فيينا : مصطفي درويش : —-
يوم الجمعة والسبت الموافقين الثامن والتاسع والعشرين من شهر ابريل 2017 تكون مصر على موعد مع زيارة خاصة لها من قداسة بابا الفاتيكان ورئيس الكنسية الكاثوليكية . وهي زيارة ليست فقط من أجل أقباط مصر المسيحيين ولكنها زيارة لكل المصريين .
والجدير بالذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد ثلاثة أسابيع فقط من الإعتداء الغاشم الذي تعرضت له الكنيسة القبطية في كل من مدينتي طنطا والأسكندرية واح ضحيته 46 شخصآ ووصل عدد المصابين إلى حوالي المائة . وكان ذلك في التاسع من ابريل الذي وافق أحد الشعانين وبداية أسبوع الاحزان بمعناه المعنوي والحسي أيضآ والذي يسبق أحد قيامة السيد المسيح .
كما أن الكنيسة المصرية كانت قد تعرضت قبل ذلك في ديسمبر الماضي من عام 2016 لإعتداء مماثل بتفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة وراح ضحيتة 29 شخصآ وأصيب العشرات وذلك قبل الإحتفال بأعياد الميلاد . وبهذين الحادثين تحولت أعياد أقباط مصر إلى أحزان شملت كل المصريين عن بكرة أبيهم .
وبين هذين الحادثين لا يجب أن ننسي قصة نزوح 40 اسرية مسيحية قبطية من العريش إلى الإسماعيلية هربآ من تكفيري سيناء في فبراير 2017 ووقوف جميع المصريين في استقبالهم وتخفيف الآمهم .
نعم إن شعب مصر الأصيل يشارك الأقباط في مصابهم الجلل ويرفض بكل شدة مثل هذه الإعتداءات سواء كانت على كنيسة أو علي مسجد ، فالجميع أبناء وطن واحد ويؤمنون إيمانآ وثيقآ بأهمية السلام للجميع الذي هو أساس الرسالة الياسوعية والمحمدية .
وبالتأكيد تقوم جميع الجهات المعنية في مصر بإتخاذ كافة الإجراءات من أجل حماية أبنائها بإختلاف عقائدهم وبصفة خاصة حماية الكنائس والأديرة ولكنه للأسف الشديد لايمكن أن تصل إلي حماية آمنة بنسبة مائة في المائة . وبناءآ عليه لابد وأن يكون جميع أبناء الوطن على قلب رجل واحد وعلي حذر شديد من تسلل الأيادي الغاشمة التي تريد أن تنول من أمن وآمان هذا الوطن .
وبهذه المناسبة يجدر الإشارة إلى أن السيد المسيح وأمة البتول كانا قد شرفا مصر بالزيارة بحثآ عن الأمن والأمان اللذان افتقداهما في موطنهما الأصلي تحقيقا لقول يوسف الصديق لأبوية وأخوته ” ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” . ومصر هذه هي مصر هاجر زوجة خليل الله إبراهيم ومارية القبطية زوجة الرسول الكريم . وقد ذكر أسم مصر كثيرآ في القرآن الكريم ، فهنيئآ لأهل مصر بهذا التكريم وحفظهم الله جميعآ وحفظها من كل سوء .
وتعد الكنيسة القبطية المصرية من أقدم وأعرق الكنائس على الإطلاق ويرجع تاريخها إلي قدوم القديس ماركوس إلى الأسكنرية وتبشيره بالمسيحية مع بداية النصف الثاني من القرن الأول المسيحي . ويتراوح عدد الأقباط في مصر ما بين 10% و20% من إجمالي سكان المحروسة الذي جاوز حاجز الـ 90 مليون نسمة .
فأهلأ ببابا الكنيسة الكاثوليكية وحامل راية السلام إلى أرض مصر الأمن والأمان وإلى أهلها الكرام .
مصطفي درويش فيينا : 21.04.2017