فيينا : مصطفي درويش
التعليم هو أساس نهضة الشعوب . ولذلك تبذل الدول المتقدمة المزيد من الجهود من أجل النهوض بالعملية التعليمية بصفة عامة والعمل على إدخال الإصلاحات اللازمة وفقا للظروف ومتطلبات كل وقت بصفة خاصة . وتحظي رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية بإهتمام كبير من هذه الدول وفقا للمثل القائل ” التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ” وذلك لكي يكون البناء التعليمي الشامخ قائمآ على أساسآ صلبآ .
والجدير بالذكر أن الوضع التعليمي في المدارس الإبتدائية في العاصمة النمساوية فيينا قد تغيير كثيرآ في الأعوام القليلة الماضية حيث وصلت نسبة أعداد التلاميذ من أصل غير نمساوي في هذه المدارس إلى 88,5% ولا يتحدثون اللغة الألمانية وهي النسبة الكبيرة تمثل بحق تحديآ كبيرآ للعملية التعليمية في فيينا .
وفي حديث احدي مديرات المدارس الإبتدائية في فيينا لصحيفة كورير اليومية النمساوية الصادرة صباح يوم الأثنين الموافق 26.03.2017 عددت فيه الكثير من التحديات والمعوقات التي تواجها ، نذكر هنا أهم ما جاء في هذا الحديث :
- عدم اهتمام أولياء الأمور بالعملية التعليمية لأبنائهم وعدم اتخاذهم الوقت اللازم لرعاية الأطفال تعليميآ ، حتي حينما تدعو المدرسة أولياء الأمور للذهاب إلى المدرسة لمناقشة بعض القضايا التي تخص أبناءهم فهم في الغالب لا يأتون .
- عدم اهتمام أولياء الأمور بتعلم اللغة الألمانية وذلك لإعتمادهم على المجتمعات الموازية المتزايدة والمتوافرة في فيينا .
- هناك رغبة من بعض الأطفال برفض المدرسة لفقدانهم للقدوة من ناحية أو لأن أولياء الأمور يتكاسلون عن توصيلهم للمدرسة ويطالبون بخدمة توصيل التلاميذ إلى المدارس من المدرسة .
- بالرغم من أن 33% من التلاميذ من مواليد فيينا إلا إنهم مع بداية المدرسة الإبتدائية لا ينطقون بأي كلمة ألمانية ويرجع ذلك إلي أن أولياء الأمور لايقرؤن لهم أو لعدم توفر أماكن لهم في رياض الأطفال كما يزعم أولياء الأمور . وتقول مديرة المدرسة ” حينما يبدأ التلاميذ تعلم اللغة الألمانية مع بداية المدرسة الإبتدائية التي تستمر 4 سنوات فإن هذا الوقت لا يكفي لأن هذا الأمر يتطلب 6 سنوات حتي يتمكن التلميذ من تعلم اللغة الثانية ” .
- وأخيرآ تتمني مديرة المدرسة أن يتواجد في المدرسة أخصائي تربية اجتماعية طوال الوقت وليس كما هو الحال الآن حيث يأت إلى المدرسة أخصائي التربية الإجتماعية لمدة 4 ساعات فقط في الأسبوع . كما تتمني أن يكون لديها سكرتيرة حتي تتمكن هي من التفرغ للقيام بأعباء العملية التعليمية التربوية .
ومن خلال هذا الحديث يتضح من جديد أهمية دور أولياء الأمور في نجاح العملية التعليمية بصفة عامة والعمل على تأمين مستقبل أولادهم بصفة خاصة .
مصطفي درويش فيينا : 27.03.2017