قالت صحيفة “تى انتريسا” الإسبانية، إن اليمين المتطرف الأوروبى هو من يشجع الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب فى اتخاذ أى قرارت مناهضة للمسلمين واللاجئين، فمنذ الإعلان عن فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية توجه الاهتمام نحو أوروبا، حيث تأكد أن البركسيت لم يكن مجرد قرار بريطانى نبع عن مواطنين غاضبين على المهاجرين، وانتشرت موجات مشابهة كصعود الشيوعية والاشتراكية والنزعات النازية والفاشية، ثم انهيارها، وعلى غرار هذه الأحداث، ستكون أوروبا فى قلب هذا التغيير وترامب المحرك له.
وأوضحت أن جورج بوش “متجسد الشر” فى العالم لم يصل لما وصل إليه ترامب من كراهية من العالم ، ومظاهرات منددة بسياسته العنصرية، فترامب وصل لنسبة رفض من العام يجعله أسرع رئيس “مكروه” فى التاريخ الحديث.
وتواجه أوروبا عام 2017 الجارى انتخابات مهمة جدا، فى ألمانيا وفرنسا وهولندا، وهناك الكثير من التساؤلات حول إمكانية وصول اليمين المتطرف الأوروبى إلى الحكم فى ظل وجود ترامب فى الرئاسة.
– فراوكة بيترى..ألمانيا
أكبر منافس للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فراوكة بيترى زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، تعتبر السياسية الصاعدة على أكتاف اللاجئين، فهى تثير اشمئزاز الكثيرين بسبب قراراتها العنصرية، ويهدد حزب البديل لأجل ألمانيا باكتساح صناديق الأصوات فى الانتخابات، ويحقق كل يوم فوزا جديدا مستغلا مخاوف الألمان من اجتياح اللاجئين لبلدهم.
وقالت بيترى “كما استطاع دونالد ترامب فى أمريكا أن يستلهم طريقا جديدا من عالم ميت، فنحن نريد أن نفعل هذا لأوروبا فى الشهور والسنوات القادمة”.
ولدت فراوكة 1975 قرب مدينة دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا بشرق ألمانيا، ودرست الكيمياء، وبدأن نشاطها السياسى ضمن الجماعات الداعمة لحملة الحزب الديمقراطى المسيحى الانتخابية حتى عام 2012 ، وأسهمت بعد ذلك بتأسيس حزب البديل من أجل ألمانيا عام 2013 وأصبحت واحدة من الثلاثى الذى يقود الحزب ثم فازت بأصوات 60% من نواب الحزب فى 2015، حتى أصبحت زعيمة للحزب، ثم بعد ذلك بدأ الصراع اليمينى.
– مارين لوبان ..فرنسا
زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن فى طليعة الساسة الأوروبيين الذين هنأوا ترامب بالفوز، ولا أحد يدرى أين ستكون لوبن فى انتخابات مارس المقبلة حيث يتنافس ساركوزى وجوبيه على الرئاسة الفرنسية فى صراع يشبه كثيرا صراع هيلارى كلينتون و دونالد ترامب.
واشتهرت لوبان بموقفها ضد المهاجرين ، ولذلك كانت أولى من وافقت على قرار ترامب بحظر السفر المثير للجدل لترامب، وتطرح لوبان فكرة الأولوية الوطنية والتى مفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم فى السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل ، وتعترض لوبان على سياسة التبادل الحر فى الاقتصاد، وترى أنها تفرض على فرنسا تنافسا مجحفا مع الدول النامية، ولذلك تقترح نوعا من الحماية المعقولة للاقتصاد الوطنى لا تصل إلى الانغلاق تماما، وتدعو إلى خروج تدريجى من منطقة اليورو والعودة إلى الفرنك الفرنسى.
أما عن الإسلام فلوبان إذا وصلت للحكم ستقوم بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد فى فرنسا والتحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية فى المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب، وتدعو أيضا إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه فى المطاعم على أنه “حلال”، أو وفق الديانة اليهودية.
– خيرت فيلدرز .. هولندا
فى هولندا تتعاظم شعبية خيرت فيلدرز، وبعد فوز ترامب أصبح هناك يقين بفوز فيلدرز فوزا ساحقا فى الانتخابات الهولندية.
وقال فيلدرز بعد فوز ترامب إن “التاريخ يدعونا لإنقاذ أوروبا”، وقال “أعتقد أننا نشهد أوقاتا تاريخية، فالعالم يتغير وأمريكا تتغير، وأوروبا تتغير، وبدأ الشعب فى استعادة السلطة على بلاده مرة أخرى، ولن يعود الجنى مرة أخرى إلى الزجاجة التى خرج منها، سواء أعجبكم هذا أم لا”.
وتعهد فيلدرز بـ”إغلاق كافة المساجد” و”حظر القرآن”، وفق الوعود التى وردت ضمن برنامجه الانتخابى”.
– ماتيو سالفانى ..إيطاليا
أصغر شخص فى المشهد السياسى الإيطالى والأوروبى، وهو زعيم رابطة الشمال، فى25 أبريل الماضى، اجتمع السياسى الإيطالى اليمينى المتطرف مع دونالد ترامب فى فيلادلفيا، فى الذكرى السنوية لتحرير إيطاليا من حكومتها الفاشية فى عام 1945، وبعد ذلك، أعلن دعمه المطلق لترامب، قائلا إنه يفضل “الشرعية والأمن” فى سياسات ترامب، عن السياسات “الكارثية” لباراك أوباما وأنجيلا ميركل.
ويقود سالفانى رئاسة رابطة الشمال الإيطالية الراديكالية، التى تدعو لضرورة الفصل بين شمال إيطاليا الثرى عن جنوبه الفقير.
– نايجل فراج..بريطانيا
أكثر داعمى ترامب ، قام بالتدخل المباشر فى العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والولايات المتحدة وذلك بتدخله فى الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب ودعوته للناخبين الأمريكيين بعدم التصويت لهيلارى كلينتون ، وحال نجاح حملته من أجل خروج بريطانيا من أوروبا أعلن فراج عن استقالته من رئاسة الحزب وقال إنه سيسافر إلى الولايات المتحدة لمساعدة دونالد ترامب في حملته الانتخابية، وهاجم فراج الرئيس باراك أوباما الذى حض البريطانيين على التصويت لمصلحة بقاء بريطانيا فى أوروبا وقال عن أوباما “تحدث إلينا من فوق كما لو أنه لا قيمة لنا”.
هاينز إشتراخة فى النمسا
هو من أكثر الأوروبيين دعماّ لـ ترامب ، وهو يعتبر أيضاّ أكبر منافس للمستشارة النمساوى الجديد كرستيان كيرن يتزعم حزب الأحرار النمساوة “FPÖ” من أجل النمسا اليمينى المتطرف، تعتبر السياسي الصاعد على أكتاف الأجانب اللاجئين وخاصة مسلمى النمسا، وهو يثير اشمئزاز الكثيرين بسبب تصريحاته العنصرية، ويهدد حزبة حالياّ باكتساح صناديق الأصوات فى الانتخابات، ويحقق كل يوم فوزا جديدا مستغلا مخاوف النمساويين من اجتياح الأجانب واللاجئين لبلدهم ، حصل على 46 فى المائه فى أنتخابات الرئاسة الأخيرة التى جرت فى شهر ديسمبر الماضى .