فيينا : مصطفي درويش : —
أعود اليوم وبعد طول غياب لأكتب إليكم بصفتي المهنية كمدرس للتربية الدينية الإسلامية في المدارس الإبتدائية والإعدادية بمقاطعة فيينا الوسطي . فمنذ عدة أسابيع وأنا أتابع مع التلاميذ سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك لتهيئتهم للإحتفاء والإحتفال بذكري مولد المصطفي صلي الله عليه وسلم . فلفظ الإحتفال هنا المقصود به القراءة والمطالعة والإنشغال بسيرته صلي الله عليه وسلم ولا يكون ذلك في يوم واحد ولكن يحتاج إلى فترة من الوقت لتتبع مراحل السيرة المختلفة والتعلم منها .
وتركز حديث اليوم مع تلاميذ الصف الثاني والثالث الإعدادي في ثلاث نقاط وهي :
- الهجرة من مكة إلى المدينة بعد الإطلاع علي الأسباب التي أدت إليها مع أهمية هذا الحدث الكبير في التاريخ الإسلامي والذي جعله عمر رضي الله عنه بداية للتقويم الإسلامي .
- تنوع المجتمع المدني عند وصول المسلمين إليه مابين عربي ومسيحي ويهودي وغيرهم .
- العمل على ارساء مبادئ السلام والأمان من خلال :
- بناء المسجد
- الإخاء بين المسلمين
- خارطة المدينة لترتيب العلاقة السلمية بين المسلمين وغير المسلمين
وبعد أن استوعب التلاميذ هذه النقاط من ناحية التاريخ والسيرة جاءت الفقرة التالية من هذه الحصة عن كيفية التعلم من التاريخ في وقتنا الحاضر .
فالنسبة للنقطة رقم واحد بدأنا – التلاميذ وأنا – نعمل مقارنة بين أسباب الهجرة المحمدية وبين أسباب الهجرة في وقتنا الحاضر خاصة وأن التلاميذ جميعهم ومدرسهم أيضا من أصول غير نمساوية .
وبالنسبة للنقطة رقم 2 فقد قمنا بمقارنة التنوع في المجتمع المدني في ذلك الوقت مع مجتمعنا النمساوي الذي نعيش فيه وأهمية حسن التعامل من الآخر بصرف النظر على الإختلافات الدينية والعرقية .
أما بالنسبة للنقطة رقم 3 فقد أجمع التلاميذ على أهمية السلام والأمان في كل مكان وزمان ومنهم من استطاع أن يؤيد هذه المبادي خاصة التلاميذ اللاجئيين .
أما بالنسبة للنقاط الثلاث التالية فسيكون الحديث عنهم بالتفصيل في الحصص التالية .
وفي رأي أن أهم ماخرج به التلاميذ من هذه الحصة بالإضافة إلي السيرة النبوية العطرة هو كيفية الإستفادة من التاريخ وتطبيقه على الواقع الذي يعيشون فيه .
وكما تعلم التلاميذ اليوم ما هو جديد في حياتهم الدينية واليومية تعلمت أنا أيضا منهم . ففي الحديث في عجالة عن بناء المسجد كأول ما قام به محمد صلي الله عليه وسلم قالت تلميذة ” لعلمك يا استاذ لولا إعتناق الأنصار للدين الإسلامي وترحيبهم به ما أستطاع الرسول أن يبني مسجده ” بل وقارنت ذلك مع بناء المساجد في النمسا وما تلقي من مشاكل .
كم كنت سعيدا بالتلاميذ جميعآ وخاصة هذه التلميذة النجيبة وكم كنت سعيدآ بحصة التربية الدينية هذه . وما توفيقي بإلا بالله.
فيينا : 06.12.2017 مصطفي درويش