يشهد تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، حالة من الصراع الشرس بين قياداته القديمة وبين القيادات الحالية، والتي تم اختيارها خلال انتخابات داخلية أجرتها الجماعة في 2014، ونتج عن تلك الانتخابات استبعاد جميع القيادات التي تولت مناصب في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي. وبسبب عزل جميع القيادات القديمة حدث صراع وخلاف كبير بين الإخوان، ظل هذا الخلاف إلي وقتنا هذا، وانقسمت الجماعة إلي جبهتين وهما جبهة “محمد كمال” في الخارج، وجبهة “محمود عزت” في الداخل.
وظلت الجماعة علي هذا الوضع من التراشق بالألفاظ وإلقاء التهم علي بعضهم البعض، والخروج في وسائل الإعلام لسب بعضهم، حتي شنت جبهة قيادات الإخوان في الخارج وهي “جبهة محمد كمال” حربًا على القيادي البارز بالجماعة محمود عزت، حيث اتهمته بالنصب عليهم واستغلال شباب التنظيم من أعضاء الخلايا النوعية، في تنفيذ عمليات متطرفة ممولة من منظمات دولية مشبوهة.
وكذلك اتهمت جبهة محمد كمال، محمود عزت، بالنصب على شباب الجماعة والاستيلاء على تلك الأموال عن طريق سحبها من البنوك وشراء فيلات ووحدات سكنية في عواصم بعض الدول الأوروبية خاصة بريطانيا.
عقب ذلك تصاعدت وتيرة الخلاف بين أعضاء الجماعة، عندما اتهم الدفراوى ناصف، أحد قيادات الإخوان والتابع لجبهة محمود عزت، اللجنة الإدارية العليا بالجماعة بتلقى أموال طائلة لتشويه الإخوان. ووجه “الدفراوى”، رسالة إلى اللجنة الإدارية العليا للإخوان، وجبهة محمد كمال، عضو مكتب إرشاد الإخوان، قائلا: “رسالتي إلى مجموعة نحو النور التي تتزعمها اللجنة الإدارية العليا، أدواتهم الإعلامية، الذين يقبضون الآلاف، لتشويه الجماعة، وحرق رموزها!، كم موسوعة يمكن أن يؤلفها فضول القول وفحشه الذى ملأتم به الدنيا لإثارة الخلافات؟!!، وكم ساعة عمل ضائعة هدرها الوقت المستهلك من طرفكم فى استنباط الظنون، وتحوير الكلام، وتغيير المعانى؟!!، وكم من مجهود ضائع كان من الممكن أن يستغل”.
وتابع: “أثرتم قضايا اختلاسات مالية، وتدليس وكذب على القواعد من أجل إثارة البلبلة داخل الجماعة وتضيعون الوقت بلا فائدة”.
ونتيجة لهذه الصراعات أكد سامح عيد، الإخواني المنشق عن الجماعة والخبير في الشأن الإسلامي، إن جميع الصراعات والخلافات التي تحدث بين أعضاء الجماعة، لها تأثير سلبي عليهم، خاصة وأنها أصبحت علنية في جميع سائل الإعلام، مقارنة بالسابق كان لا يعلن عنها أحد.
وأكد “عيد”، في تصريحات أن الخلافات ظهرت بين أعضاء الجماعة بسبب غياب أهم قيادتها وهم الآن في السجون، وبسبب اختفاء عنصر الثقة.
وفيما يتعلق باتهامات النصب والتمويل وسرقة أموال الجماعة، قال الخبير الإسلامي، “الجماعة الآن أصبحت منقسمة وأغلب قيادتها في السجون، وأصبحت الأموال التي تتلقها من تبرعات الأعضاء ليس عليها أي رقيب، وأصبح عنصر الثقة مفقودًا بينهم، وبسبب هذه الاتهامات أصبح أعضاء الجماعة يخشون أن يتبرعوا، وهذا الأمر كان له تأثير سلبي علي أسر الجماعة المعتقلين فمثلًا الأسرة التي كانت تأخذ كل شهر 5000 جنيه أصبحت تأخذ 3000 جنيه”.