“أصغر رئيس حكومة “مستشار” في العالم، 31 عامًا، يفوز بالسلطة في النمسا” .. تحت هذا العنوان نشرت بعض الصحف النمساوية تقريرًا حول نتائج اللانتخابات التشريعية في النمسا التي أظهرت فوز رئيس حزب الشعب المحافظ “ÖVP” سيباستيان كورتس ، متقدما على حزب اليمين المتطرف “FPÖ” برئاسة كرستيان هاينز إشتراخة وحزب الاشتراكيين الديمقراطييين “SPÖ” برئاسة كرستيان كيرن
فبعد أعلان النتائج شبة النهائية وحصول رئيس حزب الشعب كورتس على نسبة 31,6، سوف تضعه على الطريق ليصبح أصغر قائد في العالم.
وقد بدأت عملية التصويت صباح الأحد بمشاركة أكثر من ستة ملايين ناخب، إثر انهيار التحالف الحاكم في البلاد بين حزب الشعب والحزب الإشتراكى الديمقراطى
ولن تكون النتائج النهائية متاحة حتى منتصف يوم الأربعاء بعد فرز الأصوات الساقطة والاقتراع الذي يدلي به الناخبون بعيدًا عن مناطقهم الأصلية بواسطة البريد
وكان الاشتراكيون الديمقراطيون حلوا في الطليعة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت عام 2013.
وتمكن وزير الخارجية كورتس من أن يدفع بحزب الشعب المحافظ إلى صدارة استطلاعات الرأي عندما أصبح رئيساّ للحزب في مايو الماضى ، بجانب التشدد والتعنت ضد الأقلية المسلمة فى البلاد ، مما تمكن بـ أطاح حزب الحرية اليميني المتطرف الذي ظل يشغل صدارة استطلاعات الرأي لنحو عام.
وفي حال نجح كورتس في تشكيل ائتلاف، فسيصبح الزعيم الأصغر سنًا في أوروبا والعالم مقارنة برئيس الحكومة الإيرلندية ليو فارادكار (38 عاما) والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون 39 عامًا
وتعهد كورتس بإغلاق طرق الهجرة الرئيسية إلى أوروبا من خلال البلقان وعبر البحر المتوسط وإغلاق المساجد التى لاتلتزم بقانون الإندماج الجديد والحضانات التى يديرها مسلمون وتخفيض المساعدات الإجتماعية للأجئين واشياء أخرى ، كما شعر ناخبون كثيرون بأن البلاد تعرضت لاجتياح عندما فتحت حدودها في 2015 أمام موجة من مئات الآلاف من الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط ومناطق أخرى مما قلل من شعبية الحزب الإشتراكى الديمقراطى
وأمام مظاهر القلق في النمسا إزاء تدفق المهاجرين، نجح كورتس في تعبئة الناخبين المحافظين عندما استخدم خطابًا سياسيًا حازمًا تجاه الهجرة، وفي الوقت نفسه قدم صورة جيدة عن نفسه كزعيم شاب قادر على تحديث البلاد.
وتسلم كورتز وزارة الخارجية منذ العام 2013 وكان في خريف العام 2015 أحد أوائل الزعماء الأوروبيين الذين انتقدوا سياسة الهجرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وطالب بخفض المساعدات الاجتماعية للأجانب، إلى حد دفع اليمين المتطرف إلى اتهامه بـ “سرقة” برنامجه.
ويحكم البلاد حاليا ائتلاف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار كريستيان كيرن وحزب الشعب بزعامة كورتس ولكن الأخير دعا إلى إنهاء هذا التحالف عندما تولي رئاسة الحزب مما أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ولم يستبعد كورتس أي خيار، ما يجعل قيام ائتلاف بين حزبه و”حزب الحرية” اليميني القومي المعادي للاتحاد الأوروبي والمهاجرين والإسلام والمسلمين ـ وهذا الأحتمال هو الذى يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا. وأفادت تقارير إعلامية بأن الجانبين منخرطان في مباحثات سرية.
ويقول محللون إن تشكيل حكومة يمينية متطرفة من شأنه أن يجعل من النمسا معضلة للاتحاد الأوروبي.
وستتولى النمسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من 2018 بالتزامن مع المهلة المحددة لإكمال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد.
واعتبرت صحيفة “دير شتاندارد” أن وجود حزب الحرية كشريك في الحكومة لن يعطي انطباعا جيدا في أوروبا والعالم شرقاّ وغرباّ .