اعتقالات السعودية: محاربة للفساد أم تخلص من معارضي محمد بن سلمان؟

Soudia-Arabia-Pren

 

جاءت قرارات التوقيف بحق ما يقارب 49 شخصية بارزة في السعودية، بينهم أمراء ووزراء حاليين وسابقين بتهم تتعلق بالفساد، بمثابة الصدمة التي ترددت أصداؤها خلال الساعات الماضية، وماتزال تتردد حتى الآن.

وكانت القرارات بتوقيف الأمراء والمسؤولين السعوديين البارزين، قد صدرت ليلة السبت الرابع من نوفمبر، بعد ساعات من تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى نجله ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ويبدو عدد الموقوفين بأمر تلك اللجنة، في تزايد مستمر منذ ذلك الوقت، في حين لا يستبعد مراقبون للشأن السعودي، أن تنضم أسماء أخرى للقائمة خلال الأيام القادمة.

أمراء ونافذون

وتشير وسائل الإعلام السعودية إلى أن من بين كبار الشخصيات التي تم توقيفها، الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، نجل العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي أقيل في وقت سابق لتوقيفه ويواجه تهما بالفساد في صفقات السلاح، وأخيه الأمير تركي بن عبد الله، أمير الرياض السابق وذلك بتهمة الفساد في مشروع “قطار الرياض”.

ومن بين أسماء الموقوفين أيضا الأمير والملياردير السعودي المعروف، الوليد بن طلال ويواجه تهما بغسيل الأموال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد، نائب قائد القوات الجوية الأسبق والمفاوض الرئيسي في صفقة اليمامة العسكرية مع بريطانيا.

كما تضم القائمة أيضا كلا من رئيس مجموعة (MBC) التلفزيونية رجل الأعمال وليد الإبراهيم، ورئيس ومؤسس البنك الإسلامي، رجل الأعمال صالح كامل واثنين من أبنائه بتهم فساد، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، ووزير الاقتصاد والتخطيط المقال عادل فقيه، ووزير المالية السابق إبراهيم العساف، وخالد الملحم رئيس الخطوط السعودية السابق، وسعود الدويش رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية.

تساؤلات بعد الصدمة

لكن الحملة المفاجئة التي يقف على رأسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أثارت المزيد من التساؤلات بجانب ما أثارته من صدمه، ورغم أن هناك العديد من مؤيدي ولي العهد السعودي الشاب، يرون أنه عازم بالفعل على مواجهة الفساد في الدولة السعودية مهما كلفه الأمر، فإن هناك الكثير من المتشككين في المسار الذي تسلكه مؤسسة الحكم السعودية برمته، وهم يطرحون تساؤلات عديدة من قبيل لماذا الآن؟ وهل هؤلاء الذين تم توقيفهم في السعودية هم الفاسدون الوحيدون؟ وألم تكن السلطات السعودية تعرف بنشاط هؤلاء الأشخاص على مدى السنوات الطويلة الماضية؟

ويرى هؤلاء المتشككون في المسار السياسي للمملكة العربية السعودية حاليا، أن كل ما يتخذ من قرارات في حاليا، لا يستهدف سوى التخلص من أي تهديد محتمل من قبل أطراف سياسية، ربما تعارض تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السلطة، والذي يقول كثيرون إنه بات قاب قوسين أو أدنى، وأن الخطوة الأخيرة بتوقيف هذا العدد الكبير من الأمراء والمسؤولين النافذين في البلاد، لا يمثل إلا مرحلة من مراحل إخلاء الساحة لولي العهد السعودي، لتولي سدة الحكم في البلاد، ولكي يصبح الملك القادم للسعودية دون منازع.

ويعتبر هؤلاء المتشككون، أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أراد أن يكسب الخطوة تعاطفا من قبل الرأي العام السعودي، ومن ثم أظهر التخلص من خصوم ابنه المحتملين، على أنه حملة لمكافحة الفساد.

هاشتاغات وانقسام

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مازالت القضية تثير تفاعلات وانقسامات بين الجمهور السعودي، الذي يعد المستخدم الأكبر لتويتر في المنطقة العربية وعلى تويتر إنتشر هاشتاغ الملك يحارب االفساد متناولا قرارات توقيف الأمراء والمسؤولين السعوديين الكبار.

وحصد الهاشتاغ أكثر من 100 ألف تغريدة منذ إطلاقه السبت الرابع من نوفمبر، وانقسم المغردون ضمن هذا الهاشتاج حول الخطوة فبينما أشاد البعض باللجنة العليا لمكافحة الفساد قائلين إنها تصب في مصلحة الوطن، قال آخرون إن ما قامت به اللجنة يعتبر خطوة سياسية بحتة لتصفية معارضي الملك ونائب، وإقصاء الخصوم السياسيين.

وبجانب هذا الهاشتاج انتشرت هاشتاجات أخرى منها محمد العزم يجتث المفسدين و أن ينجوا احد لإظهار الدعم لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

برأيكم،

ما هو الدافع الأساسي وراء الحملة الأخيرة لتوقيف أمراء ومسؤولين في المملكة؟

هل تتفقون مع من يقولون بأن الخطوة تأتي في مجال اخلاء الساحة لحكم ولي العهد السعودي؟

هل يكون لإلقاء القبض على هذا العدد من الشخصيات البارزة في السعودية تداعيات سلبية؟

ولماذا يشكك البعض في نوايا ولي العهد السعودي في مكافحة الفساد؟

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …