قرر مستشفى الهرم تطبيق «العدالة الاجتماعية» على طريقته الخاصة، ورفع شعار «الموت للجميع»، سواء كانوا أطباء أو مواطنين، وبعد كثرة حوادث الإهمال تجاه المواطنين، شهد المستشفى ترك طبيب ينزف حتى الموت.
بدأت قصة الدكتور محمود فؤاد، إخصائى العلاج الطبيعى، أثناء سيره فى منطقة الدقى، حيث هاجمه بعض البلطجية قاصدين سرقة حقيبته، وعندما قاوم طعنوه بمطواه، فسقط على الأرض، ليهرول عمال صيدلية «العزبى» القريبة من مكان الحادث لنجدته، ويأخذوه سريعًا لمستشفى «الجزيرة» الخاص،
تم إجراء الإسعافات الأولية، ونقل الدم والمحاليل، وعمل الأشعات اللازمة، التى كشفت عن وجود تجمع دموى فى البطن، واشتباه فى نزيف داخلى. واستطاع المصاب إعلام زوجته، التى حضرت مسرعة مع والدها، وبعد أن أجرى أطباء المستشفى خياطة سطحية، أخبروا زوجته وحماه بضرورة نقله لمستشفى مجهز،
لأن حالته تحتاج «سونار» وأشعة بالصبغة، وبعد إجراء التقارير اللازمة، أخذوه لمستشفى الهرم، ودخلوا به قسم الطوارئ، الساعة السابعة. وداخل مستشفى الهرم بدأت المأساة، وأكمل لنا القصة الدكتور محمود سراج، صديق الطبيب المتوفى، وأخبرنا أنه رأى حالة صديقه، فصرخ فى الأطباء بأنه يحتاج لنقل دم ودخول غرفة العمليات فورًا، وهنا رد طبيب الطوارئ عليه: «متقلقش، الحالة مستقرة»، ومر على الدكتور محمود فؤاد 5 ساعات وهو ينزف، ووسط هذا الهرج، صمت الجميع، فقد مات الدكتور محمود، لتأخر نقل الدم له، وعدم التدخل الجراحى الضرورى.