فيينا : مصطفي درويش
لم أكن أتوقع اليوم الأربعاء الموافق 27.12.2017 أن أقرأ في الصحافة النمساوية اليومية مثل هذا المقال . فالأجواء كلها تحمل مظاهر الفرح والسعادة بأعياد الميلاد ، ويقل فيها الإهتمام بالسياسة والقضايا الكبري . فما الذي قرأت في صحافة اليوم ؟
في الصفحة الرابعة لجريدة كورير اليومية الواسعة الإنتشار في النمسا كان المقال عن مصر ، الوطن الذي ولدنها وكبرنا فيه ونسعد لقرائة أسمها في كل مكان . وتناول هذا المقال المشكلة السكانية في مصر ، ولا أعرف السبب في نشر مثل هذا المقال في هذا التوقيت ولكن ما يهمنا هنا ذلك الذي جاء فيه .
ذكر المقال على لسان الرئيس السيسي أن ” الإرهاب والنمو السكاني هما أهم المخاطر التي تواجه مصر ” . ويبلغ عدد سكان المحروسة الآن حوالي 104 مليون نسمة ، ومن المتوقع أن يصبح في عام 2030 130 مليون وفي عام 2100 سوف يصل إلى 200 مليون نسمة . وهذه الزيادة السريعة تؤثر بالسلب على الإقتصاد والأمن معآ .
ومن المشاكل التي تتصل بالزيادة السكانية تم ذكر تلك النقاط :
- زيادة نسبة البطالة
- انتشار الفقر والجوع والمرض
- ندرة نسبة المياة
- تعرض البلاد لمخاطر الإفلاس
- عدم الإستقرار
وكل هذه النقاط والمشاكل تؤدي إلى الإرهاب . وبناءآ عليه تدخلت الدولة من أجل وضع حد للزيادة السكانية ووضعت خطة من أجل أن تقل نسبة المواليد من 4 إلى 2,4 لكل إمرأة .
ونظرآ لأن موضوع تحديد النسل من القضايا الشائكة لجأت الدولة إلى التشاور والتعاون مع علماء جامعة الأزهر من أجل الوصول إلى الأسر المتشددة التدين وإقناعها بأهمية تحديد النسل . وفي هذا الصدد قال مفتي الجمهورية أن ” كثرة المواليد تؤدي إلى الفقر ” .
والجدير بالذكر أن هذه القضية ليست بجديدة ولكن لابد من وجود آليات جديدة لمواجتها . فهل تنجح جهود مصر هذه المرة ؟
فيينا 27.12.2017 مصطفي درويش