شهدت الأسابيع الأخيرة حالة من التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة و كوريا الشمالية ، والتي أعقبت حالة من الضيق بين واشنطن و موسكو في أعقاب شن القوات الأميركية هجوماً بصواريخ “توماهوك” على قاعدة الشعيرات الجوية السورية بالإضافة إلى إستخدام القوات الأميركية لسلاح فتاك يسمى ” أم القنابل ” ضد داعش في أفغانستان.
في الواقع، بدأ المشهد الذري في التغير في الآونة الأخيرة، حيث أجرت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب النووية ، بما في ذلك تفجيرها الخامس والأكبر في سبتمبر 2016، وسينفذ عليها مجلس الأمن قريباً عقوبات يمكن أن تكون لها عواقب واسعة.
هل نحن بصدد مواجهة حرب نووية وشيكة؟
وصرح وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام بيري، مطلع هذا العام، أن الدمار النووي هو خطر أكبر اليوم منه خلال السبعينات والثمانينيات. كما أن صدمة إنتخاب دونالد ترمب ، التي وصفها ضباط الجيش الأميركي بأنها “طعنة بسهولة وسريعة الخروج”، أعادت أيضاً إثارة القلق الذري.
فترمب في قبضته 7000 من الرؤوس النووية ، وبهذا فإن العالم ليس إلا على بعد خطوة واحدة من الإبادة النووية.
ماذا سيحدث لو اندلعت حربا نووية اليوم؟
وماهو المكان الذي سيكون الأكثر أماناً للإختباء بداخله، إذا سمعنا الأخبار القائلة بأن قنبلة نووية إنفجرت في بلد مجاور؟
مخابئ الروس للأثرياء فقط
يبدو أن الروس مقتنعون بأن الحرب العالمية الثالثة يمكن أن تندلع في أي وقت. ولهذا، فإن هناك شركات بدأت بالفعل في بناء مخابئ مليئة بكل الضروريات التي نحتاجها للبقاء اليومي، بحسب ما نشره موقع “أنونيماس”.
هذه المخابئ تستهدف سوق الأغنياء فقط وليس الأغنياء فحسب وإنما بالغي الثراء.. والسؤال البديهي وماذا عن بقية سكان العالم؟
هناك بعض الإقتراحات لأماكن آمنة يمكننا أن نقصدها حال وقوع حرب نووية إذا أتيح لأحد الفرصة أو الوقت أو الإمكانية، مثل:
أحد المخابئ في ألمانيا – للأثرياء فقط
أنتاركتيكا وبيرث
إن دراسة مسارات المخاطر ومعها بيانات التنبؤ للطقس يمكن أن ترشح أنتاركتيكا كواحدة من أسلم الأماكن للعيش.
ولا ننسى أن أنتاركتيكا كانت أيضاً موقع أول اتفاق للأسلحة النووية في العالم في عام 1959، فقد حظرت المعاهدة التي تحمل اسمها تفجير جميع الأسلحة.
ويرى العديد من الخبراء أن بيرث هي مدينة جيدة للعيش فيها، وكذلك، كما أنها واحدة من المدن النائية في أستراليا ، وعلى الأرض ككل.
أنتاركتيكا هي من أفضل الأماكن التي يمكن اللجوء إليها في حال اندلعت حربا نووية
نيوزيلندا والمحيط الهادئ
ومن الأماكن التي سوف تكون آمنة لدى نشوب أي حرب نووية، هناك أيضاً الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا ، فضلاً عن ان الخيار الآخر قد يكون جزيرة “إيستر” في جنوب المحيط الهادئ ، على بعد أكثرمن 2000 ميل من أميركا الجنوبية.
كما لا نستبعد اختيار أرخبيل كيريباتي أو جزر مارشال، فهذه السلاسل الجزرية النائية والمشمسة تأتي متكاملة مع الشواطئ الاستوائية وتحيط بها 750000 ميل مربع من المحيط.
والمؤسف أنه في أواخر السبعينات، نشر مكتب التكنولوجيا، الذي قدم تقريراً إلى الكونغرس في الولايات المتحدة، تقريراً بعنوان “آثار الحرب”، وسلط فيه الضوء على نتائج هجوم نووي شامل محتمل، حيث أظهرت أبحاث العلماء وقتها أن أكثر من 70% من السكان الأميركيين سوف تتم إبادتهم بالكامل.
ما عواقب الحرب النووية على العالم؟
لمحة تفاؤل
إن وفاة فيدل كاسترو مؤخراً، وهو رجل كان اسمه يأتي مرادفاً لخطر الحرب النووية، وأزمة الصواريخ الكوبية ، ونجاح المعاهدات الدولية الرئيسية التي حظرت صنع واختبار الأسلحة النووية لأكثر من عقدين، إنما يذكر بقدر التغير الذي ساد العالم منذ نهاية الحرب الباردة.
العالم الآن أكثر أماناً من أي وقت مضى في تاريخنا.
دعونا نتناول، على سبيل المثال، موضوع الموت العنيف في معظم أنحاء العالم، حيث تنخفض معدلات القتل إلى جانب جرائم العنف الأخرى.
وقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها الأمم المتحدة أن معدلات القتل في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا كانت آخذة في الإنخفاض على مدى السنوات الـ15 الماضية، كما أصبحت الحروب أقل فتكاً، بالمقارنة مع الصراعات في القرن الـ20.
حاملات طائرات
فظائع الشرق الأوسط
وحتى الفظائع المعاصرة في الشرق الأوسط لا تقارن بالإبادة الجماعية في عهد ستالين أو ماو أو هتلر.
وقد أظهرت البحوث التي أجراها مشروع “الإنذار المبكر” إنخفاضاً واضحاً في عمليات القتل الجماعي في الحروب والصراعات منذ عام 1992.
وعلى الرغم من أن الصراعات البشعة مستمرة، فإنه يمكننا القول بأن كوكبنا يعيش في أكثرالأوقات سلمية في تاريخ البشرية، بعدما إنضمت الدول الـ5، الأعضاء فيما يعرف بـ”النادي النووي”، بنجاح للمعاهدات الدولية الرئيسية لحظر الانتشار النووي.