كلما حل شهر رمضان حلت البركة والاطمئنان في قلوب المسلمين. وكذلك الحال مع المسلمين بالنمسا؛ حيث يكون الشهر الكريم فرصة سنوية للتجمعات واللقاءات بين أبناء الأقلية المسلمة حول موائد الإفطار التي تعمر بها النمسا طوال شهر الصيام. ناهيك عن الأجواء الروحانية التي تهب نفحاتها على نفس المؤمن فتعمل على تصفية القلوب.
وتختص النمسا دون غيرها من دول أوروبا بعادات وتقاليد في شهر رمضان تميزه عن بقية الاشهر. ففي هذا الشهر تتوالى الدعوات الرسمية والحكومية لموائد الإفطار، حتى أصبحت هذه الدعوات جزء لا يتجزأ من التقاليد النمساوية تجاه الأقلية المسلمة خلال هذا الشهر الكريم.
فمما يزيد الشعور ببهجة شهر الصيام في بلدنا النمسا أننا نجد من قيادات البلاد من يسارعون إلى مشاركتنا فرحة الإفطار بدعوات تعبر عن حقيقة أن المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمع النمساوي يفرح لأفراحه ويهتم لأتراحه.
ففي يوم الثلاثاء الموافق 13-6-2017 فتحت بلدية فيينا أبوابها ليواصل عمدتها ميخائيل هويبل تقليدا بدأه منذ سنوات 16 عاماّ؛ حيث استقبل نحو ما يقارب 300 شخص من ممثلي المسلمين بالنمسا على مائدة إفطار أقيمت بقبو مبنى البلدية العتيق المحلى بزخارف وطرز معمارية أضفت بهاء ووقارا على المكان.
توافد المدعوون من الساعة الثامنة والربع مساء إلى المبني الأثري بوسط العاصمة فيينا وسط ترحيب من مضيفيهم عمدة فيينا ومفوضه شئون الاندماج ساندرا فراوينبرجر وعضو برلمان فيينا المهندس عمر الراوى وبعض من أعضاء برلمان فيينا.
وأعرب كل من سيبيلا شتراوبينغ ” Sybilla Straubin” ، عضو برلمان فيينا ، وأمينه عام الحزب الاشتراكي الديمقراطى لمدينة فيينا و يورغن چزرنوهرسكى ” Jürgen Czernohorszky” وزير الاندماج و التعليم في فيينا من خلال كلماتهم عن تقديره لأبناء الأقلية المسلمة وحرصمه الشديد على التعايش والتعاون بين كل الأديان والطوائف داخل المجتمع النمساوي بما يحافظ على صورة التسامح التي تميز النمسا بين الدول الأوروبية ، بجانب تأكيدهم التعاون المشترك كأيد واحد فى الوقوف ضد الإرهاب الذى تفشى فى أوروبا وأصبح موضوع يقلق الجميع وخاصة مسلمى هذا البلاد .
ومن جهته توجه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية إبراهيم أولجو (الممثل الرسمي لمسلمي النمسا) بالشكر لعمدة فيينا على حرصه على الالتقاء بالمسلمين في المناسبات الدينية المختلفة ، مؤكداّ على أن الأسلام والمسلمين أصبحوا جزء لايتجزء من المجتمع النمساوى يفرح لـ أفراحة ويحزن لـ أحزانة ، مؤكدة على الوقوف يد واحدة فى مواجهة الإرهاب الأسود .
وأنهى المهندس عمر الراوى عضو برلمان فيينا – الذي يعمل في صمت على ربط دوائر صنع القرار بالنمسا بأبناء الأقلية المسلمة – الكلمات الترحيبية بكلمة موجزة أكد فيها أن الأكل كله حلال وأشاد أيضاّ بالتوجه الإيجابي تجاه الأقلية المسلمة من جانب المسؤولين النمساويين على أعلى المستويات، بداية من رئيس الجمهورية البروفسير ألكسندر فان دير بللن، ومرورا بالمستشار كرستيان كرن، ووصولا إلى عمدة فيينا الدكتور ميخائيل هويبل، والذين يحرصون جميعا على مشاركة المسلمين في النمسا الاحتفال والاحتفاء بمناسباتهم الدينية.
ثم رفع أذان المغرب وكانت الصلاة فى قاعة أخرى جانبيه خصصت لذلك ثم تناول الصائمون حبات من التمر والماء أعقبها إقامة الصلاة، وأعقب الصلاة طعام الإفطار الذي استغرق نحو الساعتين ويزيد.
أدركنا بفضل الله هذا الشهر الكريم ونسأله عز وجل أن يتم علينا وعلى بلدنا النمسا نعمة الأمن والأمان، وأن تتمتع الأقليات المسلمة في بقية دول القارة الأوروبية برغم التعديلت التى أدخلت على قانون الإسلام ، بنفس الامتيازات والحقوق الدستوريه التي يتمتع بها مسلمو النمسا في ممارسة الشعائر الدينية وإقامة المؤسسات والمنظمات التي تدير شؤونهم وكذلك حرية إقامة المساجد والتي يصل عددها الآن نحو 300 مسجد ومصلى، منها نحو 100 مسجدا بالعاصمة فيينا وحدها .
وحصل المسلمون بالنمسا على هذه الحقوق منذ ما يقرب من قرن من الزمان عندما أصدر القيصر فرانس يوسف إمبراطور النمسا عام 1912 قانون الإسلام لاستيعاب المواطنين المسلمين (من إقليم البوسنة والهرسك) الذين انضموا للإمبراطورية النمساوية-المجرية فى تلك الأيام ، وقد أدخل على قانون الإسلام بعض التعديلات فى العام الماضى 2014.
كلمة “Jürgen Czernohorszky” وزير الاندماج و التعليم في فيينا
كلمة “Sybilla Straubin” الأمين العام لـ الحزب الإشتراكى الديمقراطى لولاية فيينا
كلمة المهندس عمر الراوى