اليمن الذي كان سعيدآ – انتشار الكوليرا في اليمن على نطاق واسع

Kolara-Jamenn

 

فيينا : مصطفي درويش : —

نعم إن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل العولمة من ناحية وثورة الإتصال والتكنولوجيا والمعلومات من ناحية أخري . فأنت تجلس اليوم في بيتك وفي بلدتك الصغيرة آمنآ مطمئنآ وتستطيع أن تتابع كل أو معظم ما يدور في انحاء هذا العالم من خلال جهاز الكمبيوتر أو التلفاز أو الهواتف النقالة الذكية . وفي مساء السبت الموافق 01.07.2017 وفي تمام السابعة والنصف حيث نشرة الأخبار الأولي على القناة الثانية بالتلفاز النمساوي جاء فيها تقريرآ عن دولة اليمن التي كانت ذات يوم تعرف باليمن السعيد استمر لمدة دقيقة وثمانية ثوان جاء فيه :

انتشار مرض الكوليرا منذ شهور في اليمن حيث تدرو عجلة الحرب الأهلية . وبلغ عدد الوفيات حتي الآن 1400 ، بينما تجاوز عدد المرضي مئات الآلاف . ونظرآ لأن الامكانات الصحية الحكومية غير متوافرة بالإضافة إلى عدم وجود مستشفيات يتوقع الخبراء أن يزداد الأمر سوءً . ومع ذلك فالاطباء يعملون ليل نهار في مخيمات مؤقتة غير مجهزة ولا توجد بها أي أدوية لمداوة المرضي ومواجة المرض اللعين ولكنها تكتظ بالمرضي ويتوافد عليها مرضي جدد دونما توقف . ومن المنتظر ان يصل عدد مرضي الكوليرا في شهر أغسطس القادم إلى 400000 أربعة مائة ألف مريض .

هذا هو حال دولة اليمن التي وصفت في القرآن الكريم بأنها بلدة طيبة في قول المولي سبحانه وتعالي في سورة سبآ ، الآية 15 { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } . فهذا قول الله وذلك فعل البشر الذين نسوا الله فنسيهم وهم الآن يجنون ثمار تهورهم وبعدهم عن الصراط المستقيم فتحولت الآية والجنة إلى نار مستعرة تلتهم الأخضر واليابس  وتنتشر الأمراض والأوبئة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم ) ، رواه الشيخان . فأين ذهبت الأفئدة الرقيقة والقلوب اللينة والإيمان ، بل وأين ذهبت الحكمة التي هي ضالة المؤمن؟

وما يحدث في اليمن الآن وفي غيره من الدول العربية والإسلامية ماهو إلا ثمار بعض ما يفعله الناس بأنفسهم وذلك ببعدهم عن طريق البر والتقوي والعمل الصالح فهل يتعظون ويرجعون مصداقآ لقول الله سبحانه وتعالي : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم 41 .

مصطفي درويش                                                                        فيينا : 03.07.2017

Check Also

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …