شهدت بريطانيا أول تجمع من نوعه في تاريخها، حيث احتشدت سيدات محجبات صفاً واحداً على طول جسر ويستمنستر الملاصق لمبنى البرلمان البريطاني وسط لندن تعبيراً عن احتجاجهن ورفضهن للعملية الإرهابية التي استهدفت المشاة في نفس المكان قبل أيام، عندما قام رجل مسلم بدهس عدد كبير من المارة والسياح قبل أن يقوم بطعن شرطي حتى الموت.
وأمسكت العشرات من النساء المحجبات بأيدي بعضهن البعض صفاً واحداً على طول الجسر من أجل أن يقولوا للبريطانيين أن العمل الإرهابي لا يمثل المسلمين، وأنهن يرفضنه بشكل كامل، وأحيين على طريقتهن الخاصة ذكرى الضحايا الأربعة الذين سقطوا في العملية التي هزت وجدان البريطانيين وتبناها تنظيم داعش.
واستمرت الوقفة لخمس دقائق فقط، لكنها استحوذت على اهتمام كبير من وسائل الإعلام البريطانية، حيث تقاطر العديد من المصورين والصحفيين إلى المكان من أجل تغطية الوقفة النسائية، فيما ارتدت بعض السيدات المشاركات في التجمع الملابس الزرقاء، أو الحجاب الأزرق، وأبلغن الصحافيين أنهن اخترن اللون الأزرق تعبيراً عن الأمل بالمستقبل.
وأكدت تقارير صحافية محلية في بريطانيا أن نساء من مختلف الخلفيات والعرقيات والمذاهب الإسلامية، بمن فيهن عربيات وأجنبيات، شاركن في الوقفة الاحتجاجية التي تم تنظيمها للتنديد بالعملية الارهابية التي استهدفت عدداً من الأبرياء في ذلك المكان، فضلاً عن أن بعض السيدات جئن من مدن أخرى خارج لندن للمشاركة في هذه الوقفة والتعبير عن تضامنهن مع عائلات الضحايا.
ونقلت جريدة “ديلي ميل” البريطانية عن فريحة خان، البالغة من العمر 40 عاماً، وهي واحدة من منظمات الوقفة الاحتجاجية قولها: “الشعور تجاه ما حدث هنا الاربعاء الماضي كان قوياً جداً”، وأضافت: “نحن نقف هنا لنشعر بالناس العاديين الذين كانوا هنا وتعرضوا للدهس بالسيارة”.
أما سارة وسيم البالغة من العمر 57 عاماً فقالت: “عندما حدث الهجوم في لندن شعرت بأن الهجوم كان يستهدفني”، وأضافت: “لقد كان هجوماً ضدنا كلنا. الإسلام يُدين بشكل كامل العنف بكل أشكاله، هذ شيء بغيض لنا”.
وكان رجل يبلغ من العمر 52 عاماً ويُدعى خالد مسعود قد استقل سيارة دفع رباعي ونفذ عملية دهس متعمد على جسر ويستمنستر” وسط لندن قبل أن يصل خلال دقائق إلى مبنى البرلمان، ثم يترجل من سيارته فينهال طعناً بالسكين على أحد رجال الشرطة الذي توفي إثر ذلك، فيما انتهى الهجوم بمقتل مسعود برصاص الشرطة، إضافة الى وفاة ثلاثة أشخاص بعملية الدهس بينهم امرأة كانت في طريقها لتستلم أطفالها من مدرستهم.