الثلاثاء , 3 ديسمبر 2024

عيسي عليه السلام

Juses-Eissa

 

فيينا : مصطفي درويش

وفي تلك الأجواء الربانية التي منح الله فيها مريم الطعام في قوله ” فكلي ” ومنحها الشراب في قوله ” واشربي ” ويطيب نفسها في قوله ” وقري عينا ” تمت المعجزة وولد عيسي عليه السلام .

وبعد الميلاد عادت مشاعر الخوف والقلق والحيرة إلى مريم حيث كان عليها أن تعود مرة أخري إلى قومها وديارها وأهلها . فما الذي سوف تقوله لهم حين سؤالها عن هذا الذي أتت به . وهنا تتجلي رعاية المولي لمريم ابنة عمران حيث أدخل السكينة إلى قلبها وعفاها عن الإجابة عن اسئلة قومها . وبالفعل ما أن عادت مريم حتي توجه إليها القوم بالسؤال : من أين اتيت بهذا الذي في المهد صبيآ ؟ وذكروها من باب اللوم والعتاب بمكانة أسرتها المعروفة بالطهر والصلاح والعبادة والتي لايمكن أن يأت منها فاحشة ولا رذيلة . فقالت لهم ما أوحي إليها ربها ” إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ” ، وأشارت إلي وليدها أي أسئلوه هو . فتعجبوا من أمرها وقالوا ” كيف نكلم من كان في المهد صبيآ ” .

وهنا تحدث معجزة أخري من معجزات المولي سبحانه وتعالي إذ أنطق الرضيع عيسي ليدافع عن أمه ويرد على هؤلاء القوم فماذا قال :

  1. إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيآ
  2. وجعلني مباركا أين ماكنت
  3. وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيآ
  4. وبرآ بوالدتي ولم يجعلني جبارآ شقيا
  5. والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا

فكان أول ما نطق به عيسي عليه السلام ” إني عبد الله ” وهي أسمي مكانة للإنسان تجاه ربه الذي خلقه أن يمتثل إليه بالعبادة . ثم برأ أمه مما نسب إليها من فاحشة ، وبين واجبه في الحياة الدنيا كنبي ورسول من أولي العزم أن ينشر الخير بين الناس . كما يتضح لنا أهمية الصلاة والزكاة حيث علاقة الإنسان بربه بالصلاة وعلاقته بالناس عند إخراج الزكاة . كما أشار عيسي إلى بر الوالدين في قوله ” وبرآ بوالدتي ” حيث تأت طاعة الوالدين بعد طاعة الرب سبحانه وتعالي .

نعم ” ذلك عيسي ابن مريم قول الحق … ” الذي يختلف في أمره بعض الناس إلي يومنا هذا وإلي قيام الساعة . فهو قول الحق للذي يقول للأمر كن فيكون والذي ختم كلامه لقومه بقوله ” وإن الله ربي وربكم فاعبدوه ” فسلام الله عليك يا عيسي يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيآ [1].

فيينا : 12.12.2017                                                                  مصطفي درويش

[1] الأيات من سورة مريم

 

شاهد أيضاً

مصير مجهول ينتظر أصحاب المنح الدراسية العالقين في غزة

عد أن أنهى الطالب أدهم جابر ثلاث سنوات من دراسة الهندسة الميكانيكية بدرجة الامتياز في …