الثلاثاء , 3 ديسمبر 2024

مريم ابنة عمران

Mostafa-Darwish

 

فيينا : مصطفي درويش

في يوم من الأيام كانت هناك إمرأة تسمي مريم . ومريم هذه تنتمي إلى أسرة طيبة تعرف الله حق المعرفة وهي عائلة آل عمران . ومن بين أقرباء مريم كان النبي زكريا والد النبي يحي عليهم جميعا سلام الله . عندما ولدتها أمها دعت لها الله أن يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم وتقبل الله دعائها [1].

فنشأت مريم في بيئة صالحة حيث تقبلها ربها بقبول حسن وأصبحت إمرأة تتقرب إلى الله بالعبادة له في المحراب . وتولي زكريا رعايتها وكفالتها ولكنه كان دائما ما يتعجب بما لديها من خيرات . وسر التعجب هذا أنه هو المسئول عن رعايتها والقيام على شئونها فمن ذا الذي كان يحضر لها هذه الخيرات . فتوجه إليها زكريا بالسؤال :” يا مريم آني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ” .

حقآ لقد إصطفي الله سبحانه وتعالي مريم وفضلها علي نساء العالمين . واستمرت مريم في خشوعها وركوعها وسجودها لله رب العالمين استجابة لأمر الله لها ” يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ” . وفي يوم من الأيام جاءت الملائكة إلي مريم لتبشرها بعيسي عليه السلام . وتعجبت مريم من هذه البشارة فتوجهت إلى ربها تناجية ” قالت أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ” فهي غير متزوجة وليس لها اية علاقة قد تؤدي إلى وجود الولد . فأجابها الله عن طريق الملائكة أن مثل هذا الأمر ليس بالصعب على الله فهو القادر على كل شيئ ويخلق ماشاء بقدرته النافذة ” إذا قضي أمرآ فإنما يقول له كن فيكون ” .

وبالفعل حملت مريم وشعرت بالحرج من أمرها فانتبذت من أهلها مكانآ بعيدآ حتي جاء موعد الولادة فتمنت الموت وأن تكون نسيآ منسيآ . فجاءها صوت من تحتها يقول لها لا تخافي ولا تخشي الناس وأبشري بعطاء الله الذي جعل تحتك سريآ لتأخذي منه ماءآ طهورا كما ارشدها إلى كيفية الحصول على المأكل بهزها لجذع النخلة ليتساقط عليها التمر الرطب .

ما أكرمك يا الله فقد وهبها الطعام في قوله ” فكلي ” ومنحها الشراب في قوله ” واشربي ” من هذا النهر السري ويطيب نفسها في قوله ” وقري عينا ” .

وفي هذه الأجواء تمت المعجزة وولد عيس عليه السلام . [2]

فيينا : 12.12.2017                                                                  مصطفي درويش

[1] سرد القصة بهذه الطريقة للتسهيل على تلاميذ المرحلة الإبتدائية والإعدادية

[2] مضمون القصة مأخوذ من سورة آل عمران وسورة مريم

شاهد أيضاً

مصير مجهول ينتظر أصحاب المنح الدراسية العالقين في غزة

عد أن أنهى الطالب أدهم جابر ثلاث سنوات من دراسة الهندسة الميكانيكية بدرجة الامتياز في …