قبل عهد الكرسي_الكهربائي و الحقنة القاتلة ، فكر نواب ولاية نيويورك الأميركية طويلاً حول أفضل السبل للتخلص من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام.
عام 1887، شهد حوادث مأساوية في قضايا تنفيذ أحكام الإعدام بالولايات المتحدة الأميركية. هذه الحوادث دفعت اللجنة التي تشكلت فيما بعد وعرفت باسم “لجنة إلبريدج جيري” بالتفكير بطرق عملياتية وأكثر إنسانية في تنفيذ أحكام الإعدام في نيويورك، بعد سلسلة من أحكام الشنق التي وصفها الرأي العام بـ”غير إنسانية”.
الاعدام شنقا في نيويورك
وكانت نتيجة التقرير المطول للجنة، ابتكار ما يعرف اليوم بـ”الكرسي الكهربائي”، وقد تم تنفيذ أول حكم إعدام صعقاً بالكهرباء في عام 1890 في سجن صحراء نيويورك. وسردت اللجنة في تقريرها 34 طريقة مختلفة لتنفيذ أحكام الإعدام في جميع أنحاء العالم، وقارنتها فيما بينها بعد جهد كبير.
في عام 1887، تم تكليف مجموعة من المشرعين بدراسة طرق بديلة للتنفيذ بعد سلسلة من عمليات الشنق غير الناجحة، وقد نظروا وقتها إلى مقاصل الفرنسيين بشيء من الإلهام، والدليل على ذلك، عملية قص رأس الملك لويس السادس عشر عام 1793، وهو ما يظهر في الصورة.
المقصلة الحديدية التي تم فيها اعدام لويس السادس عشر
هذه الطرق التي عددها تقرير اللجنة، كتبه “جيري”، جنباً إلى جنب مع ماثيو هيل وألفريد ساوثويك، بدءاً من الطعن و الرجم ، و الغرق ، والموت بماء مغلي، وتقطيع الجسد، وصولاً إلى إطلاق_النار على السجين المحكوم عليه بالإعدام من مدفع.
وأوردت اللجنة أمثلة عن رؤوس رجال مقطوعة بطريقة خاطئة أو تم شنقهم ببطء، نتيجة لسوء التخطيط، والحبال الرديئة وسوء حساب طول الحبل. هذه الأمثلة دفعت واضعي التقرير للتفكير في طرق تستخدمها دول أخرى كاليابان وانجلترا وفرنسا وصولاً إلى أفكار العصور_الوسطى للانطلاق منها في الحصول على وسيلة إعدام “رحيمة”!.
جيري وساوثويك
ومن الأمثلة التي تمت دراستها، “المقصلة الحديدية”: أشهر آلة لقطف الرؤوس البشرية، وبقيت تستخدم في فرنسا حتى عام 1981. كما تم دراسة تقنية الخادمة_الحديدية، وهي دولاب من الحديد مثبت داخله عدد من الخوازيق بالعرض، يدخل المحكوم عليه بالإعدام داخلها، ويغلق الدولاب، فتخترق تلك الخوازيق جسده.
كذلك، تمت دراسة التسميم ، والجاروت: وكانت تستخدم لكسر عنق الضحية ببطء، والتعليق على خازوق، والمنشار حيث كانت الضحية تعلق من قدميها، ويستخدم المنشار لشق الجسد من المنطقة التناسلية إلى الرأس، إلا أنها استبعدت جميعها فيما بعد من تقرير اللجنة.
المقصلة الحديدة والخادمة الحديدية
مخمور ألهمهم!
التحول في عمليات الإعدام كان عام 1890، حين تم ابتكار “الكرسي الكهربائي” كحل مقترح، وكان السجين الأول الذي تعرض لمثل هذا النوع من الإعدامات يدعى وليام كريملر بعد أن قتل صديقته بفأس. لكن يبدو أن اللجنة عادت واعتبرت أن #الإعدام_شنقا بقي الطريقة الأكثر إنسانية في نهاية المطاف، رغم كل النكسات التي مرت بها هذه العملية خلال إعدامات المجرمين في نيويورك.
الإعدام بالتعذيب في العصور الوسطى
ساوثويك، أحد معدي التقرير الذي كان طبيب أسنان، اقترح الإعدام بالكهرباء كشكل من أشكال #القتل_الرحيم بعد أن شاهد شخصا مخمورا قتل نفسه عن طريق الخطأ بعد أن لمس مولداً للكهرباء في بافالو.
“سبارك” أو “الشرارة”، كان الاسم القديم المعطى لنموذج الكرسي المستخدم لإجراء مئات عمليات الإعدام في جميع أنحاء أميركا في منتصف القرن الـ20، كما تم استخدام الكرسي باعتباره الشكل الأساسي لعقوبة الإعدام في معظم الدول لعقود إلى أن شكل عامل جدل حول طريقة استخدامه فيما بعد.
الشرارة
بيد أن الكرسي لا يزال من الممكن استخدامه في حالات نادرة في ثماني ولايات أميركية إذا اختاره السجين. وأصبحت أيضاً #غرف_الغاز الطريقة الشعبية للإعدام في أوائل 1920 إلى أن تم حظرها في دول عدة، لعدم إنسانيتها.
ولا تزال #أريزونا و #كاليفورنيا و #ميسوري و #ايومنغ تستخدمها في الولايات المتحدة في حال فضلها المحكوم بالإعدام على الحقنة القاتلة.
غرفة الغاز