شبكة رمضان الإخبارية شبكة إخبارية تهتم بشئون الجالية العربية فى النمسا ودول الجوار
في شقة بشارع «مقبرة سوار» بالعاصمة الفرنسية باريس، يتحرك كثير من البشر يمينًا ويسارًا، كل منهم يبدو كما لو كان في بيته، كما لو كانوا كالكواكب يدورون حول شمس رجل وقف في هدوء، اسمه جيم هاينيس، كاتب مسرحي هوايته تناول العشاء كل يوم أحد مع الغرباء، هواية حافظ عليها لمدة قاربت الـ40 عامًا.
كل ما على الشخص في باريس ليجد مكانًا له في عشاء الأحد في شقة «هاينيس»، صاحب الـ83 عامًا، هو الدخول على موقعه أو الاتصال على رقم هاتفه ليؤكد حضوره، دون الاكتراث بوجود أي صديق مشترك أو معرفة مسبقة بصاحب الشقة.
أما «هاينيس» الأمريكي المولد فيطبق سياسة «البيت المفتوح»، فيطبخ العشاء لأي شخص يهتم بالقدوم، كذلك يوفر مشروبات كثيرة لزواره معظمها كحولية كالبيرة والنبيذ، لكن كذلك يوفر المشروبات الغازية العادية، وتستمر الليلة التي تبدأ في تمام الثامنة مساءً حتى الـ11 مساءً.
وفي زيارة صحيفة «جارديان» البريطانية للرجل قبل بضعة أعوام، وجدت الصحفية فيكي بيكر حينها حوالي 70 شخصًا في ليلة من ليالي عشاء «هاينيس»، ليروي لها كيف وصل به الحال إلى ذلك وكيف كانت البداية.
«هذه الليالي بدأت بصدفة، في منتصف السبعينيات طرقت راقصة أمريكية شابة باب شقتي وشرحت لي في توتر أنها وصلت لتوها إلى المدينة»، وحينها عرض عليها «هاينيس» غرفة مستقلة في منزله، وردت هي الجميل بالطبخ له ولأصدقائه في سهراتهم، ثم كبرت تلك السهرات شيئًا فشيئًا حتى أصبحت على الوضع الحالي، ولا يطلب «هاينيس» من زوّاره دفع ثمن العشاء، إلا أنه يطلب منهم التبرع بمبلغ 25 يورو قبل مغادرتهم.
وعلى مدار السنوات، تعدى عدد الغرباء الذين تناولوا العشاء في منزل الأمريكي الـ100 ألف شخص، ويمكنك إذا حالفك الحظ وذهبت إلى العاصمة الفرنسية أن تجد مكانك في «عشاء الأحد»، فحسب الموقع الرسمي لـ«هاينيس»: «العالم كله معزوم».
