أثار ظهور يوسف بطرس غالي إعلاميًا، وزير المالية الأسبق في عصر مبارك، العديد من التساؤلات في الشارع السياسي، خاصة بعد لقائه الإعلامي الأول المرتب له منذ فترة، مع الإعلامي أسامة كمال علي قناة “DMC” المقربة من النظام، والذي استمر التنويه عنه في الشاشات والصحف منذ فترة قبل عرضه.
فهل هي إشارة وضوء أخضر له للعودة إلى مصر علي أكتاف نظامها، خاصة بعد قول دكتور “مصطفي الفقي” إن الحكومة تتواصل معه من الخارج منذ فترة طويلة، لوضع روشتة للاقتصاد المصري.
السير عكس اتجاه الثورة “يوسف بطرس غالي” وزير مالية مصر إبان ثورة يناير الرجل الذي ارتبط اسمه باسم كثير من القضايا، وبهروبه خارج البلاد بعد اندلاع ثورة يناير مباشرة؛ خوفًا من القبض عليه بعد فتح جميع الملفات والقضايا التي تخصه بعد قيام ثورة 25 يناير، والتي وصل بها إجمالي سنوات الحكم عليه إلي 65 عامًا، ومنها قضيتان حُكم عليهما 30عامًا؛ بتهمة إهدار المال العام وأخري استغلال نفوذ، والتي قال عنها إنه “مظلوم” من كل ما تدعيه عليه المحكمة.
الضوء الأخضر من قناة “النظام” أثار ظهوره على قناة “DMC”، والتي يراها كثير أنها قناة النظام، بما فيها من إعلاميون موالون للنظام وقراراته، ومقربون من شخص الرئيس، خاصة الإعلامي “أسامة كمال” المقرب من شخص الرئيس، وبنظره أيضًا علي القناة التي يظهر فيها الضخامة الإنتاجية من أستوديوهات جعل الكثير يرى أن الدولة تكيل بمكيالين، فهي تدعي التقشف وتطالب الشعب بذلك، لكنها تفعل العكس تمامًا من تبذير من وراء الستار لإيجاد ظهير قوي لها.
العودة والتسوية إلى مصر من بوابة “الحكومة” في حوار الدكتور “مصطفي ألفقي” علي أحد القنوات الفضائية، قال إن الحكومة تتواصل منذ فترة طويلة مع الدكتور “بطرس غالي” لاستشارته في الإجراءات الاقتصادية، ونري في هذا أن الحكومة تسعي بكل السبل للتخلص من مأزق التحدث من خلف الستار، وتجعل ظهوره الأول بعد الثورة هو أول الخيط للتواصل المباشر معه و”الغير” مزعج للشعب. *
السير على خطوات “حسين سالم” بالعودة للوراء نجد ما حدث مع الرجل المقرب لـ”رأس النظام” في مصر “حسين سالم”، يحدث الآن مع “بطرس غالي”، فكانت أيضًا البداية بحديث تليفزيوني هو الأول، ثم نبدأ من البداية، ومن مشترك “المصلحة” العامة، ثم تبدأ المساومات حتى يحصل النظام علي ما يريد مقابل العودة آجلًا أم عاجلًا، ثم فتح طريق نحو التسوية الشاملة لكل قضاياه مقابل التنازل عن جزء من ممتلكاته، للرجوع إلي مصر مرة أخري.
من جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي، إنه لاشك أن ظاهرة عودة رجال مبارك للمشهد مرة أخري بسبب المشكلات العنيفة التي تعاني منها مصر، ومنهم محمد رشيد وحسين سالم، وأخيرًا بطرس غالي، ما هي إلا عودة للوراء وإلى “الشلالية” مرة أخري، وهذا دليل للناس علي قول النظام إن ثورة يناير انتهت تمامًا.
وأشار “شعبان”، فى تصريحات خاصة لـ”المصريون”، إلى أن تزايد الهجوم علي الثورة المستمر من خلال إعلام النظام، والذي منه قناة “DMC” التي ظهر بها بطرس غالي، والتي تقوم الدولة برعايتها ماديًا ومعنويًا، في سياسة إعادة مخلفات “مبارك” القديمة، لافتًا إلى أن عودة “غالي” هى لأحبائه من “الشلالية” الخاصة بـ”عز، وجمال مبارك، ورشيد، وبطرس غالي”.