مصر أضعف من أن تدخل في حرب مع إثيوبيا”، هكذا صرح وزير الخارجية الإثيوبي, تيدروس ادهانوم, مرجعًا ذلك إلى أن “صراعاتها الداخلية وفقرها الاقتصادي والإرهاب في سيناء هي أولويات حروبها، أما سد النهضة فالجانب المصري يعلم تمامًا أنه وافق على كافة الاتفاقات الخاصة بسد النهضة لكنه يُظهر عكس ذلك خلال وسائل الإعلام الخاصة بالمصريين”.
كان ذلك هو أحدث تصعيد في إطار معركة التصريحات المتبادلة بين الجانبين المصري والإثيوبي حول سد النهضة، بعد أيام من تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه لا يوجد أحد يستطيع المساس بمياه مصر، مشددًا على أنها “مسألة حياة أو موت”، بعد تعثر المفاوضات حول السد.
وقال محللون، إن تصريحات الوزير الإثيوبي تحمل نوعًا من الاستهانة بالقدرات العسكرية المصرية في أي صراع محتمل قد ينشب مع إثيوبيا، وتعكس استقواء إديس أبابا إلى الدعم من دول كبرى أبرزها الصين وإسرائيل.
بينما لم تحمل الجانب المصري, حتى الآن تصعيدًا مباشرًا، بما فيها تصريحات السيسي الذي لم يكشف على لسانه عن أي نية للتدخل العسكري في إثيوبيا للحفاظ على حقوق مصر في نهر النيل.
من جانبه, قال الدكتور هاني رسلان, رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ “الأهرام”, إن “تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي, تمثل تصعيدًا في النبرة الدبلوماسية, ويمكن وصفها بأنها عدوانية لمصر, وتجعل إثيوبيا تتعامل وكأنها المالك المياه النيل الأزرق, الأمر الذي لم تنص عليه الاتفاقات الدولية, التي أشارت إلى أن الأنهار الدولية ملك لكل الدول الشاطئية”.
وأضاف رسلان لـ”المصريون”: “المشكلة الأكبر أن الحكومة المصرية, سواء وزير الري والموارد المائية, أو وزير الخارجية نفسه, لم يردوا علي تصريحات ثمل هذا النوعية, أو حتى اتخاذ قرار بخصوص التفاوض مع الجانب الإثيوبي, الذي من المفترض أن وزير الخارجية هو رئيس الوفد المفاوض, الأمر الذي يعتبر تفريطًا في الحق السياسي للجانب المصري في قضية تضر بكافة الأشكال بحقوق مصر المائية”.
من جهته, اعتبر اللواء جمال مظلوم, الخبير العسكري والاستراتيجي, أن “التصريحات الإثيوبية أشبه بإعلان حرب على مصر, وتمثل استفزازًا عسكريًا وسياسيًا كبيرًا, أدى في السابق إلى نشوب حروب بين العديد من الدول”.
وأضاف في تصريح إلى “المصريون”: “يعتمد الجانب الإثيوبي في تصريحاته على القوى العسكرية الكبيرة التي تسانده ماليا في بناء السد, إلا أنه لا يمكن لمثل هذه القوى سواء كانت الصين أو إسرائيل أن تضحي بقوتها العسكرية وتصطدم بواحد من أقوى جيوش العالم مثل الجيش المصري”.
وتابع مظلوم: “الجانب المصري لم يتحدث أبدًا عن قيام حرب عسكرية مع دولة إثيوبيا, وهو أمر في منتهي الصعوبة, خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتأزمة التي تمر بها مصر منذ ما يقرب 6 سنوات, وبالتالي فإن الدخول في حرب عسكرية, يعني التخلي عن كافة برامج التنمية الداخلية التي تعمل عليها مصر, للوقوف على أقدامها مرة أخرى”.