تم بناء قصر الطاهرة فى اوائل القرن العشرين ، ويقع القصر شرق القاهرة بين روكسي و حدائق القبة و بذلك فهو قريب من قصر القبة مقر إقامة الملك فؤاد الأول. و الجدير بالذكر ان الملك فاروق كان ينتوي تحويل القصر الى مقر للحكم ، الا ان مساحته الصغيرة حالت دون استيعابه لجميع إدارات مؤسسة الرئاسة.
وقد قام ببنائه المعمارى الايطالى انطونيو لاشيك للاميرة امينة ابنة الخديوى اسماعيل والدة محمد طاهر باشا، وقد تم بنائه على الطراز الايطالى، ويعتبر انطونيو لاشيك من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر.
و قد استطاع لاشياك ببراعة استغلال المساحة الصغيرة لقصر الطاهرة نسبيًا بالقياس لباقي القصور الملكية في تصميم مبنى القصر بتوازن و جاذبية في الشكل.
و يحيط بالقصر حديقة بديعة متناسقة بين المبنى و الطبيعة الخلابة المحيطة به و كان لتأسيسه من الداخل و اختيار ديكوراته دورًا مهمًا في توفير الشعور بالراحة للزائر و المقيم حيث وزعت التحف و قطع الأثاث داخل الغرف بتناسق و جمال ينم عن ذوق رفيع و كان جار طاهر باشا الوحيد خاله الملك فؤاد الذي كان يقيم قصر القبة.
كان طاهر باشا متعطشا و محبا للرياضة و نتيجة لذلك كان أول رئيس للجنة الاولمبية المصرية و راعى للأنشطة الرياضية الأخرى و تشمل نادي محمد علي النادي الملكي للسيارات و نادي الفيروسية .
خلال الحرب العالمية الثانية كان طاهر باشا موالي للألمان و تم وضعه بأمر من بريطانيا تحت الاقامة الجبرية خلال جزء من الحرب العالمية الثانية أولا في منزل جنوب حلوان ثم في المستشفى العسكري في القبة و فيما بعد في سجن بسيناء و كان فى ذلك الوقت قصر الطاهرة منزل مؤقت لأعضاء آخرين في العائلة المالكة المصرية أما بالنسبة لطاهر باشا فانه انتقل الى فيلا فى الزمالك.
و كان «الملك فاروق» قد اشترى القصر باسم الملكة فريدة سنة١٩٤١ بمبلغ ٤٠ ألف جنيه و اشترى الفيلا المجاورة له و ضم إليه عدداً من الأراضى حتى بلغت مساحته ٨ أفدنة ثم استرده منها مقابل ١١٧ فداناً بمحافظة الشرقية و يحتوى القصر على عدد من التحف و التماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين .
حالت المساحة الصغيرة لقصر الطاهرة دون تحويله إلى مقر للحكم حيث لا يكفى القصر الذى يقع شرق القاهرة بين روكسى و حدائق القبة جميع إدارات مؤسسة الرئاسة و يعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور فى العالم .
و كان القصر مسرحا لعمليات حرب أكتوبر ١٩٧٣ حيث توجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات و حوله رجال الجيش يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب و هى نفسها طاولة البلياردو التى كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على فى شبرا الخيمة و ضمها للقصر .
و تردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب و جمال عبدالناصر خلال زيارة الملك سعود فى مارس ١٩٥٤ كما كان مقراً لإقامة ” فتحية نكروما” زوجة أول رئيس لغانا “كوامى نكروما” و أسرتها لبعض الوقت فى أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران سنة ١٩٨٠ و أقام فيه رئيس الوزراء الفرنسى السابق” ليونيل جوسبان”.
في سنة 1953 تم مصادرة قصر الطاهرة جنبا إلى جنب مع بقية القصور التى تنتمي إلى سلالة عائلة محمد علي من قبل الدولة بعد سقوط النظام الملكي مؤخرا و الكثير من متاع قصر الطاهرة الثمين ظهر في المزادات التي ترعاها الدولة و الحكومة فى محاولة لملئ خزانتها .
و في تكتم شديد يجري تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب غطت الخرائط الضخمة لسيناء المرايا البلجيكية و ايضا التذكارات و اللوحات التى كانت تزين الجدران غطتها صور منطقة قناة السويس و كان من قصر الطاهرة وجه السادات تعليماته بشأن عبور القناة و بمرور الوقت كان مقر اقامة أرملة شاه إيران في سنة 1980 و كان قصر الطاهرة بالفعل في حالة مزرية من السوء و أضافة الى اثار الإهمال و النهب التى بدأت تظهر عليه و ربما كان هذا السبب فى ان الامبراطورة فرح ديبا مع عائلتها الإيرانية فضلوا استئجار فيلا في جنوب فرنسا .