من الصعب أن ننجح في تكوين علاقات جيدة مع كل الذين نعمل معهم، ففي الكثير من الأحيان قد تكون مجبَراً على العمل مع زميل لا ينفكّ عن توجيه الانتقادات كلما سنحت له الفرصة، أو مع زميل يذكّرك دائماً بالعقوبات التي نلتها في أثناء الفصول الدراسية، أو زميلة تُفقدك صوابك؛ نظراً لأنها تضحك على كل ما تقوله، حتى إن لم يكن مضحكاً.
في بعض الأحيان، يمكن أن تشعر بأن هذا الشخص يتعمّد إزعاجك، ولكن هل لاحظت أنك تتعامل معه بحدة شديدة، في الحقيقة، التعامل مع هذا الزميل سيكون صعباً، حتى إنك ستنتظر بشوقٍ اليوم الذي سوف يغادر فيه العمل أو حتى البلاد، خاصة إن كنت لا تملك خيار الاستقالة من وظيفتك، لذلك، أنت مجبَرٌ على أن تتحكم في مستوى تفاعلك مع هذا الشخص، وردود فعلك تجاه ما يقوله وما يفعله، حسب صحيفة” هافينجتون بوست” الأمريكية.
تعامُل الناس معك انعكاس لرؤيتك للعالم
أشار المستشار في إدارة الأعمال والقيادة رودي ماكلين، إلى أن الطريقة التي ترى بها الآخرين في العمل هي حقاً انعكاس لرؤيتك الشخصية للعالم بشكل عام، فإذا كنت تعتقد أن الناس يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى هدف معين ومستوى محدد، فعلى الأرجح هم كذلك.
في المقابل، إذا وجدت أنك حقاً لا تحب الكثير من الذين تعمل معهم، فعليك أن تراجع تصرفاتك قبل أن تنتقد تصرفات الآخرين، وإذا كنت تعمل مع شخص لا تحبه حقاً، فيجب ألا تحاول التظاهر بعكس ذلك؛ نظراً لأن ذلك قد يجعل الأمور بينكما أسوأ، علاوة على ذلك، يجب أن تُظهر له أنكما لا تتفقان في كثير من الأمور، لكن ضرورة العمل تفرض عليكما التعامل معاً لإنهاء بعض الأمور المهمة، لكن إذا تركت الذي بينكما يؤثر على عملكما، فإنكما ستخسران وظيفتكما، في نهاية المطاف.
وفي نهاية اليوم، وإذا تيقّنت أنه لا يمكنك أن تحب هذا الشخص في العمل، فأنت لا تملك إلا خيارين اثنين:
الأول: يتمثل في أن تحاول التعايش معه وتكتشف مع مرور الوقت إذا كان يملك ميزة جيدة يمكن أن تحبّه من أجلها، وقال ماكلين يجب عليك أن تدع بقية أعضاء المكتب ينظرون إليه على أنه سيئ، فكن أنت من يبادر بالتحية، وحاول البحث عن سبل للتعامل معه.
الثاني: في حال قررت الحصول على وظيفة أخرى، وتتوقع ألا يمتلك جميع الناس طباعك؛ إذ لن يكونوا مثلما تريد، فاحرص على ألا تحمل هذه المشكلة معك في العمل الجديد، وأن تتفاعل بإيجابية مع كل العراقيل التي تُواجهك، وإلا فستُضطر إلى حزْم أمتعتك ومغادرة عملك، مرة أخرى.