لم يعد يوم الجمعة عندنا نحن المصريين يوم اجازة عادية فحسب بل أصبح يوما ندعون الله فيه أن يمر بسلام دون حدوث مآس، حيث استيقظ المواطنون اليوم على هجوم إرهابي جديد استهدف كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان جنوب القاهرة وراح ضحيته عدد من المدنيين ورجال من الشرطة.
أكثر من 20 دقيقة متواصلة عاشها من كانوا داخل الكنيسة والسكان القاطنين بالقرب منها في رعب وفزع وهم يشاهدون الإرهابي ابراهيم اسماعيل مصطفى الذي قام بالهجوم بإطلاق النار من السلاح الذي كان يحمله وهو يتجول حول الكنيسة حتى أصيب بطلقة في قدمه مكنت المواطنين من السيطرة عليه وتسليمه لقوات الأمن حيث لقى حتفه في الطريق.
لم يتصور عم وديع القمص مرقس الذي تخطى الخامسة والستين عاما والمصاب بالشلل أن يلقى حتفه برصاصة في رأسه من قبل أحد الارهابين وهو يجلس في محل لبيع توابيت الموتى أمام الكنيسة، وعندما سمعت زوجته التي كانت تصلي في الكنيسة مع ابنتها صوت الرصاص هرعت لتطمئن على زوجها ولكن لم يرحمها ذلك الإرهابي وهي تفتدي ابنتها بحياتها عندما أراد أن يقتل فلذه كبدها أمام عينيها فأرداها قتيلة وأطلق النار على ابنتها فأصابها إصابة بالغة ترقد الآن على أثرها بين الحياة والموت، وديع وزوجته تركا ثلاث بنات إحداهن تصارع الموت الآن.
صور من داخل الكنيسة
الإرهابي الذي قام باستهداف المسيحيين كان بحوزته قنبلة كان يريد تفجيرها داخل الكنيسة لولا أن الحارس أغلق بابها ما ساعد في الحيلولة دون وقوع كارثة وعندما دخلنا الكنيسة وجدنا آثار الدماء واضحة والطلقات التي اخترقت الأبواب بعضها موجود حتى الآن في أرض الكنيسة.
المئات من المواطنين قاموا بالذهاب لكنيسة السيدة العذراء بحلوان لتشييع وديع وزوجته وبقية الضحايا الذين لم يتوقع أحد منهم عندما استيقظ اليوم ان هذا هو يومه الأخير.