بقلم الأثرى – محمود محمد مندراوى – مفتش آثار المنيا وباحث تاريخي
الحاجة هى ام الأختراع مقوله شهيرة جدا لابد ان نبدء بها وننوها عنها قبل حديثنا عن الادوات التى استخدمها الانسان البدائى من ما قبل التاريخ بعصوره المختلفة سواء كانت الادوات صنعت للدفاع عن النفس والصيد او صنعت للاستخدامات اليومية المختلفة.
فكانت حاجة الانسان للادوات التى سوف تساعده فى البحث عن طعامة الذى كان هو همه الاوحد للبقاء فى تلك المرحلة الزمنية السحيقة.
أولاً : الانسان البدائى فى اوربا:
لا يختلف الانسان البدئى فى اوربا او اى مكان على سطح المعمورة عن الانسان البدائى فى مصر فكلا منها متطلباته وحاجاتة واحد وهى :
1- الدفاع عن النفس ضد هجوم الحيونات المتوحشة التى كان يعيش بجوارها الانسان الاول البدائى وكانت حيوانات اضخم واكبر واكثر افتراسا هما هو عليه الان.
2- البحث عن مصادر المياه لمواصلة العيش.
3- البحث عن الطعام سواء كان الطعام هذا اعشاباً او حيواناً فكلا يكفى لسد حاجتة وسد جوعة.
4- المأوى والسكن سوء فى الكهوف الجبلية او فى الاكواخ المصنوعة من البوص وفروع الاشجار.
فبدء الانسان الاول فى اوربا بإختراع ادوات مناسبة تساعده فى عمليه احضار الطعام والحصول عليه.
وكانت هذه الادوات بسيطة الصنع حيث كان صناعتها لا ياخذ وقتا طويلا فالوقت الاطول كان يستغله الانسان عموماً فى الصيد وجلب الطعام لكى يستطيع المواصله والعيش فكان الانسان يعيش ليأكل ويأكل ليعيش وكل همه الطعام وكيف يحضرة.
ومن المعروف ان الانسان القديم او ما صنع من ادواتة استخدم الاحجار فى صناعتها فكان اول ما صنع الانسان القديم ادواتة صنعها من الحجارة وفى حقيقة الحال ان الانسان القديم استخدم خامات ومواد اكثر ليونة واقل صلابة من الاحجار فى صناعتة ولكنها لم تثبت نجاحها ولكن لم يثبت ذلك بشكل قاطع حيث ان هذه المواد سهله التلف والتفتت.
وايضا يقول دكتور (دارت) من جامعه جوهانسبرج ان الانسان الاول فى اوربا اول من استخدم العظام مع العلم ان نظريتة لم تلاقى ترحيب من معظم العلماء برغم الاثباتات والدلائل التى معه.
وعلى العموم فان الانسان القديم قبل ان يستخدم الادوات فى جلب طعامة كان يعيش على اكل الاعشاب والنباتات مثل اوراق الاشجار والفاكهة والجذور وايضا عوض العنصر البروتينى الحيوانى فى اكله للحشرات والرخويات والقواقع والطيور الداجنة والقوارض والسحالى فمن غير اداه الصيد كان الانسان محروما من اللحوم بشكلها وحجمها الطبيعى مما جعله يعوض ذلك بأكله لهذه المخلوقات مما دعى الانسان الاول فى تلك الفترة ان يخترع ادوات تساعده فى الصيد والدفاع عن نفسة من هجوم الحيونات المفترسة
واقدم الادوات التى استخدمها الانسان البدائى فى اوربا هى ادوات الحصى وهو حجر كان يوجد بجوار المجارى المائية والانهار فكان عن طريق حجر اخر يستطيع ان يهذب سن الحجر ويجعله قاطعا ليستخدمة كراس لحربة وسكين او غيرة من الادوات المستخدمة فى الصيد وجلب الطعام.
وهذا ما يجعل الامر صعبا جدا على عالم الاثار فى التفرقة ما بين هذه الادوات البسيطة التى استخدمها الانسان البدائى وما بين تلك التى صنعتها الطبيعة فتحت ظروف خاصة تستطيع الطبيعة ان تشكل وتصنع مثل هذه الادوات بدون قصد لذلك الادوات المصنوعه من الحصى لا نعتبرها ادوات إلا اذا وجدت بشكل كبير فى مجتمعات سكنية
كان يسكنها الانسان البدائى الى جانب الزلط المسنن الذى كان شائعا استخدامه فى تلك الحقب التاريحية ايضا.
ومن الحصى تطورت الصناعات الاخرى وبدء ظهور ادوات اخرى مثل الفأس اليدوى ثم بدأت هذه الفئوس فى الانتشار والتطور فى الصناعة والشكل والاستخدامات.
والفأس هو آله هذبت حوافها جيدا وحدت لكى تستطيع القطع السريع ومن ثم ظهر بعد هذه الفؤس السكاكين والسواطير فهى تطور طبيعى للفؤس التى كان يصتاد بها مما جعله يحتاج الى السواطير والسكاكين فى عمليه سلخ الحيوان الذى قام الانسان البدائى بصيده عن طريق الفأس البسيطة وايضا كانت هذه السواطير حاده الطرف لتسهيل عمليه القطع والسلخ وباحجام مختلفة لكل حجم منها غرض واستخدام مختلف عن الاخر فظهر منها احجام منها الكبير والصغير.
والى جانب استخدام انسان الفأس لهذا الحصى استخدم احجار اخرى دائرية الشكل ذات سطوح مختلفة تباينت احجامها ما بين الصغير والكبير كلا على حسب الغرض المستخدم فيه الحجر والمصنوع من اجله وقيل انها كانت تسخدم فى القذف والرماية فى الصيد.
وتعتبر حضارت انسان الفأس فى اوربا هى حضارة النواه وبدأ بعد ذلك تتعدد الادوات فظهرت المقاشط ونصال السكاكين ومقاشط الجلود فى اواخر العصر البدائى وايضا ظهرت الازاميل ورؤس الحراب ورؤس السهام وادوات لاغراض اخرى وكثيرا من هذه الادوات كانت تساعد فى ادوات اخرى واسلحه افضل مصنوعة من الخشب ومخلفات الحيوان من عاج وقرون وعظام وجلود واسنان.
وايضا استخدمت فى صناعة الخرز والمنحوتات وبدء الانسان البدائى ايضا فى معرفة سن الادوات مثل الفئوس والسكاكين عن طريق الاحجار فكانت اكثر فائدة من ذى قبل فإستطاع من خلالها قطع الاشجار الكبيرة التى استخدمها فى صناعة الاكواخ الخاصة بسكنة ومأواة وبذلك لم يكن مجبرا على العيش فى الكهوف والجبال التى كانت تحمية من البروده الشديده فى الشتاء والشمس الحارقة فى الصيف فبدء بذلك النزول الى الوديان والغابات والطبيعة الاكثر وفرتاً من حيث المواد الغذائية التى يحتاجها.
وبهذا القرب بدء الانسان الحجرى القديمة فى اواخر تلك الفترة فى معرفة زراعة الحبوب واستئناس الحيوانات التى ستساعدة فى عمله الحقلى وفى طعامة ايضا لاستغلال منتجاتها من لبن وجلد وشعر ولحوم وغيرة.
وبهذا بدء الانسان الحجرى فى التقليل تدريجيا من الصيد ولم يعتبرة مصدر غذاؤه الاوحد بعد معرفتة للزراعه واستئناس الحيوانات وبدء النزول من على قمم الهضاب الى الوادى الفسيح الذى سيوفر له الطعام عن طريق الزراعة.
ومن اجل هذه المهنه الجديدة بدأ فى صناعة ادوات اخرى تلائم التطور الذى وصل اليه الانسان الحجرى وتساعده فى عمله فبدء فى صناعة المحاريث البدائية مستخدما ايضا الحجر كسلاح للمحاريث والخشب فى تثبيت السلاح والحبال فى تثبيت الخشب بالحيوانات التى كانت تساعده فى الحقل وبهذا استغل مواد اكثر فى الطبيعة وكل هذا بسبب تطورة ولكى تساعده هذه الادوات فى حرفتة الجديده الاكثر ضمانا للطعام والذى ينتج عن توفرة الاستقرار والامان.
ومن هنا ولاول مره بدء الانسان القديم يعرف تخزين الطعام الفائض واستغلاله فى ايام الفيضانات والجوع فبدأ بتخزين غلاله فى صوامع وبدء يعرف الطواحين لاعداد الغلال وجعلها دقيق مما دعى الانسان البدئى الى التقدم والتفكير فى اختراعات اخرى بسبب الامان الذى حصل عليه سواء كان الامان هذا فى توفر الطعام والشراب وعدم الدخول فى الصراعات من اجل الحصول عليه او من خلال التواجد باعداد كبيرة فى مجتمعات سكنية واحدة حتى يستطيعوا رد اى هجوم عليهما سواء كان هجوم من الحيونات المفترسة او من قبائل اخرى مغيرة.
ن هذه الفترة بدء ظهور المعادن فى اوربا ولكن لم يستغنى الانسان البدائى عن الاحجار فى صنع اسلحتة بل كانت جنبا الى جنب مع الاسلحه التى صنعها من المعدن والتى كانت اكثر صلابة ومتانه من قرينتها من الاحجار وبعدها بدء الانسان التطور شيئا فشيئا الى ان عرف الكتابة ودون التاريخ وبدء يعيش فى مجتمعات يسودها نوع من التنظيم الادارى او القبلى مما جعله اكثر امانا واكثر ابداعا عن ذى قبل.
ثانياً : الإنسان الأول فى مصر:
ساد نوعا من الجدل حول ان كانت مصر قد عرفت العصور الحجرية ام لا فعلماء اوربا كانوا يعتقدون ان مصر لم تمر بالعصور التاريخية الحجرية والتطورات الانسانية والطبيعية التى حدثت فى تلك الفترات الزمنية السحيقة الى ان جاء الفرنسى (لرسلان) واثبت وجود علم ما قبل التاريخ فى مصر وبسبب ابحاث هذا العالم واكتشافتة بدأت جمعية درس اصل الانسان بالاعلان بوجود عصر ما قبل التاريخ فى مصر وكل هذا كان فى اواخر القرن التاسع عشر
العصور الحجرية فى مصر:
كانت مصر تختلف كثيرا قديما عما هى عليه الان عندما بدأ يظهر فيها الانسان فى العصور الجيولوجية فقد كان مكان وادى النيل ليس هو المعروف حاليا فقد اثبتت الابحاث والصور الفضائية الملتقطة حديثاً عن طريق الاقمار الصناعية ان الوادى القديم كان فى قلب الصحراء الغربية واخذ النيل فى تغيير اتجاهه بسبب الصخور الصلبة التى واجهتة الى ان استقر على مكانة الحالى وبدء فى تكوين الروافد والدلتا من الطمى الذى كان ياتى محملا به من هضبة اثيوبيا والسودان فتكون الوادى الخصب من تلك الرواسب والطمى التى حملتها امواج النيل إلينا من الجنوب.
ومن ثم بدأ بعد ذلك تكون الدلتا وكان للنيل افرع كثيرة جدا تقلصت وردم معظمها وجف الى ان وصل سبعه افرع فى العصور الفرعونية وعن طريق تلك الفروع خصبت معظم ارض مصر الصحراوية وتحولت صحرائها الى اراضى طينية خصبة جاهزة للزراعة فعنصرى الارض والماء موجودين ومتوفرين ومن هنا اتت مقولة ان مصر هى منحة النيل وكما قال المؤرخ الكبير هيرودوت ان(مصر هبة النيل) قبل 500 عاما من ميلاد السيد المسيح وقد صدق فى هذا واثبتتة الابحاث العالمية الحديثة بالادله القاطعة.
وتنقسم العصور الحجرية فى مصر الى ثلاث اقسام وهى :
1- العصر الحجرى القديم (الباليوليثى)
2- العصر الحجرى المتوسط(المزيوليتى)
3- العصر الحجرى الحديث(النيوليثى)
ومن بعد العصور الحجرية عرف عصور اخر وهى عصور استخدام المعادن وسوف نتحدث على كل عصر من العصور على حدى.
اولاً : العصر الحجرى القديم (الباليوليثى):
واهم ما يميز هذا العصر فى مصر هو استمرار الجاف إلا من مصادر الشرب من ينابيع وابيار وهذا العصر لا نعرف عنه الكثير وكان هم الانسان البدائى فى مصر فى تلك المرحلة الدفاع عن نفسة من بطش الحيوانات المتوحشة المتواجد معها فى الغابات واعالى الهضاب فبدأ باستخدام افرع الاشجار والاحجار الصلبة للدفاع عن نفسه من خطر تلك الحيوانات وكانت هى اول ادواتة التى صنعها للدفاع عن نفسة ومنها تطورت هذه الادوات الى ادوات صيد.
والمعروف ان مصر فى تلك المرحلة مرت بثلاث مراحل وليس كما يقول علماء اوربا ان مصر لم تشهد تلك المراحل بل جاءت مره واحده على العصر الحجرى الحديث وهذا ما اثبتت الدرسات والحفائر ودراسة طبقات الارض فى مصر انه خاطئ
وتتكون تلك المرحلة الزمنية السحيقة فى مصر من ثلاث طبقات وهى :
أ- العصر الحجرى القديم الاسفل:
واستخدم فيها الانسان المصرئى القديم ادوات من الحجر المنحوت نحتا بسيطا كما قلنا فى عصر انسان اوربا فقد كان هم الانسان الاكبر فى تلك الفترة والتى كان يخصص لها فترات زمنية اطول هى عمليه الصيد مما جعلة يصنع هذه الادوات بسرعة وبساطة بحيث تؤدى الغرض المطلوب منها فقط وقد جعل لها حدا قاطعا ونصل وايضا استخدم كغيرة من البشر فى تلك المرحلة الزمنية الشظايا المشذبة المنفصلة ووضع منها شظايا على اطراف الرماح وكما قلنا ان مميزات ادواتة من نوع النواه.
ومن الاسلحه التى عرفها المصرى البدائى فى تلك الفتره اسلحة الصيد والحراب وايضا استخدم قشور الاشجار ولحها كغطاء له يقية البرد وهذه القشور لم تبقى بسبب طبيعتها التى تتحل مع مرور الزمان.
وايضا عرف السكاكين والمقاشط وكانت حادة كالموس وقد انطبقت الصناعات باوربا فى تلك المرحلة على ما تم اكتشافة فى مصر.
وقد تم العصور على تلك الادوات فى منطقة العباسية بالقاهرة وفى الصحراء الغربية ما بين نهر النيل والخارجة وفى قريه ابيدوس فى سوهاج وايضا فى نجع حمادى واسوان.
ب- العصر الحجرى القديم الاوسط :
ويتميز هذا العصر بان ادواتة صنعت من الشظايا الدقيقة المشذبة النصل المدببة الاطراف.
والاله الخاصة بهذ العصر والمميزة له هى شظية الظران وشكلها على شكل المثلث المرهف وهى حادة الاطراف اقتطعاها الصانع من نواه حجرية جهزت بعناية ودقة تحتاج الى مهارة فائقة وقد اطلق عليها المؤرخون اسم ظهر السلحفاء لقربها من شكل صدفة السلحفاء التى تكون على ظهرها وكانت هذه الآله بمثابة سهام يثبتها فى نهاية حربته.
وقد صنع انسان تلك الفترة شظايا اخرى يستخدمها كمحشة او مقراضا او منشارا تساعده فى حياتة اليومية واعماله.
ومن اهم الابحاث عن تلك الفترة ابحاث (مس كيتون) و(مس جردنر) وكانت هذه الابحاث والحفائر فى مديننة الفيوم.
والمناطق التى وجدت فيه تلك الادوات هى العباسية بالقاهرة ونجع حمادى بقنا واسوان وعصر ايضا على كسر من الظران استخدم كسكاكين ومحكات ومقاشط فى قرية سبيل بكوم امبو.
جـ – العصر الحجرى القديم الاعلى:
تعددت المواد التى صنعت منها الادوات فى تلك المرحلة وتحولت الشظايا الى ادوات دقيقة الصنع كالمقاشط والسكاكين والمثاقب.
حيث لم يكن انسان تلك االفترة مجرد صانع بسيط بل كان يميل بطبيعتة الى تنميق الاسلحة والادوات المنزليه وقد كثرت الاسلحه المصنوعه من العاج والعظام وقرون الوعول فى تلك الفترة.
وايضا لم يكتفى بتزيين حافة الادوات باشكال هندسية او نباتية بل رسم رسوم حيه من البشر والحيوانات والطيور وظهرت
الالات تلك الفترة دقيقة الصنع مثل المنقش والمبرد ذو الاسنان والنصال ذات الحزات وذات الظهر.
والمناطق التى وجدت بها هذه الادوات فى مصر منطقة حلوان جنوب القاهرة ونجع حمادى بقنا واسوان وفى تلك المرحلة الزمنية بدأ ظهور وادى النيل عامرا بالسكان ولكن بشكل قليل.
ثانياً : العصر الحجرى المتوسط (المزيوليثى):
وهذا العصر هو فترة تاريخية انتقالية ما بين العصرين الحجرى القديم والحجرى الحديث واهم العلماء الذين كشفوا عن تلك المرحلة العالم الفرنسى (دى مرجان).
ومعظم ادوات هذا العصر مصنوعة من الظران وكسر من الشقافة وهذا العصر قريب جدا من العصر الحجرى الحديث من حيث مكوناتة وادواتة التى استخدمت.
ولم يعثر على مناطق كثيرة فى مصر لتلك المرحلة واهم المناطق التى وجدت فيها ادوات تلك المرحلة منطقة الشيخ فضل ببنى مزار بمحافظة المنيا وتقع شرق النيل وايضا وجدت فى الاودية الجافة فى الصحراء الشرقية.
وقد عثر فى منطقة مرمدة ابو غالب على اسلحه صغيرة جدا مدببة على شكل منحت مرهف
واهم ادوات تلك الفترة الزمنية السكاكين والخطاطيف والمصاقل.
ثالثاً : العصر الحجر الحديث (النيوليثى):
فى هذه المرحلة تغير وادى النيل وانحصر فيضانة وكما قلنا خصبت الاراضى بفعل الطمى القادم من الهضاب الجبال فى الجنوب فى مياه النيل وبدأت تتكون الدلتا.
ومن هنا بدأ سكان مصر وبعد انحصار الفيضان والذى كان يجعل مصر بركة عظيمة من المياه النزول من الهضاب العالية التى كانت تحميهم من فيضانات النيل التى كانت طول العام تقريبا والقدوم الى وادى النيل والاستقرار فيه ويمكن القول ان العصر الحجرى الحديث فى مصر هو اللبنة الاولى فى صرح الحضارة المصرية فهى التى اظهرت لنا النشاط الحضارى لانسان وادى النيل والذى قام بدورة بتأسيس الواقع والمحلات الاولى دائمة السكن وبدأ تاسيس اعظم حضارة سيعرفها العالم القديم اجمع إلا وهى مصر التى ابهرت العالم قديما ولا زالت علومها القديمة تبهر علماء العالم اجمع الى الان.
وبقايا وادوات هذه المرحلة عصرت فى مناطق عده فى مصر شمالا وجنوبا وقرى هذا العصر مدفونة تحت عرين النيل بطبقات سميكه جدا اظهرتها لنا الصور الجوية والحفاير الاثرية.
ومن هذه القرى قرية العمرى والتى يرجع تاريخها الى 5000 سنه قبل الميلاد وموجوده فى رأس حوف او وادى حوف حاليا شمال حلوان بالقاهرة وسميت بهذا
الاسم نسبتا الى مكتشفها امين العمرى والذى توفى اثناء الحفائر وعمرة صغير لم يتعدى الاربعين عاما.
وقد استخدم انسان تلك الفترة روؤس السهام والمناجل من الصوان والمناشير والاوانى البيضاوية المصنوعه من الفخار
وايضا المثقاب والمخراز مما يدل على معرفة انسان تلك الفترة لصناعة الحصير.
وايضا من هذه القرى قرية مرمده بنى سلامة والتى توجد على اطراف الدلتا الغربية ويرجع تاريخها الى 4400سنه قبل الميلاد واكتشفها العالم النمساوى (بونكو) عام 1929 ميلادى
وايضا من هذه القرى قرية ديمه وكواوشيم وقصر الصاغة وكلها فى محافظه الفيوم وفى الوجه القبلى قرية دير طاسا وايضا فى طوخ والقطارة والجبلين.
ويعتبر هذا العصر عصر نهضه صناعية بسبب التحول من الرعى الى الزراعة فظهرت الادوات الكبيرة التى تساعد فى عمليه الزراعه مثل المحاريث والشواديف والات الحصد والزرع وايضا ظهرت الاسلحه الكبيرة المصنوعه من الظران وتتميز باطرفها الحاده والنصال المهية تهذيبا جميلا من الوجهين وسنان السهام المصنوعه برشاقة ودقة.
ومن الآلات المميزه لتلك الفترة الزمنية (الفأس المصقولة) وشكلها مستطيل منحتة من احدى طرفيها لتكون قاطعة وكان يركب فيها مقبض خشبى (فأس او قدوم).
وكانت تستعمل فى قطع الاخشاب وخاصتا الاخشاب الكبيرة التى استخدمت فى صناعت اسقف المنزل والاكواخ مما جعل الانسان اكثر استقرار.
وايضا استخدم العظم فى عمل أسنة الخطاطيف وعمل الآت كالمنحت او المنقش والابر لشغل المنجات الجلدية والنسيج وصناعة الحصر والفخار والذى بدأ ظهورة فى تلك الحقبة التاريخية وانتشر بسرعة فائقة واول إناء عثر عليه فى التاريخ مصنوع من الفخار وجد فى قرية مرمده بنى سلامة ولم يكن مزخرفا ومن هذه الادوات الاطباق والاكواب والجرار والاباريق وكل هذه الاشياء فى الوجه البحرى مما يدل ان مدنية الوجه البحرى ظهرت قبل مدنية الوجه القبلى.
اما فى الوجه القبلى ففخار قرية دير طاسا يتميز انه غير تام الحرق وايضا يتميز هذا الفخار انه اول فخار فى مصر ظهرت عليه الزخارف بالمعنى الحقيقى وكانت هذه الزخارف زخارف هندسية وقد صنعت بآلات ،
وتميز انسان تلك المرحل بالاستقرار والهدوء وعاش حياة الرعاه والفلاحين.
رابعاً : عصر المعادن :
وهو العصر الذى بدأ يظهر فيه المعادن وقد ظهر اول ما ظهر الذهب ثم النحاس ولم يتغير اى شئ فى طرق تشذيب وصقل الصوان الذى كان ومازال فى تلك الفترة الاداه الاساسية فى صناعت الادوات والاسلحه.
واول ظهور لهذ العصر فى المعادى بالقاهرة فى الشمال والبدارى باسيوط فى الجنوب وتعتبر البدارى عصر حديث اعلى وترجع البدارى الى 4500 سنة قبل الميلاد طبقا لكربون 14 وكشف عنها مجموعه من العلماء (برنتو – جاردنر – بترى – توسون) وقد عثر بها على اثاث بسيط ووسائد جلدية وأسرة من الخشب وصناديق من البوص تضم جثث المتوفى، وهى اول تابوت وبداية ظهور التوابيت فى مصر كان بهذا الشكل البدائى وتطور فى العصور الفرعونية وكانت الجثة تغطى بالحصير ومن المكتشفات فى تلك المنطقة تمثال صغير من العاج لنساء وايضا من الطين الصوان وكان مميز هناك.
وقد اقتصر استخدام النحاس فى تلك المنطقة على القطع الصغيرة التى يحصل عليها بواسطة الطرق وصنع منها روؤس الحراب والسهام وايضا ظهرت الملابس المصنوعه من الكتان وعرفوا اعداد الخشب وصناعتة.
وكان الفخار اكثر تقدما وصناعة هناك حيث عرفوا ستة انواع من الفخار وبدأ طلاء الفخار لاول مره فى الفخار المصرى القديم بطبقة المينا.
وقد وجد كحل فى اوانى وقرون من العاج فى هذه القرية وايضا عثر على 6000 خرزة مطلية بالمينا وعثر ايضا ولاول مره على حيوانات مكفنة وهى ابن اوى وخراف وغزلان وقطط يعتقد انها النواه الاولى لظهور الالهه بالشكل الحيوانى فى الديانة المصرية القديمة.
ومن هذه المدن ايضا دير تاسا شمال البدارىوترجع الى 4800سنه قبل الميلاد وكان مكتشفها هو (برنتون) عام 1927 وقد عرفوا فى هذه القريه خمسة انواع من الفخار وعثر فيها على فؤس من الحجر الجيرى وادوات للزينة مثل العقود التى صنعت من القواقع ومن الخرز المصنوع من العظا وصلايات لسحق مواد الزينة من كحل وغيرة
وايضا عرفوا نسج الكتان وعثر على رحى لطحن الغلال وجعله دقيقا.
________________
المراجع :
موسوعة مصر القديمة سليم حسن.
السير الان جردنر مصر الفرعونية.
تاريخ مصر القديمة دكتور رمضان عبدة .
موسوعه قصة الحضارة البشرية مترجم .
الحياه الاجتماعية فى مصر القديم تاليف السير فلندرز بترى.