يريدونه إسلامآ ليبراليآ – هل ينتمي الدين الإسلامي إلى النمسا ؟

ترجمة مصطفى درويش
ترجمة مصطفى درويش

 

فيينا : مصطفي درويش : —

لاشك ان الفترة الأخيرة قد شهدت العديد من النقاشات والحوارات عن وضع المسلمين في النمسا بصفة عامة ووضع اللاجئين المسلمين بصفة خاصة . وتتم هذه النقاشات والمحاورات في مختلف وسائل الإعلام والصحافة والتليفزيون وبهذا تدخل إلي كل بيت من البيوت النمساوية . وبالرغم أن بعض هذه النقاشات تكون عنيفة وتحاول النيل من المسلمين ومن اللاجئين المسلمين إلا إنني أري فيها بريقآ لامعآ وبراقآ يساعد على انتشار الإسلام في كل مكان وليس كما كانوا يزعمون قديما بأن الإسلام قد انتشر بحد السيف . وهم الآن الغير مسلمين ينشرون الإسلام ويبرهنون على معدن ذلك الدين الذي يزداد صلابة وبريقآ كلما زاد الطرق عليه مثله مثل المعدن الصلب من ناحية والمعدن النفيس من ناحية اخري .

ويبلغ تعداد النمسا وفقآ للإحصائيات الحديثة حوالي 8.7 مليون نسمة تقريبآ منهم 1.3 مليون أجنبي . بينما يبلغ عدد المسلمين الآن في النمسا 700.000 نسمة . وقد جاء  في تقرير بنك الإندماج أن الحياة بين النمساويين والمسلمين هي الأسوأ وتليها الحياة بين النمساويين واللاجئين . وفي استجواب هاتفي جري على 1000 نمساوي عما إذا كان الدين الإسلامي ينتمي إلى النمسا ؟  كانت الإجابات كالتالي : 76 % أجابوا بالنفي ، 80% يطالبون بمراقبة شديدة على المساجد والحضانات الإسلامية بالإضافة إلى 80% يرفضون الحجاب الكامل للوجه والجسد ” النقاب ” في الأماكن العامة . أما بالنسبة للمساعدات المادية التي تقدم الي اللاجئين فيري 72% من النمساويين بأنه يجب أن تنخفض من 914 يورو إلى 560 يورو شهريآ .

وأسعدني جدآ قول السيد ” فرانس فولف ” مدير الأعمال ببنك الإندماج حين قال أن القدرة التي يقدمها الوافد إلى النمسا هي العامل الرئيسي على إندماجة في المجتمع النمساوي ، فعلي كل فرد يأتي الي النمسا أن يتعلم اللغة الألمانية كي يستطيع أن ينخرط في مجال العمل ويكون قادرآ على أن يعول نفسه واسرته . وأضاف إلى أنه يجب على الجميع احترام الحقوق الرئيسية مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة .

وأري أن ما يطالب به السيد ” فرانس فولف ” يعد أمرآ هامة لكل شخص من غير أصول نمساوية لأن اللغة هي وسيلة التخاطب والتعارف بين الناس ، والحقوق التي يطالب بها هي أيضآ من المسلمات من أجل حياة آمنة وسالمة بين الجميع .

من ناحية أخري طالب السيد ” فرانس فولف ” بضرورة الدعاية من أجل إسلامآ حديثآ مستنيرآ وبأنه يجب مساندة المسلمين الليبرالين في مساعيهم هذه ، وقال انه ينتظر المزيد من الدعم من قبل الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا في هذا المجال وفي مجال الدعاية من أجل دورات تعلم اللغة الالمانية ودورات القيم والتوجهات .

وحقآ نقول ” ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد ” فإذا كان التجديد مرجوآ فلابد وأن يوخذ من أهل الذكر والفقة والشريعة وليس من رجال السياسة والإعلام ، فرد هذا الأمر إلى الهيئة الإسلامية الرسمية شيء حميد ودعايتها في مجال الدورات التعليمية سواء كانت للغة أو للقيم والتوجهات يتوافق مع المهام المنوطة إليها .

ومن هنا اناشد جميع المسلمين مقيمين ولاجئين ببذل أقصي الجهد من أجل حياة أفضل لهم وللمجتمع الذي اختاروه ليعيشوا فيه حتي يكون تقيمهم من خلال قدراتهم وليس من خلال ثيابهم .

وأختم بخير الكلام ، كلام المولي سبحانه وتعالي” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “ .

مصطفي درويش                                                                                 فيينا : 26.06.2017

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …