الثلاثاء , 3 ديسمبر 2024

تأملات في حادث الإعتداء على المصلين بعريش مصر

mostafa-darwish-kirche1

 

فيينا – مصطفي درويش : —

كان اليوم جمعة وهو يوم عيد بالنسبة للمسلمين وقال عنه المصطفي صلي الله عليه وسلم بأنه خير أيام الأسبوع . يذهب فيه المؤمنون إلى المساجد لأداء الفريضة الاسبوعية والإستماع إلى خطبة الجمعة وكان خطيبنا يواصل فيها الحديث عن السيرة المحمدية تمهيدآ للإحتفاء بالمولد النبوي الشريف فكل عام والبشرية كلها بخير . وبعد الإنتهاء من اداء الفريضة والعودة المحمودة والسالمة إلى البيت اتصل بي صديقي شمس ودار بيننا هذا الحوار :

شمس :       هل علمت آخر الأخبار

أنا :   لم يكن لدي وقت لسماع الأخبار ، فهل من جديد ؟

شمس :       نعم هناك جديد لكنه غير سعيد

أنا :   إذآ آت بماعندك

شمس :       تم اليوم الجمعة 25.11.2017 الإعتداء على المصلين اثناء صلاة الجمعة بمسجد الروضة بالعريش

أنا :   هذا حادث همجي ووحشي لا يمكن أن يأت من أناس يعرفون الله

شمس :       أدي الحادث الي مقتل اكثر من 300 مصلي واصابة مايزيد عن 100 آخرين

أنا :   سبحان الله وبأي ذنب قتلوا ؟ ومن الذي قتلهم ولماذا ؟

شمس :       هذا هو الإرهاب يا صديقي

أنا :   لقد سئمت هذه الكلمة وأكاد اشك في معناها . تعلمت أن كلمة الإرهاب مشتقة من الفعل رهب والهدف منها إدخال الرهبة في قلوب أعداء الله حتي لا تخول لهم أنفسهم مهاجمة المسلمين . والمصلون في المسجد ليسوا أعداءآ لله ولا للمسلمين . فلماذا يتم الإعتداء عليهم وهم في وضع سلمي راكعين وساجدين لخالقهم .

شمس :       وأنا تعلمت أن الإرهاب تصرف احترازي ووقائي ويستخدم من أجل الدفاع عن النفس

أنا :   إذن هذا اعتداء همجي ووحشي يبعد كل البعد عن معني الإنسانية وصيانتها

شمس :       هؤلاء بلا شك مجانين

أنا :   لا ليسوا مجانين ولكن رؤوسهم محشوة بايدولوجيات مغلوطة

شمس :       هم مأجورن

أنا :   ممن وما هو هدفهم ؟

شمس : هدفهم ترويع وترهيب المصريين عموما لإحداث مزيدا من الفوضي والتخبط

أنا :   وما المخرج ؟

شمس : صعب توقعه .

بعد هذا الحوار تركني شمس وشغلتني أفكاري في مضمون هذا الحديث أحاول جاهدآ أن أفهم لماذا يتم الإعتداء على أبرياء وهم بين يدي خالقهم يؤدون مناسك دينهم . ألا يعادل قتل نفس واحدة بدون قتل الناس جميعآ . ياله من ذنب عظيم ! ثم هل يتم قتل الأبرياء من أجل حفنة من المال ؟ تتوالي الأسئلة في رأسي بغية الوصول إلى الأسباب الحقيقية لمثل هذه الإعتداءات التي تتوالي في معظم بقاع الأرض ويطلق عليها الإرهاب والإرهابين . ولكني أجد أنهم أكثر من ذلك فهم قتلة وسفاكي دماء فقدوا التكريم الذي منحه الله سبحانه وتعالي لبني آدم .

واعتقد ان الفقر والجهل وفقدان الوازع الديني هي الأسباب الحقيقية لما آلت إليه الأمور . فيبيع الإنسان نفسه إلى فسدة الأرض ربما لحاجته الي المال وجهله باساسيات دينه مما يدفعه إلي ارتكاب مثل هذه الجرائم .

وسيبقي الحل كامنآ في تعليم واعي يساعد على الفهم والفكر والتدبر في بواطن الأمور سواء كانت دينية او دنيوية من أجل حياة أمنة ومطمئنة . فهل سننتظر طويلآ لإفعال هذا الحل ؟

مصطفي درويش                                                                 فيينا : 25.11.2017

 

 

شاهد أيضاً

مصير مجهول ينتظر أصحاب المنح الدراسية العالقين في غزة

عد أن أنهى الطالب أدهم جابر ثلاث سنوات من دراسة الهندسة الميكانيكية بدرجة الامتياز في …