انشغال القائمين على العمل الإسلامى فى فيينا بالعديد من القضايا المهمة قد يمنعهم من تناول هذه الأزمة التي تبدو صغيرة الحجم لكن تأثيرها يضع أهم وأكبر مدرسة إسلامية فى فيينا والتي تحمل اسم المعاهد الأزهرية الدولية بالنمسا ، فوفقا لما نشرته بعض الصحف النمساوية عن وجود وقائع فساد واختلاس ونصب من جانب رئيس المعاهد الأزهرية الدولية الدكتور حسن موسى فلو كانت هذة الأتهامات صحيحة “والمتهم برئ حتى تثبت أدانته” ، فإن صورة الإسلام يصبح في ورطة خاصة ، وأن المعاهد التي تناولتها التقارير حصلت علي تراخيص من الأزهر الشريف سابقاّ وتقع تحت إشراف الهيئة الإسلامية الرسمية فى النمسا، نأمل من رئيس الهيئة الإسلامية فى النمسا أن يخرج علينا ببيان يوضح فية موقف الهيئة من المدارس وموقف رئيس مجلس إدارتها الدكتور حسن موسى القانونى ، وأن يعيد النظر فيما ورثه عن الرؤساء السابقين للهيئة الإسلامية من اتفاقيات وما أصدروة من تراخيص لمدارس وحضانات إسلامية مماثله ، وان يكون هناك مزيد من الرعاية والمتابعة والإشراف عليها، حتي لا تستغل الصحف الأوروبية والنمساوية الفرصة وتفتح النار علي الإسلام والمدارس والحضانات الإسلامية الأخرى في النمسا، وهو ما التقطته جريدة الكورونا النمساوية اليومية ” الاوسع انتشاراً ، عندما نشرت يوم أمس السبت حيث قالت أنها ليست المرة الاولي التي تثير فيه هذه المؤسسة الإسلامية المثيرة الجدل والمشاكل، واتهمت الجريدة المدرسة وفقا لما نشر على صفحاتها بأن الطلاب في هذه المدرسة لم يأتوا للاندماج وتعلم الدين الإسلامي بل جاءوا لتعلم الارهاب خاصة ان أحد المشتبهين في القيام بعمليات ارهابية درس بهذه المدرسة، وذكرت وزير التعليم النمساوي” كلوديا شميد ” فى تصريح سابق منذ أعوام ، حيث قالت بالنص إن المدرسة ليس لها الحق في منح شهادة الثانوية العامة وأن القبول في التعليم العالي هو اختصاص الجامعات.
إن تلك المعاهد التي تنقدها الصحف النمساوية والتي تحمل اسم المعاهد الأزهرية الدولية بالنمسا، هي مؤسسة تربوية تعليمية خاصة، تضم إلي جانب رياض الأطفال المراحل التعليمية الثلاث “الابتدائية والإعدادية والثانوية”وتهدف إلي الحفاظ علي الهوية الإسلامية لأبناء المسلمين المقيمين في المهجر، وذلك من خلال تقديم نموذج تعليمي فريد من نوعه؛ لكونه الوحيد في أوروبا، الذي يعني بتحفيظ القرآن الكريم وتحصيل العلوم الشرعية والسنة النبوية الشريفة وعلوم اللغة العربية، بالإضافة إلي العلوم
والثقافة الإسلامية والعربية، وذلك إلي جانب العلوم والخبرات التي يضيفها المنهج النمساوي المحدد من قبل وزارة التعليم الذي يدرس في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية النمساوية، وذلك بنظام اليوم الكامل، تتمتع المدارس بالاعتراف الكامل من الجهات النمساوية طبقا لقراري إدارة التعليم لمدينة فيينا في 9/7/2002 وفقاً لقانون التعليم الخاص النمساوي رقم 244 مادة (7) فقرة (2) لسنة 1962.
وحصلت فى السايق علي ترخيص المعاهد الأزهرية بقرار من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، بناء علي الاتفاقية الموقعة في مبني مشيخة الأزهر بين كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي “طرف أول” والدكتور”حسن إسماعيل موسي “”طرف ثان” بشأن الترخيص لإنشاء معهد أزهري في مدينة فيينا بدولة النمسا.علي أن تدرس المعاهد منهج الأزهر الشريف في العلوم الإسلامية الشرعية، وعلوم اللغة العربية والثقافة ، يحصل الطالب الذي يجتاز الاختبارات علي شهادة أزهرية، تدار تلك المعاهد باعتبارها معاهد أزهرية خاصة، طبقا للائحة الداخلية المعتمدة من مدير التعليم النموذجي، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والتي وافق عليها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في 6/8/2002 .
تمنح تلك المعاهد بالنمسا الشهادات العلمية المعتمدة من قطاع المعاهد الأزهرية بالأزهر الشريف للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية الأزهرية، ويحق لخريجي المعاهد الالتحاق بجامعة الأزهر طبقا للقواعد المنظمة لقبول طلاب المعاهد الأزهرية بالجامعة. إلي جانب الجامعات النمساوية كطلاب حاصلين علي شهادات أجنبية، كما تمنح المعاهد الشهادات العلمية النمساوية المعتمدة من إدارة التعليم في فيينا. ويحق للطلاب الذين يدرسون المنهج النمساوي بالمعاهد إلي جانب المنهج الأزهري الانتقال للمدارس النمساوية المناظرة. يرأس مجلس الإدارة الراعي العام للمعاهد،الذي يمثله “حسن موسي ” ويتكون المجلس من مديري المدارس وشيوخ المعاهد إلي جانب اثنين من ممثلي هيئة التدريس، واثنين من ممثلي أولياء الأمور، والمدير المالي والإداري. هو السلطة القائمة علي شئون وتصريف أمور المعاهد الإدارية والفنية والمسئول عن متابعة العملية التعليمية بها وتوجيهها للوصول إلي تحقيق الأغراض المنشودة التي تقوم عليها المعاهد، وذلك وفقا للأحكام الواردة في قرار مجلس الوزراء رقم 91 لسنة 1993 بشأن نظام العمل في المعاهد الأزهرية الخاصة بالخارج. وكانت سابقاّ تقع تلك المعاهد تحت إشراف الهيئة الإسلامية بالنمسا وقطاع المعاهد الأزهرية بمصر ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف .