أبله فضيلة.. صوت دافئ عذب سكن في ذاكرة الأطفال والكبار أيضا منذ أكثر من 50 عاما على المحطة الإذاعية “البرنامج العام” ليروي أجمل الروايات التي تحمل الكثير من القيم والأخلاق التي تربى عليها أجيال وأجيال من خلال برنامج “غنوة وحدوتة”.
من منا لا يتذكر مع دقات التاسعة صباحا كل يوم تتر البرنامج “يا ولاد يا ولاد، تعالوا تعالوا، علشان نسمع أبله فضيلة، هتغنلنا حكاية جميلة”، وجملتها الشهيرة “حبايبي الحلوين”، التي جعلت الأطفال يتعلقون بها و يلتفون حول الراديو بكل شوق ولهفة للإنصات لحكاياتها التي كانت دائما ينتصر فيها الخير على الشر.
عرفنا صوتها المميز الذي تأبى ذاكرتنا نسيانه لارتباطه بذكريات طفولتنا، وخلال السطور القادمة نتعمق في حياتها الشخصية والمهنية عن قرب على لسانها وهي كالتالي:
من مواليد 4 أبريل 1929 أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية
اسمها الحقيقي فضيلة توفيق وهي خريجة كلية الحقوق وتتلمذت علي يد بابا شارو، عملت في بداية حياتها في مكتب المحامي ووزير النقل وقتها حمدي باشا زكي. وهي أخت الممثلة محسنة توفيق.
وتحكي أبله فضيلة توفيق عن نشأتها في أحد حوارها الصحفية وقالت: نحن ثلاث بنات وولد ووالدتي سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لا يخصني تسألني عن مصدره وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات – كنا نسكن في شارع الملكة نازلي “رمسيس” وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة .
وأضافت إنها التحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من : الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور، كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان.
وفيما يخص عملها بالمحاماة قالت: أستاذي حامد باشا زكى اختارني للعمل معه في مكتب المحاماة وفى ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات وفى إحدى القضايا التي جاءت للمكتب حاولت الصلح بين الخصوم وهذا الموقف نقله أحد الزملاء للأستاذ حامد فعاتبني بشدة وقال: مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملي في الإذاعة، وتستكمل،كانت مدة عملي بالمحاماة 24 ساعة فقط .
وعن عملها بالإذاعة قالت : كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وقتئذ وللتاريخ أذكر أنني كنت سعيدة للعمل في الإذاعة في عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو وقلت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال فاخبرني أنه يتولى هذا العمل وحده ، ثم تم تعييني بالإذاعة وكنت أقرا النشرة وتعلمت من حسنى الحديدي كيف أقف وراء الميكرفون ومن يوسف الحطاب التمثيل – في عام 1959 تحقق حلمي حيث أنتقل بابا شارو للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال .
وعن برنامجها غنوة وحدوتة قالت: استضفت في برنامجي شخصيات كثيرة بارزة واذكر على سبيل المثال : نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وسيد مكاوي وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوي وزارتنا في الأستوديو السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس محمد حسنى مبارك .
وتستكمل فتقول: استضفت في برنامجي الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلبت منه أن يغني “ست الحبايب” فقال : لقد غنتها فايزة أحمد بصورة رائعة، وبعد إلحاح من الأطفال غنى على عوده “ست الحبايب” وكان يود ألا تُسجل بصوته.
وأذكر أن زميلتي العزيزة سامية صادق استضافت ذات يوم في برنامجها فايزة أحمد وبعد أن استمعت للحلقة اتصلت بها وقلت : خبطة إذاعية هائلة يا سامية لأنني عندما استمعت إلى “ست الحبايب” لأول مرة من فايزة أحمد بكيت برغم أن والدتي على قيد الحياة .