لم يكن من السهل، أن تجد معلومات عن هذه الشخصية، فهي ليست بسياسية أو تابعة لحزب أو حتى كيان ثوري معروف، اكتفت بأن تدافع عن الثورة ومطالبها، وتعلنها بشكل صريح “أنا مع الثورة وأهدافها”، لُقبت بـ “ملاك الثورة”؛ لما تقوم به من أعمال خيرية، لصالح أهالي الشهداء والمصابين في أحداث ثورة الـ25 من يناير، بالإضافة إلي عملها علي ملف المعتقلين في السجون.
“سناء يوسف”، ربما لم يعرفها الكثيرون، بسبب رفضها مرارًا وتكرارًا الظهور في وسائل الإعلام للحديث عن الأزمات التي يعاني منها أهالي الشهداء، أو المعتقلين داخل السجون، سواء المرئية أو المقروءة، بسبب حبها العمل الصامت، هي فتاة بسيطة تخرجت في كلية التجارة جامعة عين شمس، وكانت تعمل في مجال “التجميل، وتصميم فساتين الزفاف”.
زلزلت “سناء” مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، و”تويتر” بعد إعلان وفاتها في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية، ولكن قبل نقلها إلي المستشفي لتلقى العلاج اللازم فقدت مصر وثورتها “سناء يوسف”، لتخيم حالة من الأسى والحزن علي صفحات النشطاء الثوريين، ممن يعرفونها عن قرب أو حتى من خلال معرفتهم البعيدة بها؛ نظرًا للأعمال الخيرية التي كانت تقوم بها “يوسف” في صمت تام.
ما كتبه النشطاء في رثاء “سناء” عبر صفحاتهم، يؤكد أنها من السياسيين الذي تواجدوا بميدان التحرير خلال ثورة الـ25 من يناير، منذ بدايتها، وساعدت كثيرًا من الشباب خلال الاشتباكات التي كانت تدور بين الثوار وقوات الأمن المركزي في فض الاعتصامات، وتم سجنها 4 أشهر أثناء مشاركتها في أحداث محمد محمود الأولى.
وكانت من ضمن الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم مرات عديدة؛ بسبب مشاركتها في التظاهرات المختلفة، والمسيرات التي كانت تتجه إلي ميدان التحرير بهدف إسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكتبت إحدى الناشطات وصديقة لها تدعى “نهلة الحواشي”، “اللي كان في الميدان هيعرف مين سناء يوسف..
كانت ليها وجهة نظر مختلفة عنا كلنا.. عمرها ما نزلت انتخبت حد لا في رئاسة ولا برلمان.. كانت دايما تقول أنا مع الثورة ومطالبها وبس ونازله أساعد الناس.. سابت شغلها وأتفرغت لمده ٣ سنين لرعاية المصابين وأهالي الشهداء.. ياما نزلت في الفجر وهي مش معاها عربية علشان تلحق أم ولا زوجة شهيد محتاجة تروح المستشفى”.
وتابعت “الحواشي”، في رثاء صديقتها: “سناء والدها ووالدتها متوفيين وكانت عايشه مع أختها الكفيفة… كانت طيبة ومتدينة وبتحب الناس قوي”. كانت آخر كلمات “يوسف” عبر صفحتها الشخصية بموقعي التواصل الاجتماعي”فيس بوك” و”تويتر”، “فانية يا الله فلا تجعلها تشقينا”، وتدوينة أخرى قالت فيها “سلاما لنفوس نفتقد البوح لها بتفاهاتنا وتفاصيلنا المملة المضحكة المزعجة الطفولية الناضجة الحالمة المجنونة.. وسلاما”. فسلامًا علي سناء يوسف التي اكتفت بأن تكون إنسانة، مثلما اكتفت بالدفاع عن الثورة وشهدائها ومصابيها ومعتقليها.