النمسا – صناعة الموسقى … الاقتصاد المبدع

2017-Oscars-89th-Academy1

قليلة هي الدول التي يطبعها تاريخها الموسيقي بطابعه مثل النمسا. فـ “بلد الموسيقى” هذا مدين بقسم كبير من هويته إلى الأعمال الموسيقية التي هي بنفس الوقت عامل سياحي واقتصادي هام جداً. والارتباط الفريد من نوعه بين ماهو تقليدي وما هو عصري وطليعي رائد، هو أيضاً واحد من أهم عوامل النجاح

تبلغ قيمة الصناعة الموسيقية النمساوية حوالي مليارَي يورو، أي ما يعادل 1,25 بالمئة من الناتج الوطني الإجمالي. وبذلك تكون صناعة الموسيقى ومردودها الاقتصادي، فيما يتعلق باليد العاملة وقيمة الإنتاج أهم من الصناعات النسيجية   أو صناعة الورق   أو الصناعات الكيميائيةأو   الصناعات البلاستيكية على سبيل المثال. وبمقارنة عالمية فيما يتعلق بالنسبة   إلى الإنتاج الوطني الإجمالي، نجد أن النمسا تقع في شريحة واحدة مع كل من بريطانيا وهولندا. وحتى لو أخذنا الأرقام المطلقة بعين الاعتبار، فإننا نجد أن النمسا تحتل المرتبة الخامسة عشر عالمياً والعاشرة أوروبياً من حيث التسويق الموسيقي. أما الأرقام والمعطيات والوقائع التفصيلية حول السوق الموسيقية النمساوية   فستجدونها على http://www.ifpi.at/.

سلسلة القيم الإبداعية

وبالمقارنة مع التطورات العالمية تختلف سلسلة القيم الصناعية الموسيقية   في مجال الإنتاج والتوزيع وكذلك في مجال الطرق التجارية الكلاسكية الملموسة من حيث التراجع أو الركود كما تأخذ أحياناً جزئياً شكل التوزيع الرقمي

لقد مر التطور في مجال الإنتاج الموسيقي في أعوام التسعينيات من القرن الماضي   بفترة ازدهار واسع. وبعد   بداية تطور واسع عالمي في صناعة الموسيقى في بداية الألفية الجديدة، عاد هذا المجال   إلى الاستقرار من جديد

وإذا قمنا بمقارنة مباشرة بين الإنتاج والتوزيع، نجد أن ثمانين بالمئة من قيمة الصناعة الموسيقية تعود إلى التوزيع بينما تعود العشرون بالمئة الباقية إلى الإنتاج

أهم فروع الموسيقى الوطنية هي.

  • الموسيقى الكلاسيكية
  • الموسيقى العصرية
  • موسيقى البوب
  • الموسيقى الشعبية
  • موسيقى الجاز
  • الأغاني والموسيقى الشائعة
  • الموسيقى الإلكترونية

أما الأهم في سلسلة القيم الاقتصادية فهو مجال الموسيقى الكلاسيكية والشعبية: ونذكر في هذا السياق مراكز التدريب والتربية الموسيقية ومجال نشر الأعمال الموسيقية والوكالات وتقنيات استوديوهات الصوت إلى دور ومراكز العرض. وتعتبر النمسا، من بين الدول الأوروبية كلها، أفضل بلد من حيث تجهيز دور المسارح الموسيقية. ومن نافلة القول إن فيينا تحتضن أربعة وخمسين بالمئة من كل دور وأمكنة العرض الوطنية

صناعة الموسيقى

الإستماع إلى الموسيقى أو العزف على القيثارة يؤدي إلى الملل مع مرور الزمن، لهذا السبب يقدم لك المحترفون عبر موقع www.musikmachen.net المعلومات والنّصائح التي تساعدك على صنع الموسيقى بنفسك.

إذا أردت اقتناء المعدّات لأجل تكوين فرقة موسيقية أو القيام بعرض لأول مرة على المنصة أو تسجيل شريط تمدك صفحات هذا الموقع بالعلم المناسب المتعلق بالعزف على الآلات الموسيقية وإستخدام الكومبيوتر والفونوغراف أو الصوت البشري وتُعَلمك كيفية تَتَبّع الإشارات الصّوتيّة بواسطة جهاز خلط الأصوات وإستخدام الكوابل والأجهزة. تُلهمك تسجيلات الفيديو للمقابلات الصحفية مع الموسيقيين والمنتجين بإنشاء عملك الموسيقي الذاتي، ولتعميق مستواك العلمي عليك بزيارة الدورات التدريبية وتقنيات التسجيل المعروضة على الشّبكة.

www.musikmachen.net

وفي النمسا لم يكن الأمر مقصورًا على قيام البلاط الإمبراطوري بمناصرة الفن والفنانين عامة، فقد كانت هناك أوركسترات خاصة في قصور الأمراء والنبلاء والعائلات الأرستقراطية وذوي الجاه من الأثرياء، ولقد كان لبعض منها دور للأوبرا داخل قصورها، ولم يكن مستغربًا أن يجيد كل رئيس خدم أو حتى بعض الخدم العاديين العزف على آلة من آلات الأوركسترا.

ولقد أدت عدة عوامل مجتمعة، مثل: وفرة المواهب الموسيقية، وافتتان الطبقات العليا من المجتمع النمساوي وتحمسها للموسيقى مع ثراء الأمراء الطائل – إلى توطيد أركان الفنون الموسيقية وزيادة فهمها والبراعة في عزفها.

ومن خصائص العصر الكلاسيكي في التأليف الموسيقي الالتزام الصارم بتكوين القالب، وهو ما كان يقيد انطلاق المؤلف في حرية التعبير، بل يلزمه بالموضوعية المطلقة والسيطرة الكاملة على انفعالاته النفسية.

وأهم قطبين في موسيقى العصر الكلاسيكي هما:

1 – فرانز جوزيف هايدن 1732-1809.

2 – ولفجانج أماديوس موتسارت 1756-1791.

فرانز جوزيف هايدن:

وُلد في النمسا من عائلة متوسطة الحال، وظهرت عليه ميوله الموسيقية مبكرًا، وهو ما لفت نظر أحد أقاربه حضر لزيارة عائلته من مدينة مجاورة، فاصطحب الطفل معه ليتعلم العزف على آلة “الفولينة”، ويتدرب على الغناء في فرقة كورال الكنيسة هناك.

ومكث الطفل هايدن في مدينة “هاينبورج” حتى صقلت موهبته، ثم تصادف مرور رئيس فرقة كورال كاتدرائية فيينا من تلك المدينة؛ فأعجب به، واستدعاه للعمل معه في فيينا، حيث استكمل تعلم العزف والغناء حتى بلغ سن الرشد، فاخشن صوته وتفرغ للتأليف معتمدًا على مورده من بعض الدروس الخصوصية.

ولما كان المؤلفون في ذلك العصر يعتمدون في معيشتهم على رعاية الأمراء والنبلاء لهم، فقد التحق هايدن بخدمة بعض النبلاء، وعمل تارة قائدًا لأوركسترا بلاط أحدهم، وتارة مديرًا للموسيقى في بلاط الآخر، وكانت شهرته كمؤلف تزداد يومًا بعد يوم إلا أنه أسرع أو تسرع في هذه الفترة بالزواج من ابنة أحد صناع الباروكات، وندم على ذلك كثيرًا، فقد كانت سليطة اللسان.

ثم انتقل هايدن بعد ذلك إلى خدمة الأمير “إستر هازي”؛ حيث كان عليه أن يقود أوركسترا البلاط ليس فقط في الحفلات الرسمية والمناسبات بل وفي الكنيسة والأوبرا الخاصة، كما كان عليه أن يدرِّب أصوات فريق الكورال والمغنيين المنفردين، وهكذا أتيحت له فرصة عزف مؤلفاته بمجرد الانتهاء من كتابتها، فاكتسب خبرة كبيرة حتى أنه عندما بلغ الأربعين كان قد اشتهر في معظم عواصم أوروبا.

ولما توفي الأمير “إستر هازي” جاءته عروض مغرية للعمل في لندن، فقبلها، وتم استقباله هناك استقبالاً رائعًا من الجماهير والنقاد على السواء، ثم أحب أرملة إنجليزية جميلة، ولولا ابنة صانع الباروكات لتزوجها.

وتكررت زياراته للندن، وكان في كل مرة يكتب سيموفنيات جديدة ليقدمها في لندن للمرة الأولى مع مؤلفاته الأخرى.

وعلى الرغم من احتلال نابليون لفيينا، وعلى الرغم من إصابته بأمراض الشيخوخة، فقد استمر “هايدن” يكتب ويعزف حتى مات.

موتسارت الطفل المعجزة:

ولد في سالزبورج بالنمسا وكان والده مؤلفًا موسيقيًا وعازفًا ماهرًا فتنبه إلى ما ظهر على الطفل من معالم الموهبة الكبيرة فأخذ يعلمه العزف، وفي السادسة بدأ الطفل يكتب أعمالاً صغيرة كان يعزفها في الحفلات التي يصطحبه والده إليها حتى لُقب “بالطفل المعجزة”، وذاعت شهرته في النمسا وخارجها.

ولما بلغ الثامنة اصطحبه والده في رحلة فنية إلى فيينا وميونيخ وباريس ولندن؛ حيث لاقى نجاحًا منقطع النظير واستقبله الملوك والأمراء بإعجاب بالغ، واستمرت هذه الرحلات الفنية إلى عواصم أوروبا حتى بلغ الثانية والعشرين، وتُوفيت والدته بينما كانت تصاحبه في رحلة إلى باريس؛ فحزن حزنًا شديدًا.

وعاد إلى النمسا واستقر في مدينة سالزبورج؛ حيث عمل في بلاط أحد الأساقفة الأثرياء، وكانت تقاليد ذلك العصر تضع الموسيقيين في مرتبة الخدم، وكان على الشاب موتسارت أن يأكل معهم وعلى مائدتهم بعد أن كان في حداثته يعزف في بلاطات الملوك والأمراء ويتلقى منهم المنح والهدايا.

وكان يحز في نفسه كثيرًا سوء معاملة الأسقف له، بينما يطلب منه أن يبدع في الحفلات ويتلألأ، وانتهى الأمر بأن طرده من خدمته إلا أن مؤلفاته وخاصة الأوبرات التي كتبها كانت قد عادت عليه بالشهرة وبعطف القيصر وكثير من النبلاء.

في هذا الوقت تقريبًا تعرف موتسارت على هايدن واستفاد كثيرًا من خبرته، خاصة في بلورة قالب “السوناتا” و”السيمفونية”؛ لأنه كان سابقًا عليه بحوالي 25 سنة.

وشهد هايدن بعبقرية موتسارت وأعلن لوالده أنه لم يعرف في حياته مؤلفًا موهوبًا مثله.

وتزوج موتسارت من سيدة عطوفة وموسيقية إلا أن نفقاتها المتزايدة كانت تخلق له المتاعب وتذيقه مرارة الحياة.. وفي سن الخامسة والثلاثين أصيب موتسارت بمرض “التيفود” ومات.

 

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …