قالت وكالة أنباء “فرانس برس”، إن مصر التى كانت ذات يوم على رأس الدول التى تعانى من فيروس سى، أصبحت من أهم الدول الناجحة فى علاج هذا المرض، بل إنها باتت تجذب الراغبين فى العلاج من دول أخرى، وتحولت مصر من أكثر بلدان العالم معاناة من الداء إلى مقصد عالمي للباحثين عن الاستشفاء منه.
وألقت الوكالة الفرنسية الضوء على أحد المرضى المصريين، حيث عرف أحمد ندا 31 عاما، عرف فقط مسألة حمله للفيروس عندما كان يحاول التبرع بالدم.
وأضاف: “شعرت في البداية بالغضب الشديد، وأخذت أفكر إذا ما كان ذلك ناجما عن عملي السابق كطبيب أسنان، أو من الحلاقة، أو من أي سبب آخر، ولم أتوصل إلى إجابة”.
وقالت الوكالة إنه في وقت سابق، فإن عدوى الالتهاب الكبدي سي، لم يكن يمكن السيطرة عليها حتى في حال اكتشافها، لكن الآن فإن عقارا زهيد الثمن ينتج في مصر منذ عام 2015، بالإضافة إلى برنامج حكومي للقضاء على الفيروس كان يعني الشفاء السهل لأحمد ندا.
وسجل أحمد ندا في موقع حكومي وجرى توجيهه لأقرب مركز علاج، والآن وقد برأ من المرض بجانب 1.3 مليون مصري آخرين، قال أحمد ندا إن العملية برمتها بسيطة منذ لحظة ملء الطلب على الموقع الإلكتروني.
يذكر أن مصر اشتهرت بامتلاك أعلى مستويات انتشار التهاب الكبد الوبائي سي في العالم، وبدأ ذلك بسبب برنامج حكومي للتطعيمات الجماعية باستخدام “سرنجات” غير معقمة في خمسينيات القرن المنصرم.
وأوضحت أن الانفراجة الأولى في مصر جاءت في أعقاب تطوير شركة “جلعاد للعلوم الصيدلانية” التي يقر مقرها بالولايات المتحدة لعقار “سوفالدي” الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2013، وفاوضت مصر في ذلك الوقت على صفقة للحد من ثمن كورس العلاج من 84000 دولار (1000 دولار لقرص السوفالدي) إلى جزء من ذلك، كما أسست “اللجنة الوطنية للسيطرة على التهاب الكبد الفيروسي” موقعا للحصول على العقار.
وقالت منال حمدي السيد، إحدى أعضاء اللجنة التي تدير البرنامج المذكور: “في اليوم الأول سجل لدينا 100000 مريض، ثم في الأسبوع اللاحق بلغ المعدل 50 ألف مريض يوميا”.
وأضافت: “كان الناس ينتظرون بفارغ الصبر”.
الانفراجة الثانية حدثت عام 2015، عندما بدأت مصر في تصنيع العقار محليا، وتقليل سعر الكورس العلاجي إلى 83 دولارا فحسب، وفقا لقدري السعيد المدير التنفيذي للجنة.
وانتهت قوائم الانتظار للمرضى المصريين في يوليو 2016، وتبحث الحكومة الآن عن ثلاثة ملايين مصري لا يدركون أنهم يحملون الفيروس.
والآن بدأت شركة مصرية في استغلال القيمة المنخفضة للعلاج محليا لجذب المرضى من أنحاء العالم لا سيما في ظل ارتفاع ثمنه بالخارج.
وتعالج حملة Tour N’ Cure المرضى الزائرين لمصر بسعر لا يتجاوز 8 % من تكلفته بالخارج.
مصطفى السيد، مدير الحملة قال: “نحن نعالج المرضى من جميع أنحاء العالم تقريبا”.
وقالت الشركة إن 7000 دولار تغطي مصاريف الطيران للمريض القادم من الخارج بالإضافة إلى إقامة لمدة أسبوع واختبارات الدم والعلاج، وخمسة أيام من السياحة في مصر.
سمع ميريل دامبويو، 59 عاما، من رومانيا، عن العلاج في مصر من خلال ابنته وصهره، وقال “لقد كان العلاج ناجحا منذ الأيام الأولى. في رومانيا لا يتاح شراء مثل هذا العلاج”.