“محمد حبيب” يكشف.. رسالة خطيرة من أمريكا لـ”خيرت الشاطر”

Kahyrat-Alshater

 

كشف الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين سابقا، العديد من الأسرار حول علاقة الجماعة بأمريكا والتي تركزت غالبيتها في يد القياديين خيرت الشاطر وعصام العريان،  وما تبعها من معلومات سرية وهامة أرسلتها واشنطن للجماعة في عام 2005.

ونقل حبيب في مقال له على صحيفة الوطن بعنوان ” الحوار مع أمريكا”، ما دار بين القيادي الاخواني ثروت الخرباوي، وبين عضو مكتب إرشاد لم يذكره بشأن تطور علاقات الإخوان بأمريكا كاشفا عن رسالة سرية تحتوي على معلومات خطيرة، كانت مرسلة من أحد الإخوان المسئولين فى أمريكا إلى خيرت الشاطر.

والى نص المقال:

1 – فى نهاية المقال الفائت، أوردنا الحوار الذي ذكره ثروت الخرباوى فى كتابه (سر المعبد)، والذى دار بينه وبين عضو مكتب إرشاد (لم يذكر اسمه) بجماعة الإخوان فى أحد الأيام الأخيرة من عام 2005، وكيف أن هذا العضو ذكر له تخوفه على الجماعة، لأنها بدأت تسير فى تلك الفترة ناحية طريق خطير، وأن علاقتها بأمريكا أخذت فى التطور، وأن ثمة مراسلات واتفاقات تتم بينهما.. وأن ما تريده أمريكا من الإخوان يخالف الثوابت التى دافعوا عنها لسنوات.. وعندما سأله «الخرباوى» عمن يتفاوض مع أمريكا؟ أجابه قائلاً: خيرت الشاطر وعصام العريان، وأحياناً هناك أشخاص بعينهم يقومون بمهام محددة.. وقد ذكر عضو المكتب أيضاً أن هذه المراسلات متكتم عليها جداً حتى إنها لا تصل إلينا ولا نناقشها فى مكتب الإرشاد، وإنما يقوم بها «الشاطر» من وراء ظهورنا، وقد وصلت لى من خلال بعضهم رسالة كانت مرسلة من أحد الإخوان المسئولين فى أمريكا إلى خيرت الشاطر بها بعض المعلومات الخطيرة.. يقول مرسلها: كان للجهود التى بذلها دكتور «برونلى» أثر طيب فى تقريب وجهات النظر إلى حد كبير، إلا أنه ما زالت هناك بعض الاختلافات فى وجهات النظر، وقد ظهر لى أن مستر «إيرلى» كان متعنتاً، إلا أننى أوضحت للأصدقاء الآتى:

أ- لن نغير خريطة المنطقة السياسية،

ب- نتعهد بالحفاظ على كل المعاهدات والاتفاقيات (أبدى الأصدقاء سعادتهم بتصريحات المرشد عن إسرائيل، وقالوا عنه: إنه رجل محترم)،

ج- نقبل وجود إسرائيل بالمنطقة (وقالوا إنه ينبغى ألا ننظر إلى إسرائيل كما تنظر الحكومة إلينا، فلا هى محظورة ولا نحن محظورون)،

د- أوضحت لهم إصرارنا على أن تقوم الإدارة الأمريكية بدعم التحول الديمقراطى بالمنطقة، وقد ظهر لهم من نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب أننا أصحاب الرصيد الجماهيرى.

ثم يقول مرسل الخطاب: وقد أوضح الأصدقاء:

أ- سعادتهم بجرأتنا فى قضية تناول الحوار مع أمريكا، وأن التناول كان واقعياً، إلا أنهم أبدوا استياءهم من مسألة أن الحوار ينبغى أن يتم عبر وزارة الخارجية المصرية، وقالوا: إننا ينبغى أن نتخلص من هذه النغمة،

ب- أوصوا بطرح مسألة الحوار مع أمريكا على أوسع نطاق حتى تصبح أمراً واقعياً، وقتها لن يبحث الناس عن شرعية الحوار ولكنهم سيبحثون عن نتائج الحوار.

ج- يجب أن يقدم الإخوان الحزب، وأن يكون هذا خلال عام، وسيمارس الأصدقاء ضغوطاً على الحكومة للموافقة عليه،

د- تدعيم الحوار مع الحزب الوطنى والتنسيق معه فى القضايا الكلية، ولا مانع من الاختلاف فى الفرعيات،

هـ- ضرورة الحفاظ على الكيان الحاكم، وعدم خلخلته دستورياً أو شعبياً، وعدم المساعدة فى أى تجمع يسعى إلى خلخلة النظام. أردف بعد ذلك قائلاً: وينتظر الأصدقاء سفر

د. العريان إلى بيروت فى النصف الأول من ديسمبر لإكمال الحوار، وإن لم يتم سيحضر إليكم صحفى أمريكى وسيقدم نفسه تحت اسم «جون تروتر» بوكالة «s. o. m »، مطلوب أن يجلس مع «الشاطر» و«عزت».. (حامل الخطاب الأخ حسان وهو من السودان.. أرجو عدم الثقة بأى شخص من catr .. والسلام عليكم ورحمة الله.. أخوكم H.A ).

2 – لا أدرى هل حدث هذا مصادفة أم بالاتفاق مع ما كان يجرى فى الخفاء، إذ بعد عام من هذا الخطاب، أى في أواخر عام 2006 وبداية عام 2007، صرح محمد مهدى عاكف، المرشد العام للإخوان، لإحدى الصحف (لعلها صحيفة الحياة)، بأن الجماعة تنوى أن تتقدم بإنشاء حزب.. وقد فوجئت، كما فوجئ غيرى، بهذا التصريح، إذ كان معلوماً أن فكرة إنشاء حزب هى خط أحمر، وأنها سوف تؤدى إلى أزمة مع نظام الحكم.. تحدثت مع المرشد «عاكف» فى ذلك، وقلت له: كيف تصرح بذلك؟ رد قائلاً: أنا لم أتحدث عن إنشاء حزب، وإنما عن برنامج حزب فقط (!) المهم، أنه كلف الدكتور محمد مرسى بتشكيل لجنة لهذا الأمر، وتمت الاستعانة بما جاء ببرنامج «حزب الإصلاح» الذى كانت الجماعة تنتوى التقدم به لإنشاء حزب فى منتصف التسعينات من القرن الماضى، لكنها عدلت عنه فى اللحظات الأخيرة..

3 – والسؤال الذى يطرح نفسه هو: هل يجوز لجماعة أو تشكيل ما أن يتصل بشكل سرى بدولة أخرى -غربية أو شرقية- معلوم سلفاً مصالحها وأطماعها فى المنطقة وفى بلده، مهما كان نظام حكم هذا البلد يمارس التضييق والملاحقة والمطاردة والاعتقال لأفراد هذه الجماعة؟ لقد كنا نشترط لإجراء أى حوار مع أى مسئول أمريكى أن يكون الحوار علنياً ومعلوماً للكافة، وأن يتم عبر وزارة الخارجية المصرية، حرصاً على مصر من ناحية، وحتى لا يتلاعب أحد بنا من ناحية أخرى.. لكن من الواضح أنه كانت هناك أمور تجرى فى الخفاء من وراء ظهر كاتب هذه السطور، ولا أعلم عنها شيئاً (!!) لقد حدث أننى اكتشفت قدراً أشياء كثيرة لم أكن على علم بها، على الرغم من موقعى كنائب أول للمرشد، الأمر الذى يعد فى حد ذاته خيانة للأمانة (!!)..

4 – منذ أن أصبح للإخوان نواب فى مجلس الشعب المصرى، بدءاً من عام 1984، وانتهاء بعام 2005، والسفارة الأمريكية فى القاهرة كانت ترسل إلى نواب الإخوان بطاقات دعوة لحضور احتفالها بعيد الاستقلال الأمريكى، الذى كان يقام فى 4 يوليو من كل عام، وكنا، كنواب، نرفض الاستجابة لهذه الدعوة كنوع من الاعتراض على السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية من ناحية، وتجاه القضية الفلسطينية، التى تمثل القضية المركزية والمحورية للعرب، من ناحية أخرى.. الغريب والعجيب أننى فوجئت بالدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان آنذاك، يأتينى يوم 5 يوليو عام 2009، ويخبرنى أنه واثنين من نواب الإخوان -سعد الحسينى وحازم فاروق- لبّوا دعوة السفارة الأمريكية وذهبوا إليها فى اليوم السابق.. قلت: ومن أذن لكم بهذا؟ ثم ألا تعلمون أن هذا ضد ما انتهجناه من سياسة عبر عقود طويلة؟ صمت برهة ولم يرد على سؤالى، غير أننى فوجئت به يقول فى خجل (مصطنع): إن السفير الإسرائيلى كان موجوداً ومد يده للسلام علىّ، فاضطررت للسلام عليه (!!) لم يخبرنى الدكتور «الكتاتنى» بما حدث بعد ذلك، وهل جرى حوار مع آخرين، أم لا. فى كتابه (الوحى الأمريكى.. قصة الارتباط «البناء» بين أمريكا والإخوان)، الذى صدر فى أوائل عام 2013، ذكر عبدالعظيم حماد أن ريتشارد أرميتاج، الساعد الأيمن لمادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية سابقاً، قد التقى فى السفارة الأمريكية فى ذلك اليوم بالدكتور «الكتاتنى» وانتحى به جانباً، وظلا يتحدثان لفترة… (وللحديث بقية إن شاء الله).

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …