فيينا : مصطفي درويش : —
في الخامس من يونيو 2017 قامت كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر بقطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر واغلاق الحدود معها . والسبب الرسمي المعلن لذلك هو علاقة قطر الوثبقة بإيران ودعمها للجماعات الإرهابية . وقدمت هذه الدول الأربع بتاريخ 22 يونيو شروطها للدوحة من أجل إمكانية عودة العلاقات اشتملت على 13 بندآ منها إغلاق قناة الجزيرة وقطع العلاقات مع إيران . انتهت المهلة المحددة للرد على هذه الشروط يوم الأحد الماضي وتدخلت الكويت لمد هذه المهلة 48 ساعة . وفي هذه الإثناء تقدمت الدوحة بتقديم ردها على هذه الشروط ولكن لا يعلم حتي الأن أحد عن محتوي هذا الرد . هذا ومن المقرر ان يجتمع وزاراء خارجية هذه الدول الاربع الأربعاء 25.7.2017 بالقاهرة لمناقشة الخطوة التالية .
حول هذه الأزمة أجرت جريدة كورير النمساوية اليومية حوارا مع عالم السياسة السيد توماس شميدينجر “ Thomas Schmidinger“ ونشرته يوم الثلاثاء الموافق 04.07.2017 على صفتحها الرابعة مع عرض سياسي موجز عن الوضع السياسي في كل من دول الخليج وإيران وتركيا ومصر والتي ظهرت جميعا في خريطة واحدة . ومن أهم ماجاء في هذا الحوار :
كورير : تري هل يعد تحقيق تلك المطالبات أمرآ واقعيآ ؟
شميدينجر : لا توجد أي دولة في العالم تلقي قيمة على سيادتها الخاصة أن تستجيب لهذه المطالب فهي شروط غير منطقية على الإطلاق .
كورير : ما الذي جعل قطر دولة غنية ؟
شميدينجر : تبلغ مساحة قطر 11.626 كم2 ، وهي بهذا أصغر من مقاطعة تيرول ولكنها تحتل المركز الثالث من احتياطي الغاز الطبيعي على مستوي العالم وتعد من أغني دول العالم على الإطلاق .
كورير : من أين نشأ هذا التنافس بين المملكة العربية السعودية وقطر ؟
شميدينجر : تعد المملكة السعودية هي القوة المهيمنة على المنطقة ويساعدها على ذلك تفوقها الإقتصادي ، بالإضافة إلى سيطرتها على تجارة الموارد بشبه الجزيرة من خلال خطوط انابيت البترول والغاز . ومع بداية التسعينات بدأت قطر في انتاج الغاز الطبيعي وبذلك قل اعتمادها بصورة أو اخري عن المملكة السعودية . ومن الناحية السياسية الدينية تدعم قطر الأخوان المسلمين الذين يعدون كالشوكة في عين المملكة السعودية . وتتخذ السعودية مساندة قطر للجماعات الإرهابية الإسلامية سببآ معلنآ عن استياءها من قطر على الرغم من أن السعودية نفسها هي التي غرست منظمة القاعدة الإرهابية .
كورير : ولماذا تقف كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر ضد قطر ؟
شميدينجر : منذ زمن وكل من البحرين والإمارات لهما علاقة وثيقة مع السعودية وذلك من خلال التعاون الإقتصادي والديني والتاريخي . أما بالنسبة لمصر فالرئيس السيسي يلقي دعمآ عسكريآ وماديآ من المملكة السعودية وخاصة بعد أن قام في عام 2013 بإطاحة الإخوان المسلمين من الحكم والذين تساندهم قطر . والإمارات العربية تنظر أيضآ إلى الإخوان على أنهم منظمة إرهابية .
كورير : ما هو الدور الذي يستطيع الإتحاد الأوربي القيام به ؟
شميدينجر : تعتمد أوربا على موارد من طرفي الأزمة وتسعي من أجل الوساطة بينهما . وقد ذهب سيجمار جابرييل وزير الخارجية الإلماني إلى المنطقة يوم الأثنين الماضي وقال قبل وصوله ” نخشي أن يؤدي عدم الثقة والتوافق إلى إضعاف جميع الأطراف وشبه الجزيرة بأكملها ” .
كورير : ما هي العواقب التي تسببها مقاطعة طويلة المدي لقطر ؟
شميدينجر : دولة قطر محاطة من البحر والسعودية . وطالما ظلت الطرق البحرية مفتوحة فلا توجد مشاكل من ناحية وصول الإمدادات الي قطر. ففي الأسابيع الماضية وصل إلى قطر عدد 4000 جاموسة وتم توسيع قدرات المواني . وختم الخبير السياسي الحوار بقوله ” غير مستبعد أن تقوم المملكة السعودية بالتدخل العسكري ” .
بهذه الأراء التي قدمها الخبير السياسي والدكتور الجامعي بجامعة فيينا شميدينجر نكون قد قدمنا فكرة عن الوضع الراهن للازمة القطرية الشبه خليجية والمصرية من وجهة نظر حيادية . والرجل قد يصيب فيما قال وقد يخطأ والقضية مازالت مستمرة .
كل ما نتمناه أن يتفق الأشقاء في اجتماع الأربعاء الموافق 05.07.2017 على استعادة الثقة فيما بينهم ولم الشمل من أجل حياة هادئة مستقرة لشعوب هذه المنطقة التي تعاني بالفعل من الآم شديدة ووهن أشد .
” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا “
مصطفي درويش فيينا : 05.07.2017
https://kurier.at/politik/ausland/erdgas-als-grundstein-der-katar-krise/273.088.363