حيث نشرت بعض مواقع الإعلام خاصة موقع “كرونه” النمساوي تحذيرا من تكرار قصة حب فاشلة جرت بين لاجئ افغاني قيل إنه في الخامسة عشرة من عمره ومراهقة ألمانية في الخامسة عشرة انتهت بإقدام اللاجئ على قتل المراهقة طعناً بسكين في بلدة كاندل في ولاية راينلاند بفالس.

واشتد الجدل لأنّ القناة المخصصة للأطفال عرضت معلومات غير صحيحة حول عمر بطل الفيلم، وهو بالغ يخوض علاقة مع فتاة مراهقة، ما أثار أسئلة حول عمره الحقيقي كما تساءلت أغلب وسائل الإعلام الألمانية، لاسيما وأن قناة “كيكا” تتلقى تمويلها من دافعي الضرائب الألمان.

وخلال الفيلم، تروي مالفينا بعضاً من الصعوبات الناجمة عن تباين الثقافات، والتي تمر بها علاقتها باللاجئ القادم من حلب في سوريا. فتقول على سبيل المثال إنه – أي ضياء – لا يسمح لها بارتداء تنورة قصيرة ولا يسمح لها أن تعانق صديقها باسكال، ناقلة عنه قوله: “إنها ( مالفينا) لي، وأنا لها، هكذا هي القاعدة بالنسبة لي”.

وعلق عضو البوندستاغ الألماني ديرك سبانيل من حزب “البديل من أجل ألمانيا” على حسابه في موقع “فيسبوك” قائلاً: “هذا الفيلم يمثل استغلالاً غير مسؤول لصغار المشاهدين!”، مذكراً بجريمة اللاجئ الافغاني في  بلدة كاندل، ومنهياً تعليقه بالقول: “هذه بروباجندا خطيرة لا تطاق من طرف الإعلام العائد للدولة”، حسبما نقلت عنه صحيفة “بيلد” .

من جهته يرى الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبد الصمد اليزيدي في حوار مع DW   عربية أن يولينا قد اختفت في هامبورج في ظروف غامضة، دون ذكر الأسباب من الجهات الرسمية، وهو ما يجعل أسرتها في حالة توتر وقلق شديدين، لذلك فهو يؤكد “أن القلوب في هذه الساعة مع ذويها في هذه اللحظات الحرجة، كما أنه يسأل الله عودتها سالمة إلى أهلها”.

وأكد اليزيدي أن هناك ملاحظة من قبل المجلس الاعلى للمسلمين “بوجود محاولة تصيد من قبل بعض اليمينيين المتطرفين في ألمانيا الذين يحاولون استغلال هذه المأساة من أجل زرع الكراهية في المجتمع، مركزين على الجانب الديني في الموضوع”.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نريد أن نؤكد لعائلة الفتاة المختفية وقوفنا معهم بهذه المأساة، ونحن لا نريد الانجرار وراء الذين يحرضون ضد المسلمين ويتهمونهم بالتطرف.

ولدى سؤاله عن وجهة نظر المجلس الأعلى للمسلمين لحالات الصداقة التي جمعت هذه الفتاة  (يولينا) والفتاة الأخرى (مالفينا) بمهاجرين مسلمين قال “إن محاولة البعض ربط اللاجئين وموضوع الإسلام بهذه القضايا هو أمر غير صحيح، فالإسلام لم يأت لأوروبا عبر اللاجئين في الوقت الحالي، الإسلام موجود في ألمانيا منذ عقود”.

وتابع اليزيدي القول ” في حالة الفتاة ( يولينا) فإن تحولها للإسلام لا يجب أن ينظر له أنه مكسب لو كان فقط من أجل الحب، فحتى منذ زمن الرسول “صلى الله عليه وسلم”، يتم التأكيد على ضرورة الإسلام من منطلق عقلاني وليس من أجل مكتسبات دنيوية.

وقال اليزيدي نريد أيضا عودة الفتاة إلى أهلها وأن تنهي القضية بسلام”.

أقراء الخبر من مصدرة باللغة الألمانية بالضغك هنا

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …