في العام الماضي كانت صورة لطفل على حافة الموت وهو يشرب الماء من قارورة تقدمها له سيدة، قد جذبت انتباه وسائل الإعلام وتصدرت مانشيتات الصحف، بعد أن تم التخلي عنه من قبل والديه، اللذين اعتقدا بأنه مصاب بسحر، وقد أمضى الطفل ومنذ عمر السنتين وقته متسولا في الشوارع لكي يعيش نفسه على الفتات.
وتأثرا بالصورة والقصة، كان أن تبرع أناس من كل العالم بأكثر من مليون دولار أميركي لرعاية هذا الطفل، بعد أن اكتشفته عاملة إغاثة دنماركية تدعى “آنيا رنغرنغ لفين” هائما في الشارع.
ونتاج ذلك أخذ الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج وإزالة ديدان معوية يعاني منها، كذلك نقل الدم بصورة يومية له لمعاناته من ضعف شديد. والآن بعد مرور سنة فإن الطفل بدا مختلفا تماما عن حالته الأولى، وهو يستعد لدخول المدرسة.
“هوب” الجديد
وقامت آنيا وهي من أسست جمعية لمساعدات التعليم والتنمية للأطفال الأفارقة، بنشر صور للطفل وهو يبدو سعيدا مرتديا الزي المدرسي الأحمر قبل بداية عامه الدراسي.
وقد كتبت على الفيسبوك “في 30 يناير 2016 كنت قد ذهبت في مهمة إغاثة مع زوجي ديفيد إيمانويل وفريق نيجيري.. تلك المهمة التي ذاع صيتها واليوم بعد مرور سنة بالضبط، فإن العالم يتذكر جيدا هذا الطفل الذي أطلقنا عليه لقب هوب (الأمل)”.
ومضت تقول: “الآن فإن هوب سوف يبدأ المدرسة”.
وكان هوب قد تعود التسكع في الشوارع منذ عام 2015 بعد أن تخلت عنه عائلته في منطقة بالقرب من ولاية أويو بجنوب نيجيريا.
جراحة للطفل
وفور التقاط آنيا للطفل قامت بنقله إلى المستشفى ليأخذ العلاج السريع، ويبدأ في استعادة وزنه.
ومن ثم أجريت له عملية في الأعضاء التناسلية لخلل في نظام التبول، وهو عيب خلقي في مجرى البول في الذكور ينطوي على فتحات بولية غير طبيعية يعرف علميا باسم hypospadias.
وأظهرت سلسلة من الصور المؤلمة تمت مشاركتها في الفيسبوك الطفل الهزيل الذي كان يخضع للفحص من قبل العاملين في المجال الإنساني.
أعمال إنسانية
وكانت آنيا قد سافرت إلى إفريقيا قبل ثلاث سنوات، قبل أن تكتشف “هوب” هائما في الشوارع، وتدير مع زوجها ديفيد إيمانويل مركزا لمساعدة الأطفال المشردين تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية والغذاء والتعليم.
كما بدأ الزوجان في بناء دار لرعاية الأيتام منذ يناير الماضي.
وبعد أن أنقذت آنيا الطفل هوب العام الماضي كتبت على الفيسبوك بموقع منظمتها: “لقد رأيت الكثير هنا في نيجيريا خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد شاركت العديد من خبراتي التي مررت بها في مهام الإنقاذ”.
وأشارت إلى العديد من الأطفال الذين ينظر إليهم بوصفهم شرا ومصابين بالسحر ويتم التخلص منهم لهذا السبب، أو يتعرضون للتعذيب، وأنها قد رأت أطفالا خائفين وآخرين ماتوا من العذاب.
وقالت: “هذه الصور المرفقة توضح لماذا علي أن أقاتل وأبذل كل ما بوسعي لأجل هذا”.