بالفيديو – قصة صداقة جمعت عبدالله غيث وأنطوني كوين: «حسيت برعشة وخوف من هذا الغول الفني»

Abdallah-Gayth-Antonex-Quen

 

في سبعينيات القرن الماضي جسد الفنان الراحل عبدالله غيث شخصية «حمزة بن عبدالمطلب» ضمن أحداث فيلم «الرسالة»، دور أبدع فيه ونال إشادة الجميع بلا استثناء، بمن فيهم الممثل العالمي أنطوني كوين الذي جسد نفس الشخصية لكن في النسخة الأجنبية، حتى نشأ بين الثنائي صداقة امتدت لما بعد انتهاء العمل.

في حوار تليفزيوني قديم كشف الفنان عبدالله غيث أنه كان غير متحمس للمشاركة في فيلم «الرسالة»، والذي كان اسمه في البداية «محمد رسول الله»، بعد أن تواصل معه المنتج «تاتفورد أنطونيان»، وبرر ذلك: «الأفلام العالمية اللي اُنتجت واتصورت في مصر الحقيقية المصريين كانوا بيقوموا بأدوار مش لائقة بماكنتهم الفنية».

رغم ذلك قرر «عبدالله» المشاركة في الفيلم وعلى إثره قابل شاب سوري من طاقم العمل، وهو من أخبره بأنه سيجسد شخصية «حمزة بن عبدالمطلب»، لكنه ختم حديثه إليه: «ده ترشيح مش نهائي».

حتى يتم قبوله خاض اختبار أمام الكاميرا، على أن تشاهد ذلك لجنة منعقدة في العاصمة البريطانية لندن لتحديد الاختيارات: «في لجنة في لندن بيعرض عليها صور الفنانين بالمكياج، واتعمل لي دقن ولبست العمة والعباية».

بعد شهر بالتمام والكمال تلقى اتصالًا هاتفيًا من المخرج مصطفى العقاد، مخبرًا إياه بأنه تم قبوله لتجسيد دور «حمزة»، قبل أن ينوه إلى أن الفنان العالمي أنطوني كوين سيجسد نفس الشخصية في النسخة الإنجليزية من العمل.

الغريب أن «أنطوني» كان مسند إليه دور «أبو سفيان» الذي جسده الفنان الراحل حمدي غيث، إلا أنه طلب دور «حمزة» بعد أن قرأ السيناريو كاملًا.

فور أن علم «عبدالله» بأن «أنطوني» سيجسد نفس الدور انتابه إحساس بالخوف: «حسيت برعشة وخوف من هذا الغول الفني، أنا بعتبر أنطوني أحسن ممثل سينمائي شوفته»، قبل أن يستدرك ويقول: «طب مانا ممثل كويس وأنطوني عظيم، طب نخوض التجربة».

بدأ تصوير أحداث الفيلم بالمملكة المغربية، هناك بنى القائمون على العمل مدينة مماثلة لمكة قديمًا، وبعد 3 أيام توجه «عبدالله» إلى المكان، قبل أن يُفاجأ بوجود عدد كبير من الجمهور: «لا تتخيل كان وراء الكاميرا عشرات الألوف من البشر، كل من هو عربي في المغرب حضر إلى مكان التصوير ليرى نتيجة المباراة بين العربي عبدالله غيث والعالمي أنطوني كوين».

المتعارف عليه حينها أن المشهد يبدأ بتصوير النسخة الإنجليزية، ثم يدخل الممثلون العرب بعدها لتصويره أيضًا، حينها قال «عبدالله» لنفسه: «حلو أوي، أنا أشوف أنطوني بيمثل إزاي وأنا ممثل كويس فا هعرف أقلده، ولو قدرت أضيف هضيف».

بعدها بدقائق فوجئ «عبدالله» بقدوم سكرتير «أنطوني» إليه طالبًا منه التوجه إلى الفنان العالمي، وما أن وصل إليه قال الأخير: «ليا عندك رجاء.. أنا عاوزك تمثل إنت قبل مني.. لإني عاوز اتعلم منك كيف يكون الإنسان العربي.. أنا شوفت الممثلين الإنجليز وما اقتنعتش بيهم كإنهم بيمثلوا مسرحية شكسبيرية.. أنا عاوز أكون عربي 100%».

حالة غريبة مر بها الفنان الراحل عقب سماعه لتلك الكلمات: «قريت الفاتحة 100 مرة.. ولما استدعوني للتصوير نزلت عليا السكينة وقولت لنفسي إيه يعني إنت خايف منه ليه؟ دانت ممثل كويس»، وما أن بدأ التصوير نجح في أداء المشهد من المرة الأولى: «لقيت أقدامي ثابته زي الحديد وروحت ناتع المشهد من أول مرة».

علاقة الثنائي امتدت لما بعد انتهاء تصوير العمل، حتى صرح «انطوني» عن «عبدالله» حسب ما ذكره السيناريست بلال فضل: «من حسن حظي إن عبدالله لا يعرف الإنجليزية، وإلا كان أخذ كل أدواري، ومن حسن حظه إنني لا أعرف العربية، وإلا كنت قضيت عليه».

الود الذي جمع بينهما كاد أن يمتد جذوره بشكل أعمق، إلا أن «عبدالله» تحفظ في علاقته بالفنان العالمي، مبررًا، حسب ما ذكره «فضل»: «أنا تحفظت في لحظة إني أكمل في الصداقة دي لإني ما حبتش الراجل يجي مصر ويشف بنتعامل وبنشتغل إزاي، فقولت أحسن إنه ياخد من بعيد عننا صورة أحسن من اللي إحنا فيه بالفعل».

 

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …