طوبي لصانعي السلام : أئمة النمسا يوقعون على بيان ضد الإرهاب والتطرف (2)

Deklaration_2017-9

 

فيينا : مصطفي درويش : — 

مر أسبوع على ما قرأنا في الصحافة والإعلام النمساوي عن مبادرة الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا عن تضامن الإئمة ضد الإرهاب والتطرف . وقد لاقي الإعلان عن هذه المبادرة ترحيبآ حسنآ من قبل كل الجهات النمساوية كإشارة واضحة وجلية على التفاعل مع الواقع من خلال إجراء عملي يشعر به الجميع وأن لا تتوقف ردود الفعل عند مجرد كلمات الشجب والتنديد .

وفي ليلة خروج المبادرة الي النور تم التنوية عنها من خلال نشرة الساعة السابعة والنصف مساءآ ، وتم استضافة السيد طرفه بغجاتي ممثلآ عن الهيئة الإسلامية بالنمسا أثناء نشرة العاشرة مساءآ والذي أكد أن هذه المبادرة تتميز عن غيرها بأنها نابعة من الآئمة أنفسهم ورغبة صادقة منهم للخروج إلى الرأي العام والصحافة والإعلام كإشارة واضحة للمجتمع النمساوي بأنهم ضد أي نوع من أنواع الإرهاب والتطرف ليس فقط في النمسا بل وفي بقاع الأرض . وفي نفس النشرة تم عرض مقتطفات من حديث مع الدكتور عدنان اصلان استاذ التربية الدينية بجامعة فيينا والذي أشار إلى أهمية أن يكون هناك اسلام ذو سياق أوربي  مع مراعاة مراجعة تعاليم الدين لكي تتوافق مع الواقع الذي نعيش فيه .

وفي نشرة التاسعة صباحآ من يوم الإربعاء 15.06.2017 تم ذكر المبادرة من جديد وهو الأمر الذي تكرر ايضآ في نشرة الواحدة بعد الظهر مع التأكيد بأن الدين الإسلامي ليس له علاقة بالإرهاب الغاشم في كل انحاء العالم وظهور صور للائمة من واقع الحدث أمام المركز الإسلامي في العاصمة النمساوية فيينا ، ثم كانت نشرة السابعة والنصف مساءآ وهي النشرة الرئيسية وتم بث كلمة الإئمة من خلال السيد رمضان دمير وأضاف رئيس الهيئة الإسلامية ابراهيم اولجون بإن الإسلام يدع إلى السلام وأن الهيئة الإسلامية في النمسا تطمئن النمساويين بأن الإسلام هو دين السلام وبأن الهيئة تقف إلى جانب السلام وتؤيده وتدعمه .

والإعلان عن هذه المبادرة في جميع النشرات الإخبارية التي تدخل كل بيت في النمسا لهو دليل على أهميتها والتي كنت وصفتها في مقال الإسبوع السابق بأنها تاريخية وتحسب لكل من ساهم في خروجها إلى النور ، وهو ماذكره السيد اولجو رئيس الهيئة أيضآ . ويجب أن يتم استثمار ذلك التواجد الإسلامي بجميع وسائل الإعلام والصحافة والتليفزيون بإظهار صورة الإسلام الحنيف وتعاليمه السمحة .

والجدير بالذكر أن هذه المبادرة التاريخية التي تعد الأولي من نوعها في النمسا لن تكون الأخيرة حيث يتم الاستعداد من الآن من أجل ” مسيرة سلمية بشرية “ خلال فصل الصيف الحالي تنطلق من المركز الإسلامي بفيينا مرورآ على نهر الدانوب حتي الوصول إلي الابرشية الكاثوليكية في إشارة إلى وقوف كل من الدين الإسلامي والدين المسيحي معآ في وجه الإرهاب والتطرف .

وهكذا يتم التفاعل بل والتلاحم بين تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى السلام وإلي الواقع الذين نعيش فيه والذي هو في أمس الحالة إلى ذلك السلام المنشود .

ف ” طوبي لصانعي السلام “

مصطفي درويش                                                                        فيينا 15.06.2017

مواضيع ذات الصله : – 

بالصور والفيديو – أئمة المساجد فى النمسا يوقعون بيان ضد الإرهاب والتطرف وجرائم داعش

أئمة النمسا يوقعون على بيان ضد الإرهاب والتطرف جزء 1

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …