حضوره في الملاعب يُقلق المنافسين، يمنح الثقة لزملائه، لن يتخطاه أحد من المهاجمين حين يدافع، ولا يُمكن إيقافه من إحراز الأهداف عندما يهاجم، إذ يمكنه وضع الكرة في السلة دون أن يقفز من مكانه.
هو لاعب السلة العملاق “حمد فتحي” الذي يبلغ طوله نحو مترين ونصف. للرجل حياة خاصة بعيدًا عن الرياضة، مصراوي اقترب منها، قضى معه يومًا في منزله بين أسرته وجيرانه، وأيضًا حفل زفافه.
قَدره أن يَنظر دائمًا لمن حوله من أعلى رغم تواضعه، يُخفض رأسه عند دخول بيت العائلة بقرية أبيس في الإسكندرية، يصنع سريرًا خاصًا به لينعم بنوم هانيء “أقوم بتفصيل كل شيء يخصني، من كافة ملابسه حتى الحذاء لأن مقاسه 55.5”.
هذا المقاس غير متاح في مصر، لذا يضطر إلى “تفصيله” أو شرائه من الخارج.
في منزله الذي أتم تجهيزه خلال الشهور الأخير من أجل الزواج، اختار “حمد” أن يُنفذ أبواب وأسقف عالية الارتفاع، فضلًا عن إعداد سرير كبير يصل طوله لنحو 2.50 متر-وفق روايته.
ضخامة “حمد” لم تُبعده عن الناس، يتسم بكونه شخصًا اجتماعيًا، علاقاته طيبة، وأصر على وجود جميع جيرانه في ليلة زفافه “محترم ولم يتطاول يومًا على جيرانه أو زملائه رغم قوته وطوله الفارع” كما يقول أحد جيرانه بالقرية.
قبل ساعات من ليلة الزفاف، وقف الشاب بين جيرانه أثناء الذبح كعادة في قريتهم قبل الفَرح، يتأمل “حمد” اللحظة مبتهجًا، كانت الخطوة بعيدة المنال لكنها باتت بين يديه “عانيت كثيرًا لأعيش هذا اليوم، دائمًا كنت أحد صعوبة في إيجاد فتاة مناسبة تتقبل ضخامتي”.
ليلة لا تُنسى، حضور كبير من أهالي “أبيس”، بهجة عمت المكان، سعادة بادية في عيون الأسرة والزوجين.فيما يشكر “حمد” الله “لم يكن من السهل على أي فتاة أن تجدني مناسبًا لها، لكن الله وفقني”.
يتمنى “حمد” أن ينعم بحياة هانئة في مستقبله وتجربته الجديدة، فيما لا يرى أن ضخامته عائقًا في مسيرته منذ طفولته “ساعدتني في التميز بكرة اليد والسلة، ودونها لم أكن أحقق نجاحًا في الرياضة”
حمد، بدأ مشواره الرياضي بكرة السلة، في الإسكندرية، قبل أن تتحول وجهته إلى كرة اليد بالصدفة عام 2015، ليتركها ويعود مجددا إلى كرة السلة تحت قيادة المدرب الإسباني خوان أنطونيو أورينجا.
أيضًا لعب مع منتخب مصر الأول لكرة اليد بدورة الألعاب الإفريقية بالكونغو، وساهم فى فوز الفراعنة بالميدالية الذهبية، قبل أن يشارك مع منتخب مصر الأول لكرة السلة ليصبح المصرى الوحيد الذى يمثل منتخب بلاده- دوليا- في لعبتين جماعيتين مختلفتين.