فيينا : مصطفي درويش : —
وأخيرآ حان الوقت لزيارة قداسة بابا الفاتيكان ورسول السلام إلى مصر بلد الأمن والأمان ليتم بذلك تحقيق زيارة رسولية تاريخية بكل المقاييس . نعم هم بحق أم الزيارات لأم الدنيا . لم تستغرق هذه الزيارة سوي يومين ولكن قيمتها ومغزاها لاحدود لها على الإطلاق حيث جاءت في وقت هام لكي يتعانق رمز الدين المسيحي قداسة البابا مع رمز الدين الإسلامي الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ليقدما صورة تحمل أسمي المشاعر الإنسانية بين ممثلي نصف سكان الكورة الأرضية على السواء .
تحية لكل من ساهم في هذا الحدث التاريخي الديني الكبير والذي سيأتي بمعونة الله بالخير واليمن والبركات على كل سكان الأرض سواء كانوا مسيحين أو مسلمين أو غير ذلك من أجل تعايش سلمي وآمن للجميع . تحية لرئيس دولة مصر العظيمة لرعايتة لهذه الزيارة ، وتحية لشيخ الأزهر ودعوته لمؤتمر السلام العالمي من قبل الأزهر الشريف من أجل تنقية الدين مما دخل عليه مما ليس منه وبالعودة بالدين الذي يتميز بالسلام والحب بين الجميع إلى مسارة السليم والرشيد من أجل حوار على أساس سلمي وإنساني بين الأديان وسلام ووئام بين جميع بني آدم ، وتحية لبابا الكنسية الكاثوليكية المصرية ولقائة مع قداسة البابا وتقديم أجمل صور الحب والإيمان والسلام ، وتحية كذلك لك من ساهم في تحقيق هذه الزيارة من أجل سلام عالمي لجميع البشر .
هي بحق أم الزيارات رغم قصرها لتكون العبرة دائما وأبدآ للكيف وليس للكم . زيارة لأم الدنيا مصر مهد الأديان وحضن لرسل الرحمن من ابراهيم ويوسف وأبوية وأخوتة عليهم جميعا السلام ، مصر موسي الذي ولد ونشأ فيها ، مصر مأوي العائلة المقدسة السيد المسيح وأمة القديسة ، وأخيرآ مصر الإسلام التي تحتوي كل هذا بقلب كبير وصدر رحيب . نعم أم الدنيا وحاضنة الحضارات بداية من الحضارة الفرعونية مرورآ بالحضارة اليونانية الرومانية ثم البيزنظية والمسيحية وختامآ بالحضارة الإسلامية . نعم هي مصر مهد الأديان والحضارات في بوتقة قل أن تجدها في مكان في العالم وتستحق بها أن تكون دائما وأبداها أم الدنيا .
الكلمات الطيبات التي تبادلها قداسة البابا مع شيخ الأزهر وقداسة بابا الكنسية المسيحية تواطروس لابد وأن تكتب بحروف من ذهب وتوضع في مكان يراه القاصي والداني ولن يتسع المكان هنا لذكر تلك الكلمات ، فأرجو من القاريء الكريم العودة إليها وقرأتها مرارآ وتكرارا ، بل والعمل عن فهما ونشرها حتي تتحول إلى أفعال مثمرة لخير البشر والبشرية .
وما أجمل ذلك القداس الذي عقد صبيحة السبت من استاد الكلية الحربية وحضره أكثر من 25 ألف زائر ولا أبالغ إذا قلت وشاهده عبر التلفاز معظم المصريين وخاصة المسلمين الذي يحتفلون مع أخوانهم المسيحيين بهذه الزيارة التاريخية الخالدة التي هي لكل المصريين على السواء .
وأري أن من أهم ما جاء في هذه الزيارة التاريخية هي عودة الروح بين الفاتيكان ممثلآ في قداسة البابا وبين الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطي ممثلآ في فخامة شيخ الأزهر الشريف احمد الطيب بعد أن ساءت هذه العلاقة منذ عام 2011 لما جاء على لسان البابا بنديكت السادس عشر في كلمته في المانيا والتي اساء بها إلى الإسلام ( سواء كان ذلك عن قصد أم غير قصد ) . فمرحبآ بعودة الحوار والسلام بين الأزهر والفاتيكان .
ومن ناحية أخري جاء توقيع الإتفاق حول إعادة ” سر المعمودية ” بين البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والبابا تواطروس الثاني رئيس الكنيسة المرقسية في مصر لينهيا خلافآ بين الكنيستين الأكبر على مستوي العالم منذ زمنآ سحيقآ من مئآت السنين . فمرحبآ بعودة الود والسلام بين حاملي شعلة السلام .
وأخيرآ اهني مصر والمصريين بهذا الحدث التاريخي الهام واختم كلامي بقول السيد المسيح ” مبارك شعبي مصر ”
كتب مصطفي درويش فيينا : 29.04.2017