ظهر فيديو أمس، شبيهة لقطاته إلى حد ما بما نراه في أفلام الكاوبوي الأميركية ، لاغتيال سياسي أمام فندق بمدينة كييف ، عاصمة أوكرانيا ، وذهب ضحيته نائب روسي سابق، كان “تلقى تهديدات من الأجهزة الأمنية الروسية ” طبقاً لما نقلت الوكالات بعد قتله عن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ، حين اتهم موسكو بقتل النائب السابق دنيس فوروننكوف، واصفاً اغتياله بغادر وعمل إرهابي ، فرد الكرملين ووصف اتهامه بسخيف.
النائب السابق وزوجته، معارضان كبيران من أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كل شيء بدأ حين خرج السياسي الروسي والنائب السابق صباح الخميس الماضي من فندق كان نزيلاً فيه مع زوجته، وهو Premier Palace الشهير، ورافقه في سيره بالشارع العام حارسه الشخصي، فتبعه شاب أوكراني، اسمه Pavel Parshov وعمره 28 سنة، وكان مسلحاً بمسدس نصف أوتوماتيكي، وما إن اقترب منه، طبقاً للفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن، إلا وعاجله برصاصتين في وضح النهار ووسط المدينة التي لجأ فوروننكوف للإقامة فيها العام الماضي وبرفقته زوجته مغنية الأوبرا، ماريا ماكساكوفا ، أم ابنهما البالغ 11 شهراً، وكانت أيضاً نائبة عن حزب “روسيا الموحدة” الحاكم، وحاملاً بطفل ثانٍ يوم مقتل زوجها المليونير ، والموصوف سابقاً من الإعلام الروسي، بأنه محظوظ لزواجه من جميلة مثلها وفنانة شهيرة.
القاتل يتبع هدفه حين خرج من فندقه وبرفقته حارسه الشخصي، فيقتله وينتهي هو أيضا جثة على الرصيف
القاتل المحترف أطلق عليه 3 رصاصات في رأسه من الخلف وعنقه، فأرداه للحال جثة “مكومة” على الرصيف، وأصاب حارسه الأوكراني برصاصة أيضاً، إلا أن الحارس الشخصي جمع قواه، وسدد للقاتل رصاصات من مسدسه أراده قتيلاً للحال أيضاً، طبقاً لما نشهده في الفيديو المعروض، وحين علمت الشرطة بهوية القتيل والفندق النازل فيه، أرسلوا إلى زوجته وأخبروها، فاضطربت ولم تصدق ما سمعت، وأسرعت لتنظر إلى جثته وتتأكد بنفسها، على حد ما نراه في فيديو آخر تبثه “العربية.نت” أدناه.
والكاميرا التي التقطت مراحل الاغتيال هي للمراقبة في الشارع، حيث ظهر القاتل بارشوف ، المرتدي ملابس عادية، يتسلل خلف النائب السابق وحارسه الشخصي، ثم يطلق الرصاص على فوروننكوف، المرتدي معطفاً من الجلد أسود اللون، ويلتفت إلى الحارس ويعاجله أيضاً برصاصة، إلا أن الحارس الأوكراني ينهض ويرديه.
قائد شرطة كييف Andriy Kryshchenko ذكر لقناة 112 التلفزيونية الأوكرنية، أن إطلاقاً للنار حدث قرب الفندق وأصيب اثنان، وأن الشرطة “تعرفت إلى هوية القتيل”، في إشارة إلى Denis Voronenkov الذي فر في أكتوبر الماضي من موسكو ومعه زوجته. بعدها في ديسمبر، حصل فوروننكوف، المعروف بلعبه دوراً أساسياً في قضية خيانة أوكرانيا ضد رئيسها السابق، على الجنسية الأوكرانية بعد إدلائه بشهادة ضد الرئيس السابق الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، والذي أطاحت به في بدايات 2014 انتفاضة بوسط البلاد، مؤيدة لأوروبا والعلاقات مع الغرب، وعلى أثرها لجأ إلى روسيا.
أما عن القاتل، فأعلن أنطون جيراشينكو ، مساعد وزير_الداخلية الأوكراني، أرسن أفاكوف، أنه “عميل للحكومة الروسية” عبر الحدود سراً في 2015 إلى بيلاروسيا، ليعبر منها إلى روسيا “حيث تم تدريبه على القيام بعمليات تخريب، كما تكليفه بالتسلل إلى الجيش الأوكراني، فتوصل حتى إلى العمل بالحرس الوطني لمدة عام” وفقاً لما قرأت “العربية.نت” مما نقلته عنه الوكالات الجمعة.
كان محسودا لزواجه من شهيرة بفنها وجمالها بروسيا، وهي مغنية الأوبرا ماريا ماكساكوفا، البادية بثلاث صور في الأسفل، مضطربة وبذهول مشهود من معاينتها لجثته وهو قتيل على الرصيف
إلا أن الكرملين رفض “هذه الادعاءات” أيضاً، وأصدر بياناً أعاد فيه الذاكرة إلى أن فوروننكوف، البالغ 45 سنة “مطلوب لدى لجنة تحقيق روسية بالاحتيال” في إشارة إلى قضية تعود أولى وقائعها إلى أكثر من 10 سنوات مضت، وفيها يتهمه بالفساد “صندوق مكافحة الفساد” الذي يديره المعارض الروسي اليكسي نافالني.